الخليج العربي

منطقة رمادية.. هل تفقد حماس ملاذها التقليدي في قطر؟


يواجه قادة حماس المتواجدون في الدوحة مستقبلا غامضا بعد الضربة الإسرائيلية الأخيرة التي أسفرت عن مقتل نجل خليل الحية ومدير مكتبه وعدد من المرافقين، ما يشير إلى أن قطر لم تعد ملاذا آمنا لقيادات الحركة، خاصة في ظل تلويح إسرائيل بملاحقتهم أينما كانوا.

وتشير تقارير إلى أن وجود قادة حماس في قطر أصبح أكثر خطورة، مما يدفعهم للاستقرار في بلد آخر، ومن بين الوجهات المحتملة تركيا التي تتمتع بعلاقات قوية مع الحركة، لا سيما وأنها أكدت استعدادها لدعم الدوحة بعد الهجوم الأخير، ما يشير إلى جاهزيتها للعب دور أكبر في هذا الصدد.

كما تبرز إيران من بين البلدان المرشحة لاستضافة قادة حماس باعتبار دعمها وتمويلها للحركة التي تشكل أبرز الفصائل المنضوية تحت محور “المقاومة” الذي تقوده طهران، كما لا يستبعد أن يعود بعض القادة إلى لبنان، حيث تتمتع حماس بوجود قوي هناك، كما يتوقع أن تستضيف دول أخرى من بينها الجزائر وماليزيا، مسؤولو الحركة.

وهناك تقارير تشير إلى أن أنقرة لديها بالفعل وجود أمني مكثف لحماية قيادات حماس الموجودين على أراضيها. وقد أفشلت المخابرات التركية عدة محاولات إسرائيلية سابقة لاستهداف شخصيات من الحركة.

ويتوقع أن تواجه تركيا ضغوطًا من الولايات المتحدة ودول غربية أخرى إذا قررت استضافة قيادات حماس، خاصة وأن هذه البلدان تصنف حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية كمنظمة إرهابية.

وقد يقرر بعض القادة العودة إلى غزة للانخراط في العمل الميداني، وهو خيار محفوف بالمخاطر نظرًا للوجود العسكري الإسرائيلي المكثف هناك.

ويظل مصير قادة حماس غير مؤكد، ويعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك رد فعل قطر، وموقف الدول الأخرى في المنطقة، وإستراتيجية الحركة نفسها، ومستقبل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.

وأدى الهجوم إلى توترات في العلاقات بين إسرائيل وقطر، وربما بين السلطات القطرية وحماس، حيث أثبت العدوان الإسرائيلي أن وجود قادة الحركة في الدوحة قد يعرض أمن الدولة للخطر.

ولا يستبعد أن تضطر قطر إلى فرض قيود أكبر على حماس، أو حتى تطلب من قادتها المغادرة، مدفوعة بحرصها على الحفاظ على مصالحها وفي صدارتها شراكتها مع الولايات المتحدة.

وتواجه الدوحة ضغوطًا متزايدة من واشنطن ودول غربية أخرى لفرض قيود على حماس أو حتى طرد قادتها، فيما تهدف هذه الضغوط إلى دفع الحركة لتقديم تنازلات في المفاوضات.

ويرى محللون أن وجود قادة حماس في الدوحة يخدم دور قطر كوسيط رئيسي في النزاع، لكن الهجوم الإسرائيلي الأخير، بالإضافة إلى تعثر المفاوضات، قد يضعف هذا الدور. وفي حال شعرت الأطراف الأخرى، وخاصة إسرائيل، بأن قطر لا تملك السيطرة الكافية على الحركة، فقد يتراجع دورها كوسيط.

وترى قطر أن استضافتها قادة حماس ضروري لاستمرار دورها في الوساطة، وهو ما يمنحها نفوذًا سياسيًا كبيرًا على الساحة الدولية وتدرك أن مغادرة مسؤولي الحركة الأراضي القطرية يعني فقدان هذا النفوذ.

كما تخشى الولايات المتحدة وحلفاؤها أن يؤدي طرد قادة حماس من قطر إلى لجوئهم إلى دول مثل إيران أو سوريا، مما قد يعزز علاقاتهم مع هذه البلدان ويزيد من تعقيد الصراع في المنطقة.

واستهدفت الضربة الإسرائيلية في الدوحة الثلاثاء قادة حماس أثناء اجتماعهم في مجمع سكني. ولم تتحدّث إسرائيل عن نتائج العملية، فيما أكّدت الحركة نجاة قادتها المستهدفين، ومقتل ستة أشخاص في الهجوم.

وحذرت إسرائيل اليوم الأربعاء أعداءها من أنهم لن يكونوا قادرين على “الاختباء” في أي مكان، غداة تنفيذها الغارات التي قوبلت بانتقادات نادرة وجّهها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو على خلفية الضربات على أرض دولة حليفة للولايات المتحدة.

وحاول سفير إسرائيل في الأمم المتحدة داني دانون تبرير قرار الضربات وقال لإذاعة إسرائيلية “نحن لا نتصرف دائما وفق ما يخدم مصالح الولايات المتحدة. نحن ننسّق معهم، وهم يقدّمون لنا دعما كبيرا، نقدّر ذلك، ولكن أحيانًا نتخذ قرارات ونُبلغ الولايات المتحدة بها لاحقا”.

وأضاف “الهجوم لم يستهدف قطر، بل كان هجوما على حماس، نحن لسنا ضد الدوحة ولا ضد أي دولة عربية، نحن ضد منظمة إرهابية”، فيما دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأربعاء قطر إلى طرد من أسماهم بـ”الإرهابيين” أو محاكمتهم على أراضيها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى