أكراد سوريا يطالبون بالحوار مع السلطة الجديدة في دمشق
دعت الإدارة الذاتية الكردية التي تسيطر على مناطق في شمال شرق سوريا الاثنين إلى “وقف العمليات العسكرية” على “كامل” الأراضي السورية، وأبدت استعدادا للتعاون مع السلطات الجديدة في دمشق وذلك بعد يومين من إعلانها عدم وجود تفاهمات مع السلطات الجديدة في دمشق.
وخلال مؤتمر صحفي في الرقة، دعت الإدارة الكردية بلسان رئيس المجلس التنفيذي للادارة الذاتية حسين عثمان إلى “وقف العمليات العسكرية في كامل الأراضي السورية للبدء بحوار وطني شامل وبنَّاء”، بعد أكثر من أسبوع من إطاحة الفصائل المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام، بشار الأسد.
وتزامنا، شنّت فصائل مسلحة موالية لأنقرة هجوما على قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها المقاتلون الأكراد في شمال شرق البلاد. وأعلنت تلك الفصائل الأسبوع الماضي سيطرتها على دير الزور ومنبج ومدينة تل رفعت الاستراتيجية.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، تستعدّ الفصائل المدعومة من أنقرة إلى شنّ هجوم على مدينة كوباني (عين العرب) التي تقودها القوات الكردية.
-
عودة التهديد: كيف يستغل تنظيم داعش الفراغ الأمني والسياسي في سوريا؟
-
“خطط الجولاني”: إلغاء التجنيد الإجباري وسحب البساط من أكراد سوريا
وكانت تركيا التي تلعب دورا بارزا في النزاع في سوريا. أولى الدول التي أعادت فتح سفارتها في دمشق السبت.
ومنذ عام 2016، نفذت تركيا عدة عمليات عسكرية ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا وتمكنت من السيطرة على شريط حدودي واسع.
وأكّدت الإدارة الذاتية الكردية في بيانها الاثنين على “أنَّ الثروات والموارد الاقتصادية يجب أن يتم توزيعها بشكل عادل بين كل المناطق السورية، باعتبارها ملكاً لجميع أبناء الشعب السوري”.
ودعت إلى “عقد اجتماع طارئ يشارك فيه القوى السياسية السورية في دمشق لتوحيد الرؤى بشأن المرحلة الانتقالية”.
-
سوريا: جغرافيا الصراعات والحروب.. لعنة الموقع الاستراتيجي
-
تركيا وقطر: سباق لتعزيز النفوذ في سوريا ما بعد الأسد
واعتبرت أن “سياسة الإقصاء والتهميش التي دمرت سوريا يجب أن تنتهي وأن يشارك جميع القوى السياسية في بناء سوريا الجديدة بما فيها الفترة الانتقالية”.
وفي بادرة حسن نية، أعلنت الإدارة الذاتية الكردية الخميس قرارها رفع علم الاستقلال السوري. الذي رفعه السوريون منذ خروجهم في تظاهرات سلمية مناهضة لدمشق في العام 2011، على جميع مقراتها ومؤسساتها، معتبرة أنه “يحق للسوريين الاحتفاء بانتصار إرادتهم في إسقاط هذا النظام الجائر”.
وجاء قرار الإدارة الذاتية بعد تأكيد مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية. جناحها العسكري، أن “التغيير فرصة لبناء سوريا جديدة.. تضمن حقوق جميع السوريين”.
-
واشنطن أمام اختبار معقد في التعامل مع حكام سوريا الجدد
-
سوريا ما بعد الأسد: خارطة طريق انتقالية لتجنب العثرات الإقليمية
واكد ياسر سليمان نائب الرئاسة في الإدارة الذاتية أن قرار رفع علم الاستقلال”علم الثورة”جاء بناءً على قرار داخلي نابع من الروح الوطنية لمكونات المنطقة، وليس نتيجة لإملاءات خارجية موضحا أن مكونات شمال وشرق سوريا كانت وما تزال جزءًا لا يتجزأ من النسيج السوري العريق، مشيراً إلى أن العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية ينص في مادته الثامنة على رفع علم الدولة السورية جنباً إلى جنب مع علم الإدارة الذاتية في كافة المؤسسات والمجالس، وأكد أن ذلك يعكس إيمان أبناء شمال وشرق سوريا بوحدة التراب السوري.
وأضاف أن هذا القرار جاء بعد سلسلة مشاورات وتنسيق بين مكونات الإدارة الذاتية، مشيراً إلى أن اعتماد علم الاستقلال كرمز للدولة السورية يعكس توافق أطياف المجتمع السوري بعد سقوط نظام القمع والاستبداد.
ودعا جميع السوريين إلى تفنيد الشائعات والتحريض اللذان يهدفان إلى زعزعة الأمن والاستقرار، مشدداً على أن الحوار الوطني البنّاء هو السبيل الوحيد لتسوية القضايا العالقة وحل الخلافات بين السوريين.
-
سوريا بعد سقوط الأسد: رفض صريح للتعاون مع الحوثيين
-
دراسة تكشف ملامح مستقبل سوريا وسط تغييرات متسارعة
وختم قائلا “نحن في مجلس الشعوب الديمقراطي نؤمن بالحوار كمسار أساسي، ونمد أيدينا لكل أبناء سوريا لتوحيد الكلمة ورص الصفوف من أجل بناء سوريا الجديدة، سوريا الديمقراطية التعددية، عاش السوريون الشرفاء، وعاشت سوريا حرة أبية”.
وكان المتحدث باسم الإدارة الذاتية كمال عاكف نفى الأسبوع الماضي كل ما تم تداوله حول “مسودة أو تفاهم” مع دمشق، قائلا ” يتم حالياً الإعداد لمرحلة اللقاءات والحوار بهدف توحيد الآليات والجهود خدمةً لسوريا وشعبها”.
وبعدما عانوا خلال حكم عائلة الأسد من تهميش وقمع طيلة عقود، حُرموا خلالها من التحدث بلغتهم وإحياء أعيادهم وتم سحب الجنسية من عدد كبير منهم، بنى الأكراد خلال سنوات النزاع إدارة ذاتية في شمال شرق سوريا ومؤسسات تربوية واجتماعية وعسكرية، بعدما شكلوا رأس حربة في قتال تنظيم الدولة الإسلامية.
-
خوفًا من الانتقام: موجة هروب شبه جماعي للشيعة من سوريا
-
ساعر: السيطرة على المنطقة العازلة مع سوريا مؤقتة ومحدودة
وتوجه السلطة الجديدة رسائل طمأنة الى الأقليات في سوريا، والتي كان بشار الأسد قدّم نفسه حاميا لها خلال سنوات النزاع بمواجهة هجمات مجموعة جهادية ومتشددة، كان أبرزها على يد تنظيم الدولة الإسلامية.
وخاضت قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي ضد الجهاديين بقيادة واشنطن معارك ضارية ضد تنظيم الدولة الاسلامية في شمال سوريا وشرقها. وتمكنت من اسقاط خلافته ودحره من آخر مناطق سيطرته عام 2019.