سياسة

هدنة أم خدعة؟ كييف ترد على مبادرة بوتين بقصف مباشر للعاصمة الروسية


عشية دخول هدنة اقترحتها روسيا حيّز التنفيذ، شهدت ساحات القتال بين موسكو وكييف تصعيدًا عسكريًا متبادلًا خلال الساعات الأولى من صباح اليوك الأربعاء. حيث استمرت الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة بين الطرفين. وسط رفض أوكراني للعرض الروسي الذي اعتبرته غير كافٍ لبدء مفاوضات حقيقية لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من 3 أعوام.

وأكدت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أنه في العاصمة الأوكرانية كييف. أسفر هجوم صاروخي ومسيّرات عن مقتل شخصين وإصابة ثمانية آخرين. بينهم أربعة أطفال، في وقت مبكر من صباح الأربعاء، وفق ما أفادت به السلطات المحلية.

هدنة روسية قصيرة

وكانت روسيا قد أعلنت عن نيتها بدء هدنة مدتها ثلاثة أيام اعتبارًا من منتصف ليل الأربعاء. وذلك بمناسبة الذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية في أوروبا.

وتزامنت هذه الدعوة مع استعدادات موسكو لإقامة عرض النصر السنوي في الساحة الحمراء، والذي من المقرر أن يحضره عدد من القادة الأجانب، بينهم الرئيس الصيني شي جينبينغ.

لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفض العرض الروسي. واعتبر أن وقف إطلاق النار المقترح قصير جدًا ولا يتيح المجال لإجراء مفاوضات جادة.

وقال: إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى من خلال هذه المبادرة إلى طمأنة الضيوف المشاركين في العرض العسكري وليس إلى إنهاء الحرب.

وأضافت أوكرانيا أنها لن تلتزم بأي وقف لإطلاق النار ما لم يتم تمديده إلى ثلاثين يومًا على الأقل.

تصعيد متبادل

جاء القصف الروسي على كييف بعد يوم من تنفيذ أوكرانيا هجومًا بمسيّرات متفجرة استهدف العاصمة الروسية موسكو. ما أدى إلى أضرار في أحد المباني وإغلاق المطارات الرئيسية التي تخدم المدينة لعدة ساعات.

وأكد عمدة موسكو سيرغي سوبيانين، أن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت سبع طائرات مسيّرة أوكرانية في محيط العاصمة.

وفي تصعيد آخر، أعلن حكام منطقتين جنوبي موسكو وشرقها عن تعرض مناطقهم لهجمات جديدة بطائرات مسيّرة أوكرانية ليل الثلاثاء وصباح الأربعاء. ما يشير إلى اتساع رقعة الاشتباكات الجوية بين الجانبين.

حالة تأهب في كييف

وفي كييف، أطلقت السلطات إنذارًا جويًا تحذيريًا في وقت مبكر من صباح الأربعاء، محذرة من صواريخ باليستية روسية تتجه نحو المدينة.

 وبعدها بقليل، دوّت انفجارات في مناطق متفرقة من العاصمة عند نحو الساعة الواحدة صباحًا. ولم يتضح ما إذا كانت هذه الصواريخ قد أصابت أهدافها أم تم اعتراضها.

في وقت لاحق، أكد المسؤول العسكري في العاصمة، أن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت عددًا من الطائرات المسيّرة المفخخة فوق كييف. وأن الحطام الناتج عن هذه العمليات تسبب في أضرار واسعة.

 وشوهدت وحدات الدفاع الجوي الأوكرانية وهي تطلق النيران من أسلحتها الرشاشة في سماء وسط المدينة، في مشهد بات مألوفًا لسكان كييف منذ اندلاع الحرب.

أضرار في مبانٍ سكنية وتجارية وسقوط ضحايا بين المدنيين
وبحسب بيانات رسمية، أسفر الهجوم الروسي عن اشتعال حرائق وأضرار كبيرة في عدة منشآت، بينها مبنى إداري ومبنى سكني شاهق قيد الإنشاء. بالإضافة إلى مجمعات سكنية في أحياء متعددة من العاصمة وفي ضواحيها.

وأفاد رجال الإطفاء بأن القتيلين عُثر عليهما في شقة شبّ فيها الحريق نتيجة القصف. وضمن المصابين، أُصيب ثلاثة أطفال بحروق متفاوتة الخطورة.

ضربات بطائرات مسيّرة على زابوريجيا جنوب البلاد
وامتدت الهجمات الروسية إلى مناطق أخرى، حيث أبلغت السلطات المحلية في مدينة زابوريجيا جنوب أوكرانيا عن تعرضها لقصف مكثف بطائرات مسيّرة. ما تسبب في اندلاع حرائق وأضرار مادية واسعة في عدد من المرافق.

لا مؤشرات على تهدئة قريبة

يأتي هذا التصعيد في وقت تزداد فيه الشكوك حول إمكانية تحقيق هدنة حقيقية أو وقف لإطلاق النار، خاصة مع رفض أوكرانيا التهدئة الرمزية. التي اقترحتها موسكو، واستمرار الهجمات والهجمات المضادة بين الجانبين.

ويشير الواقع الميداني، أن كلا الطرفين يسعى إلى فرض وقائع على الأرض، بالتوازي مع الجهود الدبلوماسية التي ما تزال متعثرة وسط انعدام الثقة وغياب التوافق حول أي إطار تفاوضي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى