نكبة جديدة تظلل سماء غزة
يقول فلسطينيون في غزة إن عنف القصف الإسرائيلي جعلهم يشعرون بأجواء نكبة جديدة ذكرتهم بحرب 1948 التي أُعلن على إثرها دولة إسرائيل .وأدت إلى تشريد جماعي للفلسطينيين حينذاك.
وقصفت إسرائيل اليوم الثلاثاء قطاع غزة بأعنف الضربات الجوية على امتداد صراعها مع الفلسطينيين منذ 75 عاما .مما أدى إلى فرار سكان غزة نجاة بحياتهم.
ومن بين الفارين بلستيا العقاد (22 عاما). التي كانت تصور القصص الشخصية عن الحياة تحت القصف وتنشرها على صفحتها على موقع إنستغرام .وقالت إنه لا يوجد مكان آمن فعليا وإنها انتقلت إلى ثلاثة أماكن في ظرف 48 ساعة.
فبعد أن تعرض مسكنها للقصف لجأت إلى منزل أحد الأصدقاء لكن بعد ذلك تلقت اتصالا بأنه سيتم استهدافه أيضا. وبعد إقامة قصيرة في مستشفى شحنت فيه هاتفها بالكهرباء. توجهت إلى منزل آخر للاحتماء مع الصحفيين.
وقالت عبر مكالمة مصورة من منزل في غزة إنها لم تدرك إلا الاثنين ما قاله لها جدها عن عام 1948 والنكبة فقبل ذلك لم تكن تشعر حقا بالأهوال التي كان يصورها لها جدها.
وبعد مرور أكثر من سبعة عقود. ما زالت نكبة 1948 جرحا نازفا في قلوب الفلسطينيين لأن الكارثة أدت إلى نزوحهم جماعيا من أراضيهم وحطمت أحلامهم في إقامة دولة.
وفي حرب 1948، فر نحو 700 ألف فلسطيني. أي نصف السكان العرب في فلسطين التي كانت تحت الانتداب البريطاني. أو طردوا من منازلهم وحرموا من العودة واستقر المقام بالكثيرين منهم بالبقاء في الأردن ولبنان وسوريا وظل بعضهم في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية.
وشددت إسرائيل بالفعل حصارها على غزة وحظرت تماما دخول الغذاء. والوقود وقطعت إمدادات الكهرباء. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن الثمن الذي ستدفعه غزة “سيغير الواقع لأجيال”.
وقال رضوان أبو الكاس، وهو مدرب ملاكمة وأب لثلاثة أولاد، إن منزله المكون من خمسة طوابق في حي الرمال دمره قصف مساء الاثنين، مشيرا إلى أنه لم يتخيل قط أن يصبح منزله مجرد كومة كبيرة من الأنقاض.
ويحتمي الكاس وأطفاله الآن في منزل أحد الأصدقاء على بعد بضعة كيلومترات، لكنهم يخشون من تعرضهم لقصف عنيف وقال الكاس إن ما حدث في عام 1948 يتكرر وإنها نكبة أخرى.
وقالت وزارة الداخلية في غزة مساء اليوم الثلاثاء إن الطائرات والمدفعية الإسرائيلية “تدمر حي الكرامة شمال غرب غزة بسيل من الغارات المتواصلة”.
وقال إياد البزم، المتحدث باسم الوزارة في بيان مقتضب .إن “القصف الإسرائيلي خلف عددا من الشهداء والجرحى”. وأشار إلى تعذر وصول مركبات الدفاع المدني والإسعاف إلى المنطقة “بفعل كثافة الغارات وتدمير الطرق المؤدية”.
وقال شهود عيان من مكان القصف إن “المنطقة تتعرض لإبادة بعشرات الغارات الإسرائيلية التي شكلت حزاما ناريا واسعا . وطالت المنشآت السكنية والطرق”.
وقال محمد الداية أحد سكان المنطقة إن “القصف .الذي تشهده المنطقة شديد جدا” مضيفا “حرقونا حرقاً”.
وناشد الداية الجهات المعنية بـ”العمل من أجل محاولة إدخال مركبات الإسعاف لإخلاء المصابين والقتلى وإنقاذ المدنيين من النساء والأطفال”.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة مساء اليوم الثلاثاء ارتفاع حصيلة القتلى إلى 900 بينهم 260 طفلا و230 سيدة، منذ فجر السبت. جراء استمرار الغارات الإسرائيلية على القطاع لليوم الرابع على التوالي.
وقالت الوزارة في بيان إن “جرائم الاحتلال .بحق عوائلنا الفلسطينية أدت إلى إبادة 22 عائلة فقدت 150 شهيدا من أفرادها”.
ولفتت إلى أن “الانتهاكات الإسرائيلية بحق الطواقم الطبية أدت لاستشهاد 6 من الكوادر الصحية وإصابة 15 آخرين”.