سياسة

للتفرغ للجبهة الشمالية.. اسرائيل تقترب من انهاء عملية رفح


أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد أن المعارك “العنيفة” التي يخوضها الجيش الإسرائيلي ضد مقاتلي حركة حماس في مدينة رفح في جنوب قطاع غزة “على وشك الانتهاء”. لكن الحرب لن تنتهي قبل زوال سيطرة الحركة على القطاع، بينما كشفت وسائل اعلام عبرية أن القيادتين العسكرية والسياسية تناقشان خططا لعمليات ضد حزب الله اللبناني لتحصين الجبة الشمالية، وسط تحذيرات أوروبية وأميركية من توسع نطاق الحرب واحتمال انجرار إيران إليها.

وقال نتنياهو في مقابلة مع القناة 14 الإسرائيلية “المرحلة العنيفة من المعارك ضد حماس على وشك الانتهاء. هذا لا يعني أن الحرب على وشك الانتهاء، لكن الحرب في مرحلتها العنيفة على وشك الانتهاء في رفح”.

وأضاف رئيس الوزراء، في أول مقابلة معه تجريها قناة تلفزيونية إسرائيلية منذ بدء الحرب ضد حماس في السابع من أكتوبر، “بعد انتهاء المرحلة العنيفة، سنعيد نشر بعض قواتنا نحو الشمال، وسنفعل ذلك لأغراض دفاعية في شكل رئيسي، لكن أيضا لإعادة السكان (النازحين) إلى ديارهم”.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أطلق العملية العسكرية في رفح، الواقعة على الحدود مع مصر، في بداية شهر مايو الماضي. وكان الهدف المعلن هو تفكيك آخر الوحدات القتالية لحماس في القطاع.

وفي منتصف يونيو الجاري، أعلن الجيش الإسرائيلي أن حوالي ما بين 60 إلى 70 بالمئة من أراضي المدينة الواقعة في جنوب قطاع غزة تقع تحت “السيطرة العملياتية” لقواته، مضيفا أنه يتوقع استكمال العملية في غضون أسابيع قليلة.

وشدد نتنياهو أيضا على أنه لن يقبل أي اتفاق “جزئي”، قائلا “الهدف هو استعادة الرهائن واجتثاث نظام حماس في غزة”.

وردا على سؤال حول مرحلة ما بعد الحرب في غزة، أوضح نتنياهو أن إسرائيل سيكون لها دور تؤديه على المدى القصير من خلال “سيطرة عسكرية”. وقال “نريد أيضا إنشاء إدارة مدنية، بالتعاون مع فلسطينيين محليين إن أمكن، وربما بدعم خارجي من دول المنطقة، بغية إدارة الإمدادات الإنسانية، وفي وقت لاحق، الشؤون المدنية في قطاع غزة”.

ومنذ أشهر، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي تحديات في الشارع بسبب إدارته الحرب. ويتجمع العشرات يوميا للمطالبة بإجراء انتخابات مبكرة وعودة الرهائن.

ومساء السبت، تظاهر في تل أبيب عشرات الآلاف ملوحين بالأعلام الإسرائيلية ومرددين شعارات مناهضة لحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ومطالبين بإجراء انتخابات مبكرة وعودة الرهائن المحتجزين في غزة.

وفي خطاب ألقاه أمام الحشد، وجه الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) يوفال ديسكين انتقادات لنتنياهو ووصفه بأنه “أسوأ رئيس وزراء” في تاريخ إسرائيل.

وأكد نتنياهو أنه “إذا سقطت هذه الحكومة، فستُشكَّل حكومة يسارية وستفعل شيئا على الفور: إقامة دولة فلسطينية، دولة فلسطينية إرهابية ستعرض وجودنا للخطر”.

ومن جانبها، اعتبرت حركة حماس، ليل الأحد/الإثنين، أن موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي باستمرار الحرب على قطاع غزة تأكيد على رفضه قرار مجلس الأمن الأخير ومقترحات الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن وقف إطلاق النار.

وقالت حماس، في بيانها “موقف نتنياهو الذي يؤكد فيه استمراره في الحرب وأنه يستهدف اتفاقا جزئيا يستعيد من خلاله عددا من الأسرى فقط، ويستأنف الحرب بعدها، تأكيد جلِيّ على رفضه قرار مجلس الأمن الأخير، ومقترحات بايدن”.

وأضافت “تصريحاته على عكس ما حاولت الإدارة الأميركية تسويقه، عن موافقة مزعومة من الاحتلال”.

وتابعت “إصرار حركة حماس على أن يتضمن أي اتفاق، تأكيدا واضحا على وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب كامل من قطاع غزة، كان ضرورة لابد منها، لقطع الطريق على محاولات نتنياهو المراوغة والخداع وإدامة العدوان وحرب الإبادة ضد شعبنا”.

وطالبت الإدارة الأميركية “باتخاذ قرار واضح، بوقف دعمها الإبادة الشاملة التي يتعرض لها شعبنا في القطاع، ورفع الغطاء عن الاحتلال وجرائمه التي تجعل من واشنطن شريكا أساسيا في ارتكابها”.

وبوساطة مصر وقطر، ومشاركة الولايات المتحدة، تجرى إسرائيل وحماس منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة متعثرة لإبرام اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار.

وسبق أن وافقت الفصائل الفلسطينية في 6 مايو الماضي على مقترح اتفاق لوقف الحرب وتبادل الأسرى طرحته مصر وقطر، لكن إسرائيل رفضته مؤكدة أنه “لا يلبي شروطها”.

وقبل أن يتحدث الرئيس الأميركي جو بايدن، في 31 مايو، عن تقديم إسرائيل مقترحا جديدا لاتفاق من 3 مراحل يشمل “تبادلا للأسرى” بأول مرحلتين، و”إدامة وقف إطلاق النار” بالمرحلة الثانية، و”إعادة إعمار غزة” بالمرحلة الثالثة.

وعلى عكس ما جاء في خطاب بايدن، قال نتنياهو “لم أوافق على إنهاء الحرب في المرحلة الثانية من المقترح”، وإنما فقط “مناقشة” تلك الخطوة وفق شروط تل أبيب، مؤكدا أنه “يُصر على عدم إنهاء الحرب على غزة إلا بعد تحقيق جميع أهدافها”.

وقالت حماس إنها ستتعامل مع المقترح بـ”إيجابية” رغم تأكيدها أنه ليس “جديدا” كما روج بايدن، وإنما “اعتراضا” إسرائيليا على مقترح الوسيطين المصري والقطري.

من جانب آخر، نقلت وكالة رويترز عن شهود فلسطينيين قولهم إن ثمانية فلسطينيين قتلوا الأحد في غارة جوية إسرائيلية على مقر للتدريب قرب مدينة غزة يستخدم لتوزيع المساعدات، بينما توغلت الدبابات الإسرائيلية في مدينة رفح بجنوب القطاع. وأضاف الشهود أن الغارة أصابت جزءا من مقر مركز للتدريب المهني تديره وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التي تقدم الآن المساعدات للأسر النازحة.

وشوهد مبنى منخفض الارتفاع وقد دمر بالكامل وجثثا ملفوفة في بطانيات ملقاة على جانب الطريق في انتظار نقلها.

وبدوره، قال الجيش الإسرائيلي إن الموقع، الذي ذكر أنه كان في الماضي مقرا للأونروا، يستخدمه مقاتلو حركتي حماس والجهاد الإسلامي. وأشار إلى اتخاذ إجراءات احترازية قبل الهجوم لتقليل مخاطر إلحاق الأذى بالمدنيين.

وأضاف الجيش في بيان “الأحد، قصفت طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، بتوجيه من مخابرات الجيش الإسرائيلي والشاباك، البنية التحتية الإرهابية التي كان يعمل فيها إرهابيو حماس والجهاد الإسلامي”. ومضى يقول: “هذا مثال آخر على استغلال حماس الممنهج للبنية التحتية المدنية وللسكان المدنيين كدروع بشرية لأنشطتها الإرهابية”.

وتنفي حماس الاتهامات الإسرائيلية بأنها تستخدم المدنيين دروعا بشرية أو تستخدم المنشآت المدنية لأغراض عسكرية.

وقالت جولييت توما مديرة التواصل والإعلام في الأونروا إن الوكالة تدرس تفاصيل الهجوم الذي ورد في هذا التقرير قبل تقديم مزيد من المعلومات. وأضافت “منذ بداية الحرب، سجلنا أن ما يقرب من 190 من مبانينا قد أصيبت. وهذه هي الغالبية العظمى من مبانينا في غزة”، وتابعت توما أن 193 من أعضاء فريق الأونروا قتلوا في الصراع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى