معركة أذرع استخباراتية.. إيران تحرك قواعدها قبيل جلسة الكونغرس

تعتزم إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، فرض قيود على تبادل المعلومات الاستخباراتية السرية مع الكونغرس، بعد الضربة العسكرية لإيران.
إذ ذكرت صحيفة واشنطن بوست، أن قرار البيت الأبيض يأتي عقب تسريبات إعلامية لتقييم أولي شكك في مزاعم ترامب بأن الضربات الجوية الأمريكية دمرت منشآت إيران النووية بالكامل.
-
إيران وإسرائيل: من التجسس والاغتيالات إلى الحرب المفتوحة
-
بين الحياد والمصالح.. الموقف الصيني من صراع إيران وإسرائيل يثير الانتقادات
ويتوقع أن يرسل البيت الأبيض 4 من كبار مسؤولي الأمن القومي لتقديم الإحاطة للمشرعين، وهم: وزير الدفاع بيت هيغسث، ووزير الخارجية ماركو روبيو. ومدير وكالة الاستخبارات المركزية، جون راتكليف، والجنرال دان كاين، رئيس هيئة الأركان المشتركة، إلى جلسة إحاطة بمجلس الشيوخ، اليوم الخميس.
لكن اللافت هو غياب مديرة الاستخبارات الوطنية، تولسي غابارد. التي كانت قد أدلت بشهادتها في مارس/آذار بأن تقييمات وكالات الاستخبارات الأمريكية تشير إلى أن إيران لا تقوم ببناء سلاح نووي.
-
روسيا على الحياد؟ بوتين يبرر موقفه من التصعيد بين إيران وإسرائيل
-
السقوط الأول لـ هيرمس .. هل تغيّرت قواعد الاشتباك بين إيران وإسرائيل؟
وكان ترامب قد وصف تقييم غابارد لبرنامج إيران النووي بأنه “خاطئ”. وجرى تهميشها إلى حد كبير في إدارة الدور الأمريكي في الحرب بين إيران وإسرائيل. وفقًا لمسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين وأشخاص مقربين من البيت الأبيض.
لكن مسؤولي البيت الأبيض شددوا على أنها تقوم بـ”عمل مهم”.
-
معركة في الهواء.. التضليل الإعلامي يتصدر حرب إيران وإسرائيل
-
إيران وإسرائيل: صواريخ خارقة وأهداف نووية في مرمى النيران
من جهة أخرى، دعا زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ. تشارلز شومر، البيت الأبيض إلى “التراجع فورًا” عن قرار تقييد المعلومات. مؤكدًا من على منصة المجلس أنه “لا يحق للإدارة التكتّم على معلومات الأمن القومي أمام الكونغرس“، وأن “أعضاء مجلس الشيوخ يستحقون الحصول على المعلومات، والإدارة ملزمة قانونيًا باطلاع الكونغرس بدقة”.
وتُظهر التسريبات الإعلامية، التي نشرتها “سي إن إن” وموقع “أكسيوس” عن خطط التقييد. أن التقييم الاستخباراتي الأولي خلص إلى أن الضربات الجوية التي أمر بها ترامب أجلت البرنامج النووي الإيراني لعدة أشهر فقط دون تدميره، وهو ما نفاه ترامب ومسؤولو البيت الأبيض بشدة وأصرّوا على الدمار الكامل.
-
إيران وإسرائيل على حافة الانفجار.. التصعيد يتحدى جهود الوساطة
-
إيران وإسرائيل على شفا انفجار كبير.. وعمليات الإجلاء تبدأ رسميًا
إلا أن راتكليف أصدر بيانًا يوم الأربعاء قال فيه إن الضربات “ألحقت أضرارًا جسيمة” بالبرنامج النووي، في ما يبدو تمهيدًا لتقديم صيغة معدلة للموقف الرسمي .قد تُعرض على مجلس الشيوخ اليوم الخميس.
أما الجنرال كاين، وغيره من الضباط العسكريين غير الحزبيين. فقد بدوا أكثر تحفظًا في تقييماتهم حتى الآن، إذ وصفوا الأضرار بأنها “كبيرة” لكنهم لم يذهبوا إلى حد القول بأن المنشآت “دُمّرت بالكامل”.
وكان كاين قد صرح الأحد، بأن تقييم الأضرار النهائي سيستغرق وقتًا. لكنه أشار إلى أن التقييمات الأولية تُظهر “دمارًا شديدًا للغاية”.
-
غزة تصرخ في صمت: كأن العالم نسينا وسط نيران إيران وإسرائيل
-
إيران وإسرائيل في دوامة التصعيد.. ضربات متبادلة وتحذيرات من اتساع الصراع
وأشارت “واشنطن بوست” إلى أن فريق ترامب سيحاول إقناع المشرّعين والرأي العام الأمريكي بنجاح المهمة، خلال مؤتمر صحفي كبير يُعقد صباح الخميس في البنتاغون. يشارك فيه هيغسيث و”جنرالات كبار في الجيش” لم تُكشف أسماؤهم.
وأثار ترامب جدلاً إضافياً بتصريحات غير دقيقة، منها زعمه أن الطيارين قضوا “36 ساعة يطيرون فوق أراض معادية”، وهو خلط بين مدة الرحلة الكلية والوقت الفعلي فوق الهدف.
-
صراع اليوم الثاني: الطائرات المسيّرة تتصدر المشهد بين إيران وإسرائيل
-
خطورة المواجهة بين إيران وإسرائيل على المنطقة
من جانبهم، انتقد الديمقراطيون في الكونغرس بشدة فشل إدارة ترامب في تقديم إحاطة للنواب بشأن إيران، مشيرين إلى قانون صلاحيات الحرب لعام 1973. الذي يلزم الرئيس بإخطار الكونغرس خلال 48 ساعة من أي عمل عسكري وتقديم إحاطة سرية بشأنه.
وكان من المقرر عقد جلسات الإحاطة السرية لأعضاء مجلسي الشيوخ والنواب يوم الثلاثاء، لكنها أُرجئت إلى الخميس لمجلس الشيوخ، والجمعة لمجلس النواب. بينما كان ترامب يتفاوض على وقف إطلاق النار.
وجرى تعديل المواعيد لتناسب جداول السفر. إذ كان هيغسيث وروبيو برفقة ترامب في لاهاي لحضور قمة حلف شمال الأطلسي “ناتو” يوم الأربعاء.