تتفاقم حدة الأوضاع في السودان والدول المجاورة لها، في ظل استمرار الاقتتال العنيف في السودان. والذي دخل في أسبوعه الثالث على التوالي، بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وتعد دول شمال القارة الأفريقية والتي تتمثل في سبع دول من أبرز الدول التي تأثرت بالأزمة في السودان لما تحتوي من اختلافات سياسية وجغرافية. بداية من خلاف مصر وإثيوبيا حول سد النهضة وتوافر إمدادات المياه لمصر والسودان. وارتفاع درجات الحرارة نتيجة الاحتباس الحراري. مما يؤدي إلي تصحر البلاد التي كانت تعتمد على الزراعة بشكل أساسي. والأبرز هو الملف الإرهابي والجماعات الإرهابية المتطرفة.
أزمة إنسانية أولا
يرى برنامج الأغذية العالمي، أن الأزمة في السودان قد تسببت في أزمة إنسانية في منطقة شرق أفريقيا بأكملها، بعد ارتفاع أسعار الغذاء بصورة كبيرة. وتم تسجيل زيادات مماثلة بالأسعار في تشاد وجنوب السودان.
كما أن تشاد وجنوب السودان هما الدولتان الأكثر استقبالا للاجئين القادمين من السودان، وعلى نحو أسبوعين فقط تم تسجيل الآلاف من اللاجئين منذ بدء القتال.
ومنذ اندلاع الأحداث في السودان ويعاني ما يقرب من ثلثي تعداد سكان السودان الجوع بسبب نقص في كل شيء، وارتفعت أسعار الغذاء بنسبة 28% خلال فترة قصيرة في دولتي تشاد وجنوب السودان، وهو ما يؤثر على الوضع في القرن الإفريقي، وبدأت الحكومات من أنحاء العالم في تنظيم مهام إجلاء لمواطنيها من السودان، حيث شهد العديد منهم معاناة في السودان كانت قد تؤدي إلى مقتل العديد منهم.
هاجس الإرهاب والجماعات الإرهابية
ويقول أستاذ العلوم السياسية الدولية طارق فهمي، بالتأكيد إن إمدادات الأزمة السودانية الحالية لم تقتصر فقط على دول الشمال الإفريقي بل ستمدد على الدول السبع من الجانب السوداني، والأزمات التي تلي ذلك خاصة في الملف الإرهابي حيث تستغل الجماعات الإرهابية الأزمة وستمدد العناصر الإرهابية في النيجر وتشاد ومالي وليبيا وجنوب ليبيا، وبالتالي هذه تأثيرات مباشرة.
وأضاف فهمي في تصريحات خاصة لـ “العرب مباشر”، وتتمثل تلك التأثيرات في هاجس كبير وتجدد أعمال الإرهاب والعنف وتمدد أشرطة الإرهاب واردة في هذه المنطقة التي كان فيها منطقة يطلق عليها ضبط الحدود.
وتابع فهمي، أن الأمر الآخر هو إحداث نوع من التوتر لخريطة الدول المجاورة ربما تفتح المجال إلى تدخلات خارجية مثلما حدث في دارفور. كما الانعكاسات والإمدادات لن تؤثر على الشمال الأفريقي فقط. ولكن أيضا الجنوب الأفريقي وإمداداته. بالإضافة إلى أن هناك تربة خاصة وتمدد المساحات إلى الجنوب الليبي وارد، وبالإضافة إلى مناطق الحدود الجزائرية الليبية التونسية والتمديدات والانعكاسات في هذا الإطار بما تمثل مشاكل أخطرها الملف الإرهابي.
أكد فهمي أيضا بالإضافة إلى التخوف الأوروبي من انتقال هذه المناطق من شمال إفريقيا ومناطق التماس الإفريقي إلى أوروبا، وفي كل الأحوال الإمدادات متسعة، والتأثيرات سلبية. وتحتاج إلى معالجات وأعمال إنسانية فقط وتحتاج إلى رؤية أكثر وضوحا واستقرار غائب في المنطقة.
عمليات النزوح والاقتصاد
ومن جانبه، قال الخبير السياسي في الشؤون الإفريقية رامي زهدي، إن السودان دولة لها حدود مشتركة مع سبع دول. بالإضافة إلى الحدود السودانية على منطقة البحر الأحمر وهذه منطقة هامة.
وبالتالي إن الأزمة السودانية الجارية لها تأثير كبير جدا في محيط السودان أولا على دول الجوار المباشرة وثانيا على إقليم البحر الأحمر بالكامل وأمن البحر الأحمر. وثالثا على القارة الإفريقية لأن السودان بوابة رئيسية للقارة الإفريقية، ورابعا على بوابة الشرق الأوسط والمنطقة العربية وصولا إلى الحدود على أوروبا.
وأضاف ولكن تحديدا دول شمال إفريقيا سيكون لها تأثير سلبي كبير لما يحدث في السودان. ومن ضمن ذلك مصر وليبيا اللذان يشتركان في حدود مباشرة مع السودان. بالإضافة إلى تشاد على منطقة الساحل الصحراء وصولا إلى دول الشمال الأخرى تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا.
وتابع زهدي، إن فكرة وجود أزمة أو اقتتال عنيف في دول بحجم السودان سيكون له تأثير كبير على الدول المجاورة وخاصة في ملف النازحين السودانيين بطريقة شرعية. وذلك في إطار عملية نزوح جماعية لدول الجوار. بالإضافة إلى النزوح بطرق غير شرعية مع ارتفاع تكلفة النزوح. فضلا عن غياب الأمن وتأثيره في منطقة السودان. ما يؤدي إلى اجتذاب عمليات وجماعات متطرفة من أماكن تمركزها سواء في شرق أو وسط القارة لإعادة تمركزها.
كما سلط زهدي، الضوء على التأثير الاقتصادي على دول شمال إفريقيا بسبب الأزمة السودانية. مشيرا إلى أن الكثير من الدول الشمال يعانون مثل مصر وتونس وليبيا والمغرب. بسبب التجارة البينية الكبيرة مع السودان في شكل سلع يتم تصديرها إلى السودان. أو في شكل عوامل صناعة في دولة الشمال خاصة أن دول الشمال دول متقدمة نسبيا في الصناعة. وتعتمد على واردات كثيرة من مواد خامّ من السودان.