الشرق الأوسط

ميليشيات الحوثي تصعد سياسة التجويع باحتجاز مئات ناقلات القمح


احتجز الحوثيون مئات ناقلات القمح في منفذ بري بتعز جنوب غرب البلاد وفق ما أكدته الحكومة اليمنية.

حيث تمنعها من العبور إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة في انتهاك جديد رغم الجهود التي تبذلها قوى إقليمية ودولية لتحقيق الاستقرار من خلال مفاوضات تثبيت الهدنة. مستفيدة من اتفاق استئناف العلاقات بين إيران والسعودية. حيث يدعم كل منهما طرفا في النزاع المستمر منذ أكثر من 9 سنوات.

وقال وزير الإعلام معمر الإرياني، مساء الأربعاء، في بيان نشرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ” ان “جماعة الحوثي تواصل احتجاز مئات القواطر المحملة بمادة الدقيق القادمة من محافظة عدن (جنوب) في منفذ الراهدة (جنوب تعز) ومنعها من العبور إلى المناطق الخاضعة لسيطرتها”.

وأضاف أن هذه الخطوة “تسببت بخسائر فادحة للتجار وارتفاع قيمة الدقيق في الأسواق المحلية”.
ويعمل الحوثيون على تصعيد سياسة تجويع سكان المناطق الخارجة عن سيطرتها بهدف إخضاعها حيث اعتبر الارياني ان منع الجماعة تدفق الدقيق يأتي “امتدادا لسياسة التجويع والإفقار التي تنتهجها بحق المواطنين في المناطق الخاضعة لسيطرتها وتأكيد على مسؤوليتها عن تردي الوضع الإنساني”.

وطالب “المجتمع الدولي والأمم المتحدة بإدانة الممارسات الحوثية التي تنذر بتداعيات اقتصادية كارثية على القطاع الخاص، وتفاقم المعاناة الإنسانية”.
كما طالب أيضا “بممارسة ضغوط حقيقية على الجماعة لرفع كافة القيود التي تفرضها على تدفق السلع وحركة البضائع بين المحافظات”.

وكان المجلس الرئاسي اليمني اتهم الشهر الماضي جماعة الحوثي بتنفيذ تحركات عسكرية عدوانية استعدادا لشن هجمات في داخل وخارج البلاد.
وقال عضو المجلس عثمان مجلي خلال لقائه بالسفير الأميركي لدى اليمن ستيفن فاغن في الرياض تنقل كميات كبيرة من السلاح الثقيل بين الجبهات وتجند الأطفال في المراكز الصيفية. وتعمل بوتيرة عالية على حفر خنادق مموهة وتستحدث مواقع عسكرية ومنصات لإطلاق الصواريخ. لشن هجماتها العدوانية في الداخل والخارج، بما في ذلك استهداف ممر الملاحة البحرية.

ووسط أوضاع اقتصادية وإنسانية صعبة، يشهد اليمن منذ أكثر 9 سنوات حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران، المسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر 2014.

وتتصاعد بين اليمنيين آمال بإحلال السلام منذ أن وقَّعت السعودية وإيران، بوساطة الصين في 10 مارس الماضي، اتفاقا لاستئناف علاقتهما الدبلوماسية، ما ينهي قطيعة استمرت 7 سنوات لكن الحوثيين لا يزالون يمارسون انتهاكات.

وحتى نهاية 2021، أودت الحرب بحياة 377 ألفا، وكبدت اقتصاد اليمن خسائر 126 مليار دولار، وفق الأمم المتحدة، وبات معظم سكان البلاد، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات، في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم.

زر الذهاب إلى الأعلى