مخططات الإخوان في السودان: من الفوضى إلى الهيمنة على المشهد السياسي

اعتبر مدير مركز بروكسل للدراسات، رمضان أبو جزر، أن جماعة «الإخوان» كانت ولا تزال أحد الأسباب الرئيسة للأزمات التي يُعاني منها السودان، منذ تدخلها في الحياة السياسية ومحاولاتها السيطرة على الحكم.
وأوضح أبو جزر، في تصريح لصحيفة «الاتحاد»، أن وجود «الإخوان» في المشهد السياسي السوداني تسبب في انقسامات حادّة داخل البلاد، وأدى إلى تدهور العلاقات الخارجية التي كانت تتمتع بها الخرطوم مع محيطها العربي والإسلامي.
وأشار إلى أن السودان تحوّل إلى مرتع للتنظيمات والخلايا الإرهابية المحسوبة على جماعة «الإخوان»، ما أدى إلى فرض عقوبات دولية قاسية، حاصرت الشعب السوداني، وحرمت البلاد من الأدوية والتكنولوجيا والتبادل العلمي، كما دفعت بالكثير من الكفاءات السودانية إلى الهجرة.
وأفاد أبو جزر بأن «الإخوان» لعبوا دورًا تخريبيًا واضحًا في إطالة أمد الصراع المسلح، من خلال عرقلة الجهود الدولية الرامية إلى تسوية الأزمة سلميًا، لافتًا إلى تدخلهم في إفشال مؤتمر جنيف الذي دعت إليه واشنطن، والذي كان من الممكن أن يوقف نزيف الدم السوداني، مؤكدًا أن إنهاء نفوذ التنظيم الإرهابي يُعدّ شرطًا أساسيًا لعودة السودان إلى حضنه العربي واستعادة استقراره.
وفي السياق ذاته، شدد الناشط السياسي التونسي، صهيب المزريقي، على أن الحروب والصراعات تُشكّل دائمًا وسيلة تنظيم «الإخوان» لتحقيق أهدافه السياسية، ما يجعلهم لا يؤمنون بالحل السياسي الذي يُعيد الأمن والاستقرار إلى السودان، مؤكدًا أن أي عملية سياسية مقبلة ستستبعدهم من المشهد السوداني.
وأوضح المزريقي، في تصريح صحفي، أن تجربة جماعة «الإخوان» في السودان، التي امتدت لأكثر من 30 عامًا، شهدت حروبًا في كل أطراف البلاد، وخلفت خسائر اقتصادية فادحة، وأدت إلى مقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين، لافتًا إلى أنهم يعملون على إشعال نيران الفتنة عبر تغذية النزاع الدائر حاليًا، ويعرقلون مبادرات الحل السياسي حتى لا يتعرضوا للمحاكمة.
وأشار إلى أن الجماعة تعمل على إفشال جهود التسوية السلمية، حتى يتمكنوا من العودة إلى السلطة مجددًا، ويجدوا مخرجًا للقيادات المطلوبة لدى المحاكم الدولية والمحلية.
وقال الناشط السياسي التونسي إن جماعة «الإخوان» تتعمد خلق صراعات بين الأطراف السودانية المختلفة، ما يعني وقف مسيرة التغيير وتفادي المحاسبة والمساءلة، مضيفًا أن التنظيم الإرهابي لا يمتلك أي رؤية بديلة سوى التسلط والاستقواء بالقوات المسلحة السودانية.