الشرق الأوسط

واشنطن تطلب تنسيقًا وثيقًا مع إسرائيل حول الملف السوري


قالت وزارة الدفاع الأميركية الأربعاء إن الوزير لويد أوستن أبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس خلال اتصال هاتفي بينهما بأنه من المهم للولايات المتحدة وإسرائيل أن تكونا على تشاور وثيق بشأن الأحداث الجارية في سوريا، وذلك على وقع الانتقادات الدولية للضربات التي استهدفت مواقع عسكرية سورية وكذلك التوغل في المنطقة العازلة في الجولان.

وأضافت أن أوستن أبلغ كاتس بأن واشنطن تراقب التطورات في سوريا وأنها تدعم انتقالا سياسيا سلميا يشمل الجميع. وذكر أن الولايات المتحدة ستواصل مهمتها من أجل منع تنظيم الدولة الإسلامية من إعادة تأسيس ملاذ آمن له في سوريا.
وبعد تقدم خاطف، أنهى مقاتلون من المعارضة السورية بقيادة أحمد الشرع المعروف بأبومحمد الجولاني أكثر من 50 عاما من حكم عائلة الأسد. وفر الرئيس بشار الأسد من البلاد مطلع الأسبوع. ويراقب العالم ليرى ما إذا كان حكام سوريا الجدد قادرين على تحقيق الاستقرار في البلاد.
وفي أعقاب انهيار نظام الأسد، قال الجيش الإسرائيلي إن طائراته نفذت مئات الضربات في سوريا ودمرت الجزء الأكبر من مخزونات الأسلحة الاستراتيجية السورية.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية “أكد الوزير أوستن على أهمية التشاور الوثيق بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن الأحداث في سوريا”.
وقد نددت العديد من الدول في المنطقة بسيطرة القوات الاسرائيلية على المنطقة العازلة وانتهاك سيادة سوريا إضافة لاستهداف مقدراتها العسكرية.
وفي احتلال جديد بات يذكرهم بما يفعلونه بممر “نتساريم” وسط قطاع غزة، قالت وسائل إعلام عبرية، إن قوات الجيش الإسرائيلي تعمل وسط السكان السوريين في القرى القريبة من الحدود. مستدركة أنها “مسألة وقت فقط حتى يصل إلى المنطقة من لا يرغبون في وجود الإسرائيليين”.
وبثت هيئة البث العبرية الرسمية، وإذاعة الجيش، مقاطع فيديو لانتشار القوات الإسرائيلية في المنطقة السورية الحدودية.

وقالت الهيئة إن “قوات الجيش الإسرائيلي تعمل وسط السكان السوريين في القرى القريبة من الحدود”.
والاثنين، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي. إن قوات الجيش توغلت بريا في المنطقة العازلة مع سوريا، واستمرت في تنفيذ هجمات جوية واسعة بقنابل ثقيلة على أنحاء سوريا.
ومستغلة الإطاحة بنظام بشار الأسد الأحد، كثفت إسرائيل هجماتها الجوية مستهدفة مواقع عسكرية في أنحاء متفرقة من سوريا، في انتهاك صارخ لسيادتها.وأفادت مصادر أن الجيش الإسرائيلي بدأ الخميس تهجير أهالي قريتين في الجنوب السوري .
وقال “تلفزيون سوريا” التابع للمعارضة أن “جيش الاحتلال دخل الأطراف الغربية لبلدة جباتا الخشب بريف القنيطرة وطالب الأهالي بتسليمه ما لديهم من أسلحة “.

وأشار أن “جيش الاحتلال الإسرائيلي هجر أهالي قرية الحرية بالكامل بعد الاستيلاء عليها” لافتا إلى أن “جيش الاحتلال الإسرائيلي بدأ بتهجير أهالي قرية الحميدية بعد الاستيلاء عليها”، وأوضح أن القوات الإسرائيلية دخلت أيضا إلى بلدة أم باطنة مدعومة بعربات عسكرية ودبابات . وكشف التلفزيون عن رصد دبابات إسرائيلية داخل مدينة القنيطرة جنوبي سوريا.
كما أعلنت تل أبيب انهيار اتفاقية فصل القوات مع سوريا لعام 1974، وانتشار الجيش الإسرائيلي في المنطقة العازلة منزوعة السلاح في هضبة الجولان السورية التي تحتل معظم مساحتها منذ 1967، في خطوة نددت بها الأمم المتحدة ودول عربية.
وقال إيتاي بلومنتال، مراسل هيئة البث العبرية في تقرير مصور من داخل الأراضي السورية “للمرة الأولى منذ 50 عاما وبعد 4 أيام على سقوط نظام الأسد، دخلنا صباح الأربعاء مع قواتنا في المنطقة العازلة على حدود هضبة الجولان (السورية المحتلة)”.

وأضاف “نمر الآن على موقع الأمم المتحدة ونواصل الرحلة، الآن بالفعل نحن داخل الأراضي السورية” متابعا “بعد دقيقتين ها نحن وصلنا إلى قرية كودنة (في محافظة القنيطرة) السورية”.
ونقل المراسل عن أحد جنود الاحتياط من سكان مستوطنة “كيشيت” بالجولان المحتل، قوله “اعتدنا رؤية هذا التل من الجانب الإسرائيلي للحدود، لكن في الأيام الأخيرة أراه عن كثب من هنا، وهذه متعة بالغة”.
ومن داخل قرية كودنة، قال مراسل هيئة البث “نحن هنا من أمام موقع للجيش السوري، يمكن رؤية العلم هنا، لكن الآن من يوجدون هنا هم جنودنا من الكتيبة 101 لواء المظليين”.
وأظهر الفيديو مشهدا لعدد من الجنود الإسرائيليين في القرية وهم يجلسون أمام نيران أوقدوها بغرض التدفئة.

 

ونقل المراسل عن العقيد بيني كيتا، قائد قوات تشكيل الجولان “474” بالجيش الإسرائيلي قوله إن “الأحداث السريعة التي وقعت هنا قبل أيام وسقوط النظام، أوجدت واقعا في الجانب الآخر (السوري) حيث لا يوجد من نتعامل معه، لذلك تقدمنا ونشرنا القوات، وسيطرنا على منطقة مهمة تطل على المنطقة العازلة”.

بينما قال “عومر” وهو قائد بالكتيبة 101 “كنا في منازلنا السبت، وتلقينا إخطارا بضرورة التوجه غدا (الأحد) إلى القاعدة، لكننا لم نتخيل للحظة أننا بصدد احتلال منطقة كانت المرة الأخيرة التي كنا فيها قبل 50 عاما في حرب يوم الغفران (أكتوبر/تشرين الاول 1973)”.
وقال مراسل الهيئة “قبل أقل من أسبوع كان في هذا الموقع العسكري (بالقرية) جنود سوريون، جعلهم الفرار السريع من هنا بعد سقوط نظام الأسد، يتركون الكثير من الأغراض بما في ذلك، وثائق وعتاد عسكري”.
واستعرض بلومنتال، خنادق حفرها جيش النظام السوري في المنطقة، مضيفا “الآن جنود الجيش الإسرائيلي أقاموا مواقع عسكرية، وأعينهم موجهة إلى الجانب السوري للتأكد من عدم قدوم عناصر جهادية”.
وتنتشر في القرية السورية، دبابات إسرائيلية من طراز “ميركافا 4″، تابعة للواء المدرع 188.

وقال النقيب الإسرائيلي عميت وهو قائد في الكتيبة 74 “عاد اللواء 188 إلى سوريا لمواصلة الإرث” دون توضيح.
من جانبه، قال دورون كادوش، مراسل إذاعة الجيش الإسرائيلي. إن الجنود المتوغلين في سوريا يجلسون بدون خوذات يحتسون القهوة ويدخنون السجائر، في إشارة إلى عدم وجود أي تهديدات.
وأضاف “انظر إلى هذا الموقع العسكري السوري – تل كودنة – تم الاستيلاء عليه دون إطلاق رصاصة واحدة”.

عاد اللواء 188 إلى سوريا لمواصلة الإرث

وتابع “في غضون 24 ساعة بعد سقوط نظام الأسد، كان الجيش الإسرائيلي داخل المنطقة وبدأ بالاستيلاء على المواقع العسكرية السورية والتمركز فيها. لسنوات نراقب هذه المواقع ونجمع معلومات استخباراتية عنها- وبين عشية وضحاها نحتلها دون أية مقاومة”.

ولفت كادوش، إلى أن الجيش الإسرائيلي وضع بنية تحتية لوجستية في المناطق التي احتلها بسوريا، و”جلب بالفعل حاويات بها مراحيض وحمامات ومطبخ صغير”.
وأشار إلى أن ذلك يذكّره بما يفعله الجيش الإسرائيلي في ممر نتساريم وسط قطاع غزة.
واستعرض المراسل الإسرائيلي أماكن إقامة جنود النظام السوري في المنطقة قبل فرارهم، وقال “في مقاطع الفيديو هذه لمحة عن الظروف البائسة التي عاش فيها جنود الأسد هنا” متابعا “ما دار في ذهني هو أنه في ظل هذه الظروف، أستطيع أن أفهم سبب هروب معظمهم ببساطة من هنا حفاظا على حياتهم دون قتال”.
وقال مراسل الهيئة العبرية، إن الجيش الإسرائيلي أقام مناطق تفتيش عند التقاطعات في القرى السورية مشددا على أنه “لا يمكن رؤية المتمردين في أي مكان، والسكان يمارسون حياتهم كالمعتاد”.
وأشار تقرير المراسل إلى أن قرية كودنة والمواقع العسكرية السورية المجاورة “تقع خارج المنطقة العازلة، خلف خط برافو (أي في كامل الأراضي السورية ذات السيادة)”.

وأضاف “بمعنى آخر، يسمح الجيش الإسرائيلي لنفسه أيضا بتجاوز المنطقة العازلة قليلاً. عندما يتعلق الأمر بالسيطرة على مناطق مرتفعة ذات أهمية لمراقبة الفضاء السوري”.
وختم بالقول، إن “خلاصة الزيارة التاريخية والغريبة لسوريا؛ من السابق لأوانه معرفة كيف ستتطور الأمور هنا”.
وقال  “قد يجد الجيش الإسرائيلي نفسه منجذبا إلى البقاء لفترة طويلة في الميدان مع العديد من القوات، ويمكن تقدير أنها مسألة وقت فقط حتى يصل إلى المنطقة أولئك الذين لا يرغبون في وجود الجيش الإسرائيلي هنا”.
ورصدت كاميرا الدبابات الإسرائيلية التي احتلت أراضي في محافظة القنيطرة جنوبي سوريا بعد سقوط نظام الأسد.

ووفق موقع واينت العبري سيطر الجيش الاسرائيلي على مواقع سورية، واستولى على دبابات وصواريخ ومعدات؛ استعدادًا لإقامة طويلة الأمد، حصلت القوات على أماكن إقامة متنقلة.
وشددت على أنه على مدى اليومين الماضيين، أصبح آلاف السكان من سبع قرى محلية تحت حماية قوات جيش الدفاع الإسرائيلي من لواء المظليين، واللواء المدرع 188، واللواء المدرع السابع ولواء الكوماندوز.

اسرائيل تقوم بعملية تهجير لقرى السورية الحدودية
اسرائيل تقوم بعملية تهجير لقرى السورية الحدودية

وأضافت “تخلى الجنود السوريون عن مواقعهم الأمنية المواجهة لإسرائيل. وتراجعوا شرقاً على متن شاحنات ولم يعودوا”.
وأوضحت أن “مسلحين من منطقة درعا، وغير تابعين لجماعة هيئة تحرير الشام نبهوا بعض القوات السورية إلى تقدم جيش الدفاع الإسرائيلي”.

وأضافت “في بعض الحالات، نهب هؤلاء المتمردون موقعًا للأمم المتحدة، على الرغم من أن القوات الإسرائيلية توسطت لاحقًا لضمان إعادة الأسلحة والمعدات المسروقة إلى مراقبي قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك، الذين ما زالوا في المنطقة ولكنهم لا يتمتعون بنفوذ عملي كبير”.
وتابعت “يستعد جيش الدفاع الإسرائيلي لوجود موسع في الأراضي السورية، على بعد حوالي خمسة إلى سبعة كيلومترات خارج الحدود الدولية، إلى أن تتولى سلطة حاكمة مستقرة السيطرة على المنطقة وتجدد أو تعيد التفاوض على الاتفاق القائم”.
وأكدت أنه “لتعزيز الأمن، يسارع الجيش الاسرائيلي إلى استكمال الدفاعات الهندسية في المنطقة حيث تم بناء ما يقرب من 15 كيلومترًا (10 أميال) من حاجز جديد على طول الحدود الدولية. والمعروف باسم “خط البراميل”، والذي يقع على بعد كيلومتر واحد إلى كيلومترين شرق السياج الأمني الإسرائيلي الحالي.

وأضافت “يشمل الحاجز خنادق عميقة لمنع تقدم المركبات الخفيفة مثل الشاحنات الصغيرة، وسدود ترابية مرتفعة، وتعزيز حقول الألغام. وتكمل هذه التدابير السياج الأمني عالي التقنية الذي تم بناؤه على مدى العقد الماضي على طول 80 كيلومترًا (50 ميلًا) من حماة جدير إلى جبل الشيخ”.
ويزعم قادة إسرائيليون عن وجود ترحيب من السكان في المناطق التي سيطروا عليها بهروب الأسد فيما قال أحد الجنود ” لم يرموا الأرز أو الحلوى، لكن كثيرين عبروا عن ارتياحهم لسقوط نظام بشار الأسد . إنهم يتذكرون المساعدات التي قدمناها خلال العقد الأخير من الحرب الأهلية”. وتستمر الحياة في القرى كالمعتاد، حيث يتحدث السكان المحليون علانية مع القوات الإسرائيلية. ويزرعون أراضيهم ويرعون الماشية، ولم يعودوا خائفين من جنود الأسد“.

ويتخوف الجيش الإسرائيلي من قوات هيئة تحرير الشام حيث أوضح مسؤولون في القوات الإسرائيلية “كنا نستعد لمواجهة الجهاديين الشيعة من الميليشيات الموالية لإيران في عمق سوريا، والآن نستعد لمواجهة الجهاديين السنة. كلاهما لديه شاحنات صغيرة وأسلحة وأيديولوجيات متطرفة مماثلة”.

واحتلت إسرائيل أراض على الحدود السورية اللبنانية وباتت على بعد 25 كيلومترًا من دمشق، مع تكثيف غاراتها على سوريا بعد الإطاحة بنظام البعث.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى