هل تعيد إسرائيل سيناريو حكومتها في حرب 1967؟
تتجه إسرائيل إلى تكرار سيناريو حكومتها خلال حرب 1967 حينما اتحدت أحزابها في حكومات طوارئ تحت مسمى حكومة الوحدة الوطنية.
وتنحي أحزاب الحكومة والمعارضة في إسرائيل الخلافات، التي عصفت بها منذ بداية العام الجاري، جانبا لهدف خوض الحرب مجتمعة.
وتختلف الحرب التي تخوضها إسرائيل حاليا ضد “حماس” عن العمليات العسكرية التي خاضتها في السنوات الماضية والتي لم تستدعي منها إعلان حالة الحرب كما فعلت، الأحد، حينما أعلنت قانونيا عن “حالة الحرب”.
والأحد، طرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على زعيم المعارضة يائير لابيد وزعيم حزب “الوحدة الوطنية” ووزير الدفاع السابق بيني غانتس الانضمام إلى حكومة طوارئ.
وفي حين اشترط لابيد استبعاد الأحزاب اليمينية المتطرفة، مثل “الصهيونية الدينية” برئاسة وزير المالية بتسلئيل سموتريتس، و”القوة اليهودية” برئاسة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، فإن غانتس لم يضع أي اشتراطات.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في خطاب إلى الشعب الإسرائيلي، مساء الإثنين: “الشعب متحد، والآن على القيادة أن تتحد”.
وتابع: “إنني أدعو زعماء المعارضة إلى تشكيل حكومة طوارئ وطنية فوراً ودون شروط مسبقة، كما تم تشكيلها مع مناحيم بيغن عشية حرب الأيام الستة أي حرب 1967”.
ولم يسارع قادة المعارضة الإسرائيلية إلى الرد على دعوة نتنياهو العلنية.
لكن وسائل إعلام إسرائيلية أشارت إلى تقدم في المحادثات التي تجري بعيدا عن وسائل الإعلام بين نتنياهو وغانتس من أجل انضمام الأخير إلى الحكومة.
ويشير محللون إسرائيليون إلى أن حزب “الليكود”، الذي يقوده نتنياهو وحزب “القوة اليهودية ” ومعه حزب “الصهيونية الدينية غير متشجعون لانضمام لابيد إلى الحكومة سيما بسبب مواقفه أيضا من الأحزاب الدينية المنضمة إليها.
وكان نتنياهو قد وعد بـ”معركة طويلة” ضد “حماس” في قطاع غزة ما سيتطلب تشكيل حكومة.
وتعتبر إسرائيل أن ما جرى يوم السبت كان الأصعب عليها منذ إقامتها في العام 1948، بل إن الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ ذهب إلى ما هو أبعد من هذا التاريخ.
وقال هرتسوغ في رسالة الى المجتمع الدولي، الإثنين: “وفقا لذاكرتي، فإنه منذ المحرقة لم يقتل هذا العدد الكبير من اليهود في يوم واحد”.
وكانت الهيئة العامة للبث الإسرائيلي قالت، مساء الإثنين: “ارتفعت إلى ما لا يَقل عن 900 قتيل وأكثر من2600 جريح حصيلة ضحايا الهجمة المُباغتة لحماس”، يوم السبت.
ماذا حدث في 1967؟
في 1 يونيو 1967 ضم رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك ليفي إشكول كتلتي “رافي” و”جاحَل” للائتلاف الحكومي وأقام حكومة تكتل وطني.
وعلى إثر ذلك فقد انضم إلى الحكومة موشيه ديان (من حزب رافي) وشغل حينها منصب وزير الدفاع فيها، فيما انضم مناحيم بيغين ويوسف سابير (من حزب جاحَل) كوزيرين دون حقيبة.
أما هدف تعيين ديان في منصب وزير الدفاع عشية حرب 1967، فكان تبديد مخاوف الجمهور إثر الحرب، لكن هذه لم تكن حكومة الوحدة الوطنية الوحيدة في إسرائيل وإن كانت الأبرز.
حكومات الوحدة
– الحكومة الرابعة عشرة (مارس حتى ديسمبر 1969) برئاسة غولدا مئير، التي شغلت هي كذلك خلال فترة ولاية الكنيست السادسة.
شكلت غولدا مئير الحكومة بعد وفاة رئيس الحكومة ليفي إشكول، كانت هذه أيضا حكومة واسعة، وكانت تركيبتها شبيهة بتلك للحكومة التي سبقتها.
– الحكومة الخامسة عشرة (1969–1974) برئاسة غولدا مئير في فترة الكنيست السابعة.
انضم مناحيم بيغين إلى الحكومة كرئيس حزب جاحل. وفي هذه الفترة نشبت حرب الاستنزاف على الجبهة المصرية، وبعد انتهائها انسحب وزراء جاحل من الحكومة.
– الحكومة الحادية والعشرون والحكومة الثانية والعشرون (1984–1986 -1986–1988)، في فترة الكنيست الحادية عشرة.
ترأس الحكومة الحادية والعشرين شمعون بيرس، فيما ترأس الحكومة الثانية والعشرين إسحاق شامير. اتفق الطرفان على هذا التناوب بعد أن شهدت انتخابات الكنيست مساواة تامة بين كتلة أحزاب اليمين وكتلة أحزاب اليسار.
وفي الحكومتين شغل إسحاق رابين منصب وزير الدفاع فيما شغل إسحاق موداعي (الليكود) منصب وزير المالية، وكان توزيع الوظائف على الحكومتين والخطوط العريضة لهما متماثلين في نفس الحكومتين.