أصوات خلف الجدران.. كيف تنزف الصحافة اليمنية تحت سطوة الحوثي؟

لا تزال الصحافة اليمنية تنزف تحت سطوة مليشيات الحوثي والتي تستمر في خنق الأصوات وزجهم خلف جدران سجونها المظلمة.
ففي أحدث جريمة، اختطفت مليشيات الحوثي الصحفي اليمني أحمد عوضة من صنعاء ولاتزال تخفيه قسرا منذ 4 أيام في سجونها السرية، وحرمت عائلته من معرفة مصيره حتى اليوم.
وبجانب عوضه، يختطف الحوثيون الصحفي وحيد الصوفي المخفي قسرا منذ أبريل/نيسان 2015، ونبيل السداوي المختطف منذ 2015 رغم حكم المحكمة بإطلاق سراحه والاكتفاء بالفترة التي قضاها في السجن، وكذا الصحفي محمد المياحي المختطف منذ 21 سبتمبر /أيلول الماضي.
-
العقوبات الأمريكية على الحوثيين.. هل تكفي لوقف تدفق المليارات؟
-
«فرزات الحوثي» وحواجزه.. أداة مزدوجة بين التجسس والابتزاز
إدانات لاختطاف عوضه
لاقى اختطاف أحمد عوضه تنديدا واسعا لدى الوسط الصحفي والحقوقي، إذ أصدرت 8 منظمات حقوقية وإعلامية إدانة مشتركة حملت فيها مليشيات الحوثي المسؤولية الكاملة عن مصيره.
وقالت شبكة حماية الصحفيين في اليمن، وهو ائتلاف حقوقي وإعلامي، إنها تلقت بلاغ عبر (ضمان) مشروع الحماية القانونية للصحفيين، يشير إلى أن الصحفي عوضه اختفى بعد مغادرته منزله مساء يوم 10 مارس/آذار الجاري، ولم يستطيعوا على إثرها التواصل به أو الوصول إليه عبر أرقام هواتفه أو مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة به.
-
بدء سريان تصنيف الحوثي منظمة إرهابية.. ما التداعيات؟
-
جنازات قتلى الحوثيين.. مراسم وداع أم منصات تجنيد جديدة؟
ونقلت الشبكة في بيان عن أقارب الصحفي أحمد عوضه، أنه “تلقى تهديدات قبل حادثة اختفائه بعدة أيام، بأنه مرصود وعلى قوائم مليشيات الحوثي“، مؤكدا تعرضه للملاحقة من قبل مسلحين في أمانة العاصمة الخاضعة للانقلابيين.
وطالب البيان مليشيات الحوثي بالكشف عن مصير الصحفي عوضه وحملها المسؤولية الكاملة عن ماقد يتعرض له وعن حياته، ورفض قاطعا استمرار تعريض الصحفيين والصحفيات للاعتداءات والمضايقات وأي شكل من أشكال الانتهاكات.
كما حذر البيان من “انتهاج الجريمة المنظمة ضد الصحفيين والصحفيات في اليمن، كوسيلة ترهيبهم وتقويض حرية الصحافة وحرية الرأي والتعبير”.
-
قبل سريان التصنيف.. اليمن يستعد لردع التصعيد الحوثي بتوحيد الجبهات
-
الحوثيون يطلقون 153 أسيراً ويواصلون توسيع الاعتقالات: رسائل متضاربة حول التهدئة
أرقام صادمة
في آخر تقرير لها، وثقت نقابة الصحفيين اليمنيين 101 حالة انتهاك طالت حرية الصحافة خلال عام واحد وتصدر الحوثيون قائمة المنتهكين لها.
وتنوعت الانتهاكات بين 27 حالة حجز للحرية بنسبة 26.7% من إجمالي الانتهاكات، و23 حالة تهديد وتحريض على صحفيين بنسبة 22.8%، و19 حالة محاكمات بنسبة 18.8% ، و11 حالة اعتداء على صحفيين وممتلكاتهم ومقار إعلامية بنسبة 10.9%، و7 حالات منع ومصادرة للمقتنيات الخاصة بالمصورين والصحفيين بنسبة 6.9%.
-
تصعيد ميداني.. ضربات موجعة تستهدف خلايا الحوثي في شرق وجنوب اليمن
-
مأرب تحت النيران.. الحوثيون يصعّدون للهروب من الأزمة الاقتصادية
كما رصدت 6 حالات لظروف اعتقال سيئة بنسبة 5.9%، و4 حالات حجب وإغلاق لوسائل إعلام إلكترونية بنسبة 4%، 3 حالات إيقاف رواتب ونشاطات نقابة مهنية بنسبة 3%، ناهيك عن حالة إعدام طالت الصحفي المخفي منذ العام 2015 محمد قائد المقري بنسبة 1% وهذه الأخيره ارتكبها تنظيم القاعدة
ووفقا لتقرير النقابة لعام 2024, فقد ارتكبت مليشيات الحوثي 45 حالة انتهاك بنسبة 44.6٪ من إجمالي الانتهاكات منها استمرارها في اخفاء 4 صحفيين خلف جدران سجونها السرية.
ومنذ انقلاب مليشيات الحوثي أواخر 2014, وثقت نقابة الصحفيين اليمنيين أكثر من 1800 انتهاك، حيث ارتكب الحوثيون 1050 انتهاكا بنسبة 58.1% من إجمالي الانتهاكات الموثقة.