مفاوضات إسرائيلية-أمريكية.. الشرع يؤكد قطع شوط طويل نحو إعادة بناء العلاقات
قال الرئيس السوري، أحمد الشرع، إن هدف بلاده هو البدء في بناء العلاقة مع أمريكا، لأن العلاقة بين البلدين لم تكن جيدة خلال 100 عام الماضية:
وفي مقابلة مع صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، قال الشرع “كنا نبحث عن المصالح المشتركة بين الولايات المتحدة وسوريا، ووجدنا أن لدينا الكثير من المصالح المشتركة التي يمكننا البناء عليها، (مثل) المصالح الأمنية والمصالح الاقتصادية”.
وتابع: “سيؤثر استقرار سوريا على المنطقة بأسرها، كما أن عدم استقرار سوريا سيؤثر على المنطقة”.
ومضى قائلا “يرتبط الاستقرار بالاقتصاد، ويرتبط الاقتصاد، أو التنمية الاقتصادية، برفع العقوبات. هذه المناقشة مستمرة منذ أشهر، وأعتقد أننا توصلنا إلى نتائج جيدة. لكننا ما زلنا ننتظر القرار النهائي”.
العنف والأقليات
وحول حوادث العنف الطائفي في سوريا، قال الشرع: “سوريا خرجت للتو من حرب شرسة، وكانت تعيش تحت حكم ديكتاتوري ونظام قاسٍ سيطر على البلاد لمدة 60 عامًا. نحن نمر حاليًا بمرحلة انتقالية، وفي هذه المرحلة، هناك مواقف وظروف وقوانين تختلف عن تلك الموجودة في البلدان المستقرة”.
وأضاف: “على سبيل المثال، الحرب الأهلية في الولايات المتحدة – بعد انتهائها، هل استقرت الأوضاع بعد عام واحد؟ أم استغرق الأمر وقتًا طويلاً، سنوات عديدة بعد الحرب؟ نحن في مرحلة إعادة بناء الدولة واستعادة القانون وإعادة بنائه. لكنني لا أقول إنه لا توجد مشاكل في سوريا.. القصة لم تنتهِ بعد”.
ومضى قائلا “هناك مصالح فردية لمجموعات معينة تريد الاستقلال أو الحكم الذاتي، وبعض هذه الأطراف تريد إيجاد مبرر لمصالحها، لذا تستخدم طائفتها أو عقيدتها كغطاء”.
وأضاف: “في سوريا، نعيش في تعايش مع مجموعات مختلفة، مجموعات دينية مختلفة، منذ 1400 عام.. ما زلنا موجودين، وما زلنا نتمتع بهذا التنوع”.
وعن العلاقة مع قوات سوريا الديمقراطية والموقف من قتال “داعش”، قال الشرع: “لقد خضنا حربًا مع تنظيم داعش لمدة 10 سنوات، وقمنا بذلك دون تنسيق مع أي قوة غربية أو أي دولة أخرى”.
وتابع: “سوريا اليوم قادرة على تحمل هذه المسؤولية.. إن إبقاء سوريا مقسمة، أو وجود أي قوة عسكرية لا تخضع لسيطرة الحكومة، يمثل أفضل بيئة لازدهار داعش”.
وأضاف: “أعتقد أن الحل الأفضل هو أن تشرف القوات الأمريكية الموجودة في سوريا على دمج قوات سوريا الديمقراطية في قوات الأمن التابعة للحكومة المركزية.. وستكون مهمة حماية الأراضي السورية من مسؤولية الدولة”.
المفاوضات مع إسرائيل
وعن الموقف من إسرائيل، قال الشرع: “دخلت سوريا في حرب مع إسرائيل قبل 50 عامًا، ثم، في عام 1974، تم التوصل إلى اتفاقية فض اشتباك”.
وتابع “استمرت هذه الاتفاقية لمدة 50 عامًا، ولكن عندما سقط نظام بشار الأسد، ألغت إسرائيل هذه الاتفاقية. ووسعت وجودها في سوريا، وطردت بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة واحتلت أراضٍ جديدة”.
وأضاف “لقد شنوا أكثر من 1000 غارة جوية على سوريا منذ 8 ديسمبر/كانون الأول، بما في ذلك قصف القصر الرئاسي ووزارة الدفاع. لكن لأننا نريد إعادة إعمار سوريا، لم نرد على هذه الاعتداءات”.
وتابع “التقدم الذي أحرزته إسرائيل في سوريا لا ينبع من مخاوفها الأمنية، بل من طموحاتها التوسعية”، مضيفا: “لطالما ادعت إسرائيل أنها تشعر بالقلق إزاء سوريا لأنها تخشى التهديدات التي تمثلها المليشيات الإيرانية وحزب الله [اللبناني]. نحن الذين طردنا تلك القوات من سوريا”.
وقال الشرع: “نحن منخرطون في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، وقد قطعنا شوطاً طويلاً في طريقنا للتوصل إلى اتفاق. لكن للتوصل إلى اتفاق نهائي، يجب على إسرائيل أن تنسحب إلى حدود قبل 8 ديسمبر/كانون الأول 2024”.
الشرع أضاف أن “الولايات المتحدة تقف إلى جانبنا في هذه المفاوضات، وهناك العديد من الأطراف الدولية التي تدعم وجهة نظرنا في هذا الصدد”.
ومضى قائلا: “اليوم، وجدنا أن الرئيس ترامب يدعم وجهة نظرنا أيضاً، وسوف يضغط بأسرع ما يمكن من أجل التوصل إلى حل لهذه المسألة”.
روسيا والأسد
وعن العلاقة مع روسيا، قال الشرع “لقد خضنا حربًا ضد روسيا لمدة 10 سنوات، وكانت حربًا صعبة وشاقة. أعلنوا أنهم قتلوني عدة مرات”.
وتابع: “نحن بحاجة إلى روسيا لأنها عضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.. نحن بحاجة إلى تصويتها لصالحنا في بعض القضايا، ولدينا مصالح استراتيجية معها.. لا نريد أن ندفع روسيا إلى اتخاذ خيارات بديلة أو أخرى في التعامل مع سوريا”.
الشرع أضاف “قضية بشار الأسد مزعجة لروسيا، وعلاقتنا معها لا تزال في بدايتها.. سنحافظ على حقوقنا كسوريين في المطالبة بمحاكمة الأسد”.
