ليبيا وتصفية الحسابات بين باشاغا والدبيبة
عادت المخاوف الفعلية من عودة الصراع المسلح، وعودة ليبيا إلى نقطة الصفر بين انقسام في السلطة وحرب مدمرة جديدة.
وقد ظهرت هذه المخاوف عبر تحركات عسكرية لميليشيات تابعة للطرفين. وأهمها الميليشيات القادمة من مدينة مصراتة التي ينتمي إليها كلا الرئيسين.
ولم يتوقف الأمر عند التحركات العسكرية، بل تجاوزها ليصل إلى حدّ التهديدات. فقد تعرّض أعيان وشخصيات عامّة في مدينة مصراتة لتهديدات من ميليشيات ومجموعات مسلحة بها، “لم يرُقْ لها” موقفها المحايد في الأزمة الحالية بين رئيس الوزراء المكلف باشاغا، ورئيس الحكومة منتهية الولاية الدبيبة.
ووفقاً لمصادر في المدينة، فإنّ قادة تلك المجموعات أبدوا “ضيقهم” من عدم اتخاذهم موقفاً مناوئاً لـ”باشاغا” وحكومته الجديدة، قائلين: إنّهم “سيدفعون ثمن الإمساك بالعصا من المنتصف“، حسب وصفهم.
وأشارت إلى أنّ أعيان وشخصيات في المدينة طلبوا من “باشاغا” و”الدبيبة” تجنيب مصراتة الصراع الداخلي بين المجموعات المسلحة العديدة المنتشرة بها، و”الخروج بخلافاتهم منها”، ولكنّهم لم يمنعوا الطرفين من إجراء زيارات ولقاءات بها خلال الفترة الماضية.
ويرى مهتمون بالشأن الليبي أنّ أصواتاً عديدة في مصراتة سعت لضبط الوضع في المدينة؛ كي لا تكون مسرحاً للمواجهات، وذلك في ظلّ الحشد من مجموعات الطرفين، وقد شهدت وقائع كادت تتطور إلى مواجهات مفتوحة، خصوصاً حين أقدمت قوة مؤيدة لـ”الدبيبة” على خطف وزراء ضمن التشكيل الحكومي الجديد لـ”باشاغا”، إلا أنّ الأخير قال إنّه “وأد الفتنة”، وتجنّب “الاحتكام إلى السلاح”.
ومنذ بداية الأزمة أصدر أهالي مصراتة بياناً رفضوا فيه المشاركة في أيّ اصطفاف سياسي يشقّ صفّ المدينة. ودعوا الحكومة منتهية الولاية إلى “عدم تصدير مشكلاتها للشارع، ومحاولة تحريض الناس ضدّ بعضها بعضاً؛ من أجل الاستمرار في السلطة”.
وانتقد البيان أمراء المجموعات المسلحة الذين روّجوا لخطاب “القتال والاقتتال” بين أبناء المدينة الواحدة، بدلاً من “رأب الصدع” و”إطفاء نار الفتنة” محمّلاً إياهم المسؤولية عن أيّ أرواح تزهق في هذا الصراع.