سياسة

أفريقيا… بين الجماعات الإرهابية والأطماع الدولية


بالرغم من التحذيرات المتكررة من أنّ منطقة الساحل في إفريقيا هي المركز الجديد لـ”الإرهاب العالمي”، تفيد تقارير دولية وإحاطات من مسؤولين أمميين باستمرار “توسع نفوذ المجموعات المسلحة” في دول المنطقة، وهو ما يراه خبراء “دليلاً إضافياً على تعثر الجهود المحلية والإقليمية والدولية في مواجهة الظاهرة المتصاعدة، بسبب المقاربات العسكرية والأمنية القاصرة، وتجاهل العوامل الاقتصادية والتنموية”.

ضحايا الإرهاب

وكشفت تقارير صحفية، نقلتها وكالة “فرانس برس” أمس الأول، أنّ “عدد الضحايا المدنيين الذين سقطوا جراء هجمات إرهابية في بوركينا فاسو ارتفع إلى 40 قتيلاً خلال أسبوع واحد. بعد أن قُتل الخميس 20 شخصاً على الأقل في هجوم على عدة قرى في شمال البلاد”، وفق ما أفاد السكان ومصادر أمنية لوكالة “الصحافة الفرنسية”.

وكشف تقرير “مؤشر الإرهاب العالمي” أنّ “منطقة الساحل الإفريقي تضم 43% من حالات الوفاة الناجمة عن الإرهاب في العالم”، وأنّ “هذه النسبة آخذة في الارتفاع”.

ولفت التقرير أن دولتين من دول منطقة الساحل، هما مالي وبوركينا فاسو، من بين دول العالم الـ5 الأكثر تضرراً من الوفيات الناجمة عن الإرهاب، وأنّه بتسجيل 1135 حالة وفاة بسبب الإرهاب في عام 2022، تكون بوركينا فاسو أكبر دولة تشهد وفيات إرهاب سنوية مقارنة بأيّ دولة أخرى”.

إخفاق المواجهة

وقال الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة صبرة القاسمي: “إنّ المؤشرات والإحصاءات تؤكد من جديد إخفاق المقاربات الغربية والمحلية والإقليمية في مواجهة تصاعد النفوذ الإرهابي في منطقة الساحل وفي إفريقيا عموماً”.

وأضاف أن سبب الإخفاق هو التركيز على المقاربات العسكرية والأمنية، بينما جذور الأزمة في تلك الدول اقتصادية وسياسية، حيث يزداد الفقر والتهميش في ظل حكومات هشة وموارد شحيحة؛ ما يخلق بيئة ناضجة ومواتية للتنظيمات الإرهابية”.

توسع النفوذ

فيما قال مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الإستراتيجية في المغرب عبد الفتاح الفاتحي، في تصريحات صحفية: إنّ “توسع نفوذ الجماعات الإرهابية يرجع إلى فشل دول الساحل في بناء أنظمة سياسية واقتصادية تتناسب وطبيعة البنى الاجتماعية لشعوبها. فضلاً عن فشل النخب الحاكمة في بناء نموذج تنموي اجتماعي يتجاوز واقع الفقر الذي تعززه التغيرات المناخية”.

وتابع: إنّ الهجمات الإرهابية في إفريقيا ارتفعت بنسبة 300% خلال العقد الماضي، مع تضاعف الهجمات العنيفة في الأعوام الـ(3) الماضية فقط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى