واشنطن تقدم على خطة للحد من إنتاج إيران لطائرات مسيرة
أقدمت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على برنامج للحد من قدرة إيران على إنتاج وتسليم مسيرات لروسيا في خضم الحرب التي تخوضها موسكو منذ فبراير الماضي في أوكرانيا.
بينما أصبح برنامج المسيرات الإيرانية يثير قلقا غربيا أكبر شأنه في ذلك شأن البرنامج النووي والصاروخي.
ووفق تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية فإن الجهود التي تبذلها إدارة بايدن هي في الحقيقة استكمال لجهود تهدف إلى منع وصول التكنولوجيا النووية لإيران.
كما أشار تقرير الصحيفة الأميركية نقلا عن مسؤولين في واشنطن وحكومات أوروبية وشرق أوسطية إلى أن الولايات المتحدة تريد تضييق الخناق أكثر على إيران للحد من قدرتها على صناعة مسيّرات. وبالتالي للحد من وصولها واستخدامها من قبل روسيا في الحرب التي تخوضها ضد أوكرانيا.
وجاء ذلك بينما تتهم كييف طهران بتزويد روسيا بمسيّرات قتالية وانتحارية استخدمتها القوات الروسية في ضرب أهداف عسكرية ومدنية وتسببت في مقتل عشرات المدنيين.
وفي أحدث تطور تتخذه أوكرانيا دليلا مؤكدا على انخراط إيران في الحرب الروسية ضدها، قالت هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني في بيان نشرته وكالة ‘يوكرينفورم’ الوطنية الأوكرانية للأنباء اليوم الخميس، إن قواتها أسقطت 11 مسيّرة إيرانية من أصل 13 أطلقتها روسيا لضرب البنية التحتية للطاقة في خاركيف.
وكانت أوكرانيا قد وجهت اتهامات مباشرة لإيران بأنها زودت روسيا منذ سبتمبر الماضي بنحو 1700 طائرة مسيرة من طراز شاهد-136 وهي مسيرات قادرة على حمل ذخائر.
وبحسب تصريحات لرئيس المخابرات الأوكرانية أدلى بها الأسبوع الماضي، فإن موسكو أطلقت بالفعل ما يصل إلى 540 مسيّرة استهدفت مواقع عسكرية وأخرى للطاقة.
ومن أجل الحد من قدرة إيران على تصنيع مسيرات، يركز البرنامج الأميركي على حرمان طهران من الوصول لمكونات وقطع تقنية غربية الصنع تستخدم في المسيرة الإيرانية التي تباع لروسيا.
وكشفت تحقيقات واختبارات لحطام مسيرات إيرانية أنها تتضمن مكونات تقنية صنعت في الولايات المتحدة، ما أثار جدل حول كيفية حصول إيران على تلك المكونات وهي المحاصرة بعقوبات أميركية مشددة.
والأرجح أن الإيرانيين يشترون ما يحتاجونه من قطع من السوق السوداء أو عبر وسطاء للالتفاف على العقوبات.
وذكرت ‘نيويورك تايمز’ أن واشنطن تركز في جهودها على مساعدة الأوكرانيين في استهداف مواقع يعتقد أن موسكو تستخدمها في تجميع المسيّرات الإيرانية بالإضافة إلى العمل على تقنيات الرصد المبكر لأسراب المسيّرات التي تطلقها روسيا.
وتحاول الولايات المتحدة ودول غربية أخرى تضييق الخناق على إيران بحزمة من العقوبات منها تلك التي فرضت على كيانات وأفراد وشركات على صلة ببرنامج إيران للطائرات المسيرة.
وكانت بريطانيا قد فرضت بدورها عقوبات على برنامج طهران للمسيرات، متهم موسكو بالتخطيط لتزويد إيران بمكونات عسكرية في مقابل الحصول على مئات من المسيرات الإيرانية.
وبعد أشهر من الإنكار، اعترفت إيران بأنها زودت موسكو بمسيرات قتالية وانتحارية لكنها شددت على أن ذلك كان قبل إعلان روسيا الحرب على أوكرانيا. كما نفى الروس استخدامهم لمسيرات إيرانية الصنع في حرب أوكرانيا.
وسلطت الاتهامات الغربية لطهران الضوء على برنامج إيران للطائرات المسيرة والتي يرجح أن أذرعها في المنطقة مثل حزب الله اللبناني وجماعة الحوثي اليمنية والميليشيات الشيعية العراقية، قد حصلوا على عدد منها وهو أمر يشكل تهديدا للأمن الإقليمي والدولي.
وبدأت إيران في تطوير برامج للطائرات المسيرة منذ ثمانينات القرن الماضي خلال الحرب ضد العراق (1980-1988) وفق تقرير لوكالة فرانس برس.
ويوم الأحد الماضي قال رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري إن القوات المسلحة “ستواصل تنمية وتطوير طائراتها المسرة”، مؤكدا أن طهران “ستتعاون مع دول مختلفة” في هذا المجال.
ووفق وكالة ‘تسنيم الإيرانية’ قال باقري إن الطائرات المسيرة التي أنتجتها إيران “تتميز بالدقة والتحليق لفترات طويلة واستمرار العمليات وتنفيذ المهمات على مستوى عالمي كبير وأنها قادرة على تنفيذ عمليات مختلفة”.