أزمة تويتر وماسك… إلى أين؟
تكبدت تويتر خسائرة كبيرة بعد أن أعلن الملياردير الأمريكي إيلون ماسك عن إلغاء صفقة شراء شركة التواصل الاجتماعي الشهيرة.
وأصبح سهم شركة تويتر هو الضحية الأكبر للصفقة الاقتصادية التي وصفت بأنها مجنونة وفاشلة من قبل خبراء اقتصاد.
تراجع سهم تويتر بنسبة 8% في أول جلسة تداول بعد قرار الملياردير إيلون ماسك إلغاء صفقة شراء المنصة والذي تم الإعلان عنه بعد إقفال وول ستريت يوم الجمعة.
وتستعد منصة التواصل الاجتماعي لمقاضاة إيلون ماسك بعد تراجعه عن صفقة قيمتها 44 مليار دولار.
وهبط سهم تويتر إلى نحو 33.80 دولار، وبلغت قيمتها السوقيّة 25.8 مليار دولار، لتفقد أكثر من 40% من المبلغ الذي وافق ماسك على دفعه للاستحواذ على الشركة وتحويلها إلى ملكية خاصة عند 54.20 دولارًا للسهم.
تتراجع أسهم الشركة منذ يوم الجمعة بعد أن كشف ماسك في ملف مقدم لهيئة البورصات أنه يريد الابتعاد عن الصفقة – متهمًا تويتر بالفشل في توفير البيانات التي يحتاجها لتحديد عدد حسابات الروبوتات والبريد العشوائي على منصتها.
ومع ذلك، تخطط تويتر لفرض الصفقة من خلال مقاضاة ماسك في محكمة ديلاوير، وهي الولاية التي تأسست فيها الشركة.
لم يُصدر ماسك بيانًا مباشرًا بشأن خطته للخروج من الصفقة ووعد تويتر باتخاذ إجراءات قانونية ضدها.
لكن الملياردير نشر تغريدة على تويتر حول الأمر في وقت متأخر من ليلة الأحد، مشيرًا إلى أن أي دعوى قضائية مرفوعة ضده ستجبر تويتر على الكشف عن عدد الروبوتات على منصتها – وهي تفاصيل يقول إن تويتر لم تكشفها له. يقول ماسك في تغريدته: “قالوا إنني لا أستطيع شراء تويتر، ثم رفضوا الكشف عن معلومات الروبوت، والآن يريدون إجباري على الشراء في المحكمة، حيث سيضطرون إلى الكشف عن هذه المعلومات”.
أفادت بلومبرج نقلاً عن مصادر لم تسمّها أن تويتر استأجرت شركة المحاماة Wachtell و Lipton و Rosen & Katz للمساعدة في الإجراءات القانونية المزمعة ضد ماسك.
يضيف التقرير أن WLRK عمل كمستشار قانوني لماسك في عام 2018 عندما أعلن عن خطة لجعل تيسلا شركة خاصة، ولم يتم تنفيذ هذه الصفقة أيضًا، ما دفع لجنة الأوراق المالية والبورصات إلى فرض غرامات قدرها 20 مليون دولار على كل من ماسك وتيسلا لتسوية تهم الاحتيال.
يعد مارتن ليبتون، أحد الشركاء المؤسسين لشركة WLRK، المنشئ الأصلي لخطة حقوق المساهمين المعروفة باسم “حبة السّم” والتي صُممت لحماية الشركات من عمليات الاستحواذ العدائية. كانت خطة حبة السم إحدى الخطط التي فكرت تويتر في استخدامها قبل الموافقة على عرض ماسك.
قال ماسك، الجمعة، لتويتر إنه “ألغى” الصفقة البالغة 44 مليار دولار للاستحواذ على الشركة واتهمها بخرق “أحكام متعددة” لاتفاقية الشراء من خلال عدم تزويد ماسك بالمعلومات الكافية.
وأوضح محامي ماسك، مايك رينجلر، إنه لم يتم تزويده بالمعلومات الكافية فيما يتعلق بعدد الروبوتات أو حسابات البريد العشوائي على منصة التواصل الاجتماعي.
فيما شكك العديد من المراقبين في إدعاء ماسك بشأن هذه المسألة، مشيرين إلى أن تويتر تكشف علنًا عن هذه المعلومات في جميع إفصاحاتها التنظيمية.
كتب الباحث مات ليفين، في بلومبرغ، أن محاولة ماسك شراء تويتر كانت مجرد محاولة منه لإثارة بعض الدراما ولم يكن لديه في الواقع نية لشراء الشركة، وفقا لفوربس.
أشار آخرون إلى أن تحفظ ماسك من المحتمل أن يكون بسب التراجع الأخير في أسهم التكنولوجيا، مما يعني أنه سينتهي به الأمر إلى دفع مبالغ زائدة للشركة بشكل كبير.
ومع ذلك، يعتقد الخبراء أنه سيكون من الصعب على ماسك التهرب بشكل قانوني من هذه الصفقة كما هو الحال في محكمة ديلاوير، إذ يقع عبء الإثبات على الطرف المستحوذ الذي يحاول إلغاء الصفقة.