حصري

محمد بن زايد.. «مثال الإنسانية»


المكان: العريش المصرية، والزمان: دولة الإمارات بتوقيت غزة، هناك حيث حطت أجنحة الرحمة تحمل رسالة «فارس الإنسانية» لقلوب استبد بها الألم.

جسر جوي إماراتي يهب لتنفيذ مبادرة وجه بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، باستضافة 1000 طفل فلسطيني برفقة عائلاتهم من قطاع أدمته حرب لم تضع أوزارها منذ أكثر من شهر.

سواعد بيضاء تمتد من وراء الحدود لتحمل على أجنحتها دفعة أولى من الأطفال، وتنقلهم إلى مستشفيات دولة الإمارات حيث سيتلقون الرعاية الطبية والصحية اللازمة لحين تماثلهم للشفاء.

محطة مضيئة جديدة ترسمها دولة الإمارات، تحت قيادة رئيسها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في مواقف أصيلة ونهج راسخ تتقاطع ركائزه عند دعم الأشقاء ومد يد العون لهم عند الأزمات.

 «فارس الإنسانية»

سيرة ملهمة تقدم للشعوب والأمم نبراس الوجود وتخلد للأجيال أبهى معاني العطف والرحمة والرفق والإحسان، وتؤهله في كل الأزمان لأن يكون «فارس الإنسانية».

إنه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، القائد الذي تمتد أياديه الإنسانية البيضاء لمساعدة الناس أينما كانوا، يضمد الجراح ويشفي الندوب ويدفع بالأمل.

ولأن العطاء عقيدة إماراتية، فقد نهل منها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وجسدها في مبادرات وأفعال تحولت بمرور الزمن إلى مبادئ تأصلت بمجتمع يقتفي خطوات قائده الملهم.

مبادراته الإنسانية والإغاثية لكل محتاج أو منكوب أو متضرر من حرب أو أزمة تراكم مجلدات ترسم صورة أيقونة رائدة في مجال العمل الخيري والإغاثي، فهو السباق دائما إلى مساعدة الأشقاء والأصدقاء، ومساندة المحتاجين وإغاثة المنكوبين في كل مكان، والمساهم الفعال في المبادرات العالمية بمواجهة الحروب والأمراض والأوبئة، والوقوف بجانب الدول والشعوب في الأزمات.

فلسطين في القلب

لم تكن فلسطين في سياسة دولة الإمارات وقائدها حالة عادية، بل لطالما كانت قضية الدولة وأحد أبرز أولويات سياستها الخارجية، وهذا ما تجسده الأفعال في كل مرة تحتاج فيها فلسطين، في أي شبر منها، للمساندة.

فتحت قيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، تمكن مجلس الأمن الدولي، مساء الأربعاء، من كسر جموده والخروج عن صمته بدعوة لهدن يومية بغزة، في اختراق تعود جهوده الأكبر لدولة الإمارات التي تحركت دبلوماسيتها بشكل مكثف من أجل حماية المدنيين.

ورفضت دولة الإمارات تهجير الفلسطينيين، وتمسكت بمطلب الهدنة، وبحل الدولتين طريقا للسلام الدائم، فكانت أروقتها من أبوظبي إلى نيويورك خلايا نحل لا تهدأ.

واعتمد مجلس الأمن القرار 2712 الذي يدعو إلى سلسلة من فترات التوقف عن القتال تمتد لعدة أيام في قطاع غزة، تكفي لإيصال المساعدات الإنسانية بشكل كامل وعاجل وآمن ودون عوائق، وإطلاق سراح جميع المحتجزين، وخاصة الأطفال الذين يدعو القرار إلى إطلاق سراحهم دون قيد أو شرط.

وبصفتها العضو العربي في المجلس؛ عملت دولة الإمارات بشكل وثيق مع البعثة الدائمة لمالطا لدى الأمم المتحدة، القائمة على صياغة القرار، حيث قدمت الدعم اللازم طوال المفاوضات، من أجل التوصل لاتفاق بشأن نص يمنح الأولوية لحماية الأطفال.

وبالتوازي مع الحراك الدبلوماسي، أعلنت دولة الإمارات إرسال 3 محطات لتحلية المياه إلى مطار العريش تمهيدا لنقلها إلى مدنية رفح في قطاع غزة، ضمن عملية “الفارس الشهم 3” الإنسانية لدعم سكان القطاع. وستوفر هذه المحطات نحو 600 ألف غالون.

وقبلها، وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، باستضافة 1000 طفل فلسطيني برفقة عائلاتهم من قطاع غزة لتقديم جميع أنواع الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات دولة الإمارات إلى حين تماثلهم للشفاء وعودتهم.

كما أطلقت دولة الإمارات حملة لإغاثة الفلسطينيين المتأثرين من الحرب في قطاع غزة، تحت شعار “تراحم من أجل غزة”، قبل أن ترسل طائرة مساعدات طبية عاجلة لإغاثة أهل القطاع.

وسبق أن أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، بتقديم مساعدات عاجلة إلى الأشقاء الفلسطينيين بمبلغ 20 مليون دولار في دعم يأتي من خلال وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” التي تحرص على توفير الخدمات للاجئين الفلسطينيين، حيث يتم تمويل الوكالة بالكامل تقريباً من خلال مساهمات الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة.

مبدأ وثقافة

كانت فلسطين -ولا تزال- قضية دولة الإمارات الأولى، ومساندتها أكدتها الأفعال قبل الأقوال، في مسار إنساني يشمل أيضا مد يد العون لكل محتاج أو مكلوم، تماما كما فعلت الدولة حين اجتاح فيروس كورونا المستجد العالم.

أجنحة تحلق في كل شبر من المعمورة، تنشر قيم المحبة والعطاء وتغرس الأمل في شعوب العالم بمبادراتها الإنسانية الرائدة التي كرست مبادئ العمل الخيري والإنساني نهجا وثقافة لدى أبناء دولة الإمارات، وطالت الأعمال الإنسانية مختلف بقاع العالم.

جائحة روعت العالم، فامتدت مبادرات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، لتعزز سبل التصدي للفيروس وتداعياته، حيث أسهمت جهوده في أن تكون دولة الإمارات من أوائل الدول التي تنجح في تخطي الجائحة والانتقال إلى مرحلة التعافي التام.

كما برزت توجيهاته المباشرة في مد يد العون وإرسال مختلف أنواع المساعدات المادية والعينية للأشقاء والأصدقاء خلال الجائحة. 

وتفانى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، في تقديم العون للدول الشقيقة والصديقة، سواء بعقد الاتفاقيات التي تحمل بإعلانها معاني التعايش والتعاون، أو مساهمة حكومة دولة الإمارات وتوجيه هيئة الهلال الأحمر الإماراتي وغيرها من الجمعيات الخيرية لتقديم يد العون للشعوب المنكوبة من الحروب أو من آثار الكوارث والأزمات. 

ويساند الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، الجهود الإنسانية والخيرية الهادفة إلى توفير اللقاحات وتمويل حملات القضاء على شلل الأطفال، ولا سيما في البلدان المستهدفة بهذه المبادرات. 

ولتعزيز روح الأخوة بين البشر، يسعى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان دائما إلى إحياء قيم الدين الإنسانية النبيلة، ومنذ إقرار الإمارات عام 2019 “عام التسامح”، تصدر المشهد بمواقفه وأقواله.

ومن مواقفه الخالدة، استقباله اثنين من أهم القادة الدينيين في العالم، هما البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.

وتمخض عن ذلك اللقاء التاريخي توقيع “وثيقة الأخوة الإنسانية”؛ لتكون دليلا على تعزيز ثقافة الاحترام المتبادل وتفعيل الحوار حول التعايش والتآخي.

كما أطلق الشيخ محمد بن زايد  آل نهيان رئيس دولة الإمارات، “صندوق زايد العالمي للتعايش”، دعما لجهود تعزيز ثقافة التعايش السلمي والأخوة الإنسانية بين شعوب العالم، الركيزة الأساسية لنشر التضامن وتعزيز روح الأخوة بين الشعوب.

منارة مضيئة بالأعمال الخيرية والإنسانية تشكل امتدادا لنهج القائد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، تنشر أنوارها داخل الدولة وخارجها.

وسجل حافل يدونه التاريخ على ألسنة تلهج بالدعاء شكرا لرجل الإنسانية، وأفواه تستذكر عطاءه وتضامنه، وأعين مبتسمة وأجساد ودعت علل الحروب والنكبات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى