آمال ليبية بـ “بداية الإصلاح” بعد دخول “باشاغا” لطرابلس
تمكن رئيس الحكومة الليبية، فتحي باشاغا، من دخول العاصمة طرابلس بعد نحو 3 أشهر من تكليفه، برفقة وزرائه استعدادًا لممارسة مهامه، وسط رسائل طمأنة للحكومة السابقة وأنصارها والليبيين بصفة عامة.
وجاء دخول طرابلس بعد أيام من زيارة غير معلنة لباشاغا إلى تركيا اعتبرها كانت تستهدف ضغطا تركيا على المليشيات لمساندة باشاغا، في محاولة لإعادة الاستقرار للبلد الأفريقي وتجنب عودة الحرب إلى طرابلس.
كما تأتي بعد يوم من نجاح حكومة باشاغا في وقف اشتباكات “حي جنزور”، غربي ليبيا، وسط صمت من حكومة عبد الحميد الدبيبة المنتهية ولايتها التي تسيطر على المدينة وسط استنكار من المجلس البلدي لعدم تواصلهم لإنقاذ الأهالي.
وفي مارس الماضي، منح مجلس النواب الثقة لحكومة باشاغا لإدارة البلاد وتمكن من تسلم المقار الحكومية في الشرق والجنوب إلا أن تعنت الدبيبة حال دون تسلم السلطة في طرابلس حينها، معلنا تمسكه بالسلطة.
توحيد الليبيين
وفي رسائل طمأنة، قال باشاغا، في كلمة مرئية، إنه وصل إلى طرابلس لممارسة مهامه منها، وإنه لقي استقبالا ممتازا ولم تنقطع رسائل التهنئة لأكثر من ثلاث ساعات.
وكشف باشاغا أنه سيعقد مساء الثلاثاء مؤتمرا صحفيا لإعلان خطته في الفترة القادمة وسيلقي كلمة جامعة بها الخير والأمل لكل الليبيين.
وشدد باشاغا على أن حكومته ستكون لكل الليبيين من معه ومن كان يرفضه وأن على الليبيين أن يتوحدوا ليكونوا قادرين جميعا على بناء ليبيا.
ووفق مصادر فإن “عددا من القيادات العسكرية في الغرب الليبي كانت في استقبال باشاغا فور وصوله بينهم آمرو غرفة عمليات المنطقة الغربية العسكرية وكتيبة ثوار طرابلس والنواصي، وجهاز الردع، وكتيبة 28 مشاة، واللواء 444 قتال، واللواء 777 قتال، مع انتشار أمني كثيف بجميع أنواع الأسلحة والمدرعات أمام مقر النواصي بالعاصمة طرابلس”.
دعم واسع
وأعلنت ما يعرف بالقوة الثامنة –النواصي- إحدى القوى العسكرية في طرابلس مباركتها لدخول الحكومة الليبية للعاصمة.
وأعلنت أنها ستقدم كامل الدعم بكل الطرق الممكنة للحكومة لما لمسته من وطنية وإرادة حقيقية للتغيير، للنهوض بالدولة الليبية والمضي بها نحو الاستقرار وفق بيان لها.
من جانبه، أصدر ما يعرف بـ”اللواء 777 قتال” بيانا أكد فيه انضمامه للحكومة الليبية المكلفة من البرلمان، وأن “وزارة الداخلية في حكومة الاستقرار الوطني ستصدر بيانا تطمئن فيه كافة أبناء الشعب الليبي على تفعيل القانون وسيادته وعدم تصنيف الناس وتجريمهم لمجرد انتمائهم السياسي”.
ونوه بأن “بيان الوزارة سيتضمن التأكيد على طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة للنهوض بليبيا بجميع أبنائها ودعوة كافة المواطنين إلى القيام بأعمالهم بشكل طبيعي والحرص والحذر من أي غوغاء أو فتن يسفك فيها دم أبنائنا الليبيين“.
أول تعقيب من الجيش
بدوره، رحب الجيش الوطني الليبي بدخول رئيس الحكومة الليبية فتحي باشاغا إلى العاصمة طرابلس.
وقال اللواء خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي، في بيان، عقب دخول باشاغا إلى طرابلس إن “القرار الليبي الليبي يدخل العاصمة لمباشرة مهام حكومة الاستقرار”.
وأعرب عن أمنياته أن “تكون الخطوة بداية لإصلاح حال البلد واستقراره وتحقيق ما يصبو إليه الليبيون في وطنهم. لقطع الطريق على مخططات تدوير الأزمة الليبية ونهاية التلاعب الدولي بمصير البلاد“.
استنفار للمليشيات
وفي المقابل، أعلنت عدة مليشيات بمدينتي طرابلس ومصراتة النفير العام، فور دخول رئيس الحكومة الليبية فتحي باشاغا إلى العاصمة، فجر الثلاثاء.
كما وجهت عدة إذاعات محلية في مدينة مصراتة نداء عاجلا لجميع عناصر المليشيات بالمدينة بالاستنفار بكل أنواع الأسلحة والتوجه فورا دون أي تباطؤ إلى العاصمة لمنع باشاغا من ممارسة مهامه منها.
اشتباكات متقطعة
وبالفعل، اندلعت اشتباكات بين عناصر من المليشيات في العاصمة الليبية حيث قالت مصادر إن عدة أحياء ومناطق شهدت اشتباكات متقطعة وإطلاق نار بين بعض المليشيات الموالية للدبيبة والقوات التي تؤمن المقار بعد تسلم فتحي باشاغا.
وأوضحت المصادر أن “دوي إطلاق النار يسمع بوضوح في عدة مناطق أهمها طريق الشط وطريق السكة قرب مقر رئاسة الحكومة. إضافة إلى إطلاق واضح للقذائف ومضادات الطيران قرب جزيرة الـ77 -باب العزيزية سابقا”.
كما شهدت عدة أحياء تحشيدات ضخمة بأرتال مسلحة بأسلحة ثقيلة قرب مناطق جزيرة سوق الثلاثاء وقرجي والمنصورة.