سياسة

منتدى الدوحة يمنح الشرع آفاقًا دولية أوسع في الإدارة والحماية


وصل الرئيس السوري أحمد الشرع مساء الجمعة إلى العاصمة القطرية الدوحة، وفق وكالة الأنباء السورية (سانا)، يرافقه وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني ووزير التعليم العالي والبحث العلمي مروان الحلبي، للمشاركة في منتدى الدوحة 2025. وتأتي هذه الزيارة في إطار النسخة الثالثة والعشرين للمنتدى، الذي يقام هذا العام تحت شعار “ترسيخ العدالة.. من الوعود إلى الواقع الملموس”، ويناقش قضايا إقليمية ودولية تهم السياسة والاقتصاد والأمن.

ويشارك في المنتدى عدد كبير من الشخصيات الدولية والسياسية البارزة، من بينها وزير الخارجية القطري رئيس الوزراء محمد بن عبدالرحمن آل ثاني ووزير الخارجية التركي هاكان فيدان ووزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، إلى جانب شخصيات من عالم المال والأعمال مثل بيل غيتس ووزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي بورغ بريندي.

ومن المتوقع أن يشارك في المنتدى أكثر من 6 آلاف شخص يمثلون أكثر من 150 دولة، ما يعكس المكانة الدولية للحدث وأهميته كمنصة للتشاور وتبادل الأفكار وما يتيح فتح منافذ أوسع للسلطة السورية الجديدة لتثبيت نفسها والاستفادة من هذه المنصة ضمن جهود استقطاب الدعم المالي والسياسي.

وتحمل زيارة الشرع للدوحة عدة دلالات سياسية واستراتيجية، إذ تأتي في سياق تعزيز علاقات سوريا مع دول عربية محورية بعد استقرار السلطة الجديدة في دمشق. وتعد قطر من أوائل الدول العربية التي أعلنت دعمها لسلطة الشرع الذي كان قائدا لهيئة تحرير الشام، التنظيم الذي كان مصنفا على قوائم الجماعات الإرهابية.

وكانت الدوحة قد أعلنت مبكرا استعدادها للعمل إلى جانب أنقرة لتقديم المساعدة في إعادة بناء مؤسسات الدولة وتعزيز دورها الإقليمي. وقد اعتبر محللون هذه الخطوة استثماراً استراتيجياً للعلاقة مع سوريا، بما يتيح لقطر تأمين مصالحها ونفوذها في المنطقة.

وتمثل المشاركة السورية في منتدى الدوحة فرصة للسلطة الجديدة لإعادة تعزيز حضورها الدبلوماسي، وفتح قنوات تواصل مباشرة مع أطراف إقليمية ودولية مؤثرة، ما يعزز موقعها السياسي ويتيح لها عرض أولوياتها ومشاريعها في مرحلة إعادة الإعمار والتعافي. كما أن حضور الشرع إلى جانب وزير الخارجية ووزير التعليم العالي يؤكد الحرص السوري على الجمع بين السياسة والاقتصاد والتعليم في استراتيجيتها للانفتاح على شركاء خارجيين.

وتستفيد قطر من تعزيز علاقاتها مع سوريا بعدد من الطرق، أبرزها: تثبيت النفوذ الإقليمي عبر دعمها المستمر للسلطة السورية الجديدة، فيما تؤكد موقعها كلاعب مؤثر في صياغة التحولات في المنطقة، خصوصاً في ملف سوريا وما بعد الأزمة.

وتمثل العلاقة القطرية السورية نافذة لتعزيز مشاريع مشتركة، سواء في قطاع البنية التحتية أو الطاقة أو التعليم، بما يعكس استراتيجيات الدوحة الاقتصادية في المنطقة.

ومن خلال تعزيز التعاون مع دمشق، تستطيع الدوحة توسيع شبكة تحالفاتها الإقليمية، وتأكيد دورها كوسيط في القضايا السياسية والأمنية في الشرق الأوسط.

ويوفر منتدى الدوحة بيئة دولية فريدة لتبادل الأفكار ومناقشة الحلول للأزمات العالمية، وهو ما يجعل زيارة أحمد الشرع فرصة لدفع ملفات سوريا على جدول الأعمال الإقليمي والدولي، وتأكيد قدرة السلطة الجديدة على الانخراط في الحوارات متعددة الأطراف واستثمار الدعم الذي تلقته من حلفائها الإقليميين والدوليين.

وتعكس زيارته إلى الدوحة تحركا دبلوماسيا محسوبا يهدف إلى تعزيز حضور دمشق الدولي واستثمار علاقاتها القطرية الاستراتيجية. وفي الوقت ذاته، تمثل الدوحة لاعبا ذكيا في إدارة علاقاتها مع السلطة الجديدة في سوريا، بما يضمن مصالحها ويعزز نفوذها في ملفات إقليمية شديدة التعقيد. وتأتي هذه الخطوة في إطار رؤية قطرية موسعة للاستفادة من استقرار السلطة السورية الجديدة لتوسيع شراكاتها الاقتصادية والسياسية على المدى الطويل.

زر الذهاب إلى الأعلى