واشنطن تكثف ضغوطها.. إنهاء اعتماد بغداد على الطاقة الإيرانية
طالبت الإدارة الأميركية، الحكومة العراقية بإنهاء اعتمادها على مصادر الطاقة الإيرانية في أقرب وقت ممكن، ورحبت بالتزام رئيس الوزراء العراقي بتحقيق الاستقلال في مجال الطاقة، بينما تواصل الضغط على بغداد لاستئناف نفط إقليم كردستان عبر ميناء جيهان التركي.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس ليل الخميس إن الولايات المتحدة تراجع جميع الإعفاءات القائمة من العقوبات التي توفر لإيران أي قدر من الدعم الاقتصادي، وتحث الحكومة العراقية على إنهاء اعتمادها على مصادر الطاقة الإيرانية في أقرب وقت ممكن.
-
وساطة روسية بين أمريكا وإيران.. هل ينجح بوتين في نزع فتيل الأزمة؟
-
الولايات المتحدة: الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية حكومات مدانة أخلاقيا
وفي أول إفادة لها في عهد الرئيس دونالد ترامب سئلت عما إذا كان سيتم تجديد الإعفاء من العقوبات الذي يسمح للعراق بدفع ثمن الكهرباء لإيران أم لا، فقالت “ليس لدينا ما نعلنه فيما يتعلق بالإعفاء الحالي من الكهرباء الذي ينتهي في الثامن من مارس… نراجع جميع الإعفاءات الحالية من العقوبات التي توفر لإيران أي قدر من الدعم الاقتصادي أو المالي”.
ووفقا لمصدرين مطلعين فإن الولايات المتحدة تستغل مراجعة الإعفاءات بطريقة ما لزيادة الضغط على بغداد للسماح بتصدير النفط الخام من كردستان عبر تركيا.
-
ترامب وإيران.. 4 سيناريوهات محتملة أبرزها «الصدمة والرعب»
-
في أول لقاء مع ترامب.. نتنياهو يناقش ملفي غزة وإيران
وترغب واشنطن في أن تساهم زيادة النفط العراقي في دعم الإمدادات للسوق العالمية وخفض الأسعار بما يمنح للولايات المتحدة فرصة أكبر لمواصلة الجهود الرامية إلى الضغط على صادرات إيران النفطية في إطار استراتيجية لكبح البرنامج النووي الإيراني.
ويشوب الكثير من التوتر مفاوضات العراق مع إقليم كردستان شبه المستقل بشأن استئناف تصدير النفط حتى الآن.
وتقول الحكومة الأميركية إنها تريد عزل إيران عن الاقتصاد العالمي والقضاء على عوائد صادراتها النفطية من أجل إبطاء تطوير إيران لسلاح نووي.
وكان استئناف ترامب لحملة “الضغوط القصوى” على إيران أحد أول أعماله بعد عودته إلى منصبه في يناير/ كانون الثاني.
-
السعودية تعوّل على دور ترامب في تخفيف التصعيد بين إسرائيل وإيران
-
عقوبات أمريكية جديدة تستهدف روسيا وإيران بسبب تدخل انتخابي
وفرضت الولايات المتحدة مجموعة من العقوبات على طهران بسبب برنامجها النووي ودعمها للتنظيمات المسلحة، بما يمنع فعليا الدول التي لديها معاملات مع إيران من التعامل مع الولايات المتحدة.
وتنظر إيران إلى حليفها العراق، وهو شريك رئيسي لكل من الولايات المتحدة وإيران، باعتباره عاملا حاسما في دعم اقتصادها في ظل العقوبات.
وينتج العراق حالياً 27 ألف ميغاواط من الطاقة الكهربائية عبر محطات تعمل غالبيتها على الغاز، ولكن الطاقة الإنتاجية تنخفض في بعض الأحيان إلى 17 ألف ميغاواط.
وهذه الكمية في حالتها القصوى، لا تسد حاجة البلاد من الكهرباء، إذ يحتاج العراق إلى زيادة الإنتاج للوصول إلى 40 ألف ميغاواط من أجل ضمان توفير طاقة على مدار اليوم.
-
كيف ستواجه الولايات المتحدة النفوذ الإيراني والروسي في سوريا؟
-
ترامب وإيران.. صفقة أم مواجهة جديدة حول النووي؟
ولحل هذه الأزمة، لجأ العراق إلى استيراد كميات من الغاز الإيراني، وهو ما هدد بتعرضه للعقوبات الأميركية، قبل أن تمنحه الولايات المتحدة إعفاءً يتجدد بصورة دورية.
وكان السوداني تطرق إلى هذه مسألة إنهاء الاعتماد على إمدادات إيران خلال مقابلة صحافية، أشار فيها إلى أن البلاد تخطط لإنهاء استيراد الغاز بشكل تام بحلول 2028، مضيفاً “سيكون هناك استقلال للطاقة بشكل واضح”.
وتابع “بالمحصلة نحتاج إلى استمرار هذا الاستثناء طيلة هذه الفترة. في الوقت نفسه بدأنا عملية ربط للطاقة مع دول الجوار حتى نغطي احتياجاتنا، وهذا جزء من مفهوم التكامل الذي نسعى إليه مع الأشقاء”.
-
عودة ترامب: هل يغير مسار الأحداث في غزة ولبنان وإيران؟
-
«نووي إيران».. تصعيد دولي وإيران ترفض الإدانة
وهذا ليس التصريح الأول من نوعه، بل يأتي بعد أيام فقط من اتصال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو برئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، حيث ناقشا النفوذ الإيراني في المنطقة، وحث روبيو العراق على “ضرورة تحقيق الاستقلالية في مجال الطاقة”.
وقد لا يعني التصريح الأميركي الجديد أن واشنطن لن تقوم بتجديد الإعفاء الممنوح للعراق، ولكنه يشير إلى زيادة الضغط على بغداد بهدف التخلص من هذه الإمدادات.
وتأتي هذه التصريحات بعد ساعات من تأكيد وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت أن الولايات المتحدة ستشدد العقوبات على إيران، مضيفاً أن الولايات المتحدة “ستغلق” قطاع النفط في البلاد باستخدام “معايير وجداول زمنية محددة مسبقاً”. وألمح إلى أن “جعل إيران مفلسة مرة أخرى سيمثل بداية لسياستنا المحدثة تجاه العقوبات”.
-
“اللكمات الصاروخية” تتصاعد بين إسرائيل وإيران.. هل تقترب المواجهة من نهايتها؟
-
واشنطن تتهم وإيران تنفي اختراق حملة ترامب الانتخابية
واقترح وزير الخزانة أن تعمل الولايات المتحدة مع “أطراف إقليمية” تساعد إيران في نقل نفطها إلى السوق. ومن المرجح أن تكون روسيا واحدة من هذه الدول، التي أشارت في وقت سابق من هذا الأسبوع إلى استعدادها لمساعدة الولايات المتحدة في المحادثات مع إيران بشأن إنهاء برنامجها النووي ودعمها للوكلاء الإقليميين المناهضين للولايات المتحدة.
وقال بيسنت إن “وزارة الخزانة مستعدة للدخول في مناقشات صريحة مع تلك الدول. وسنعمل على إغلاق قطاع النفط الإيراني وقدرات تصنيع الطائرات المسيرة”.