أميركا تدعم الموقف الإسرائيلي بعدم الانسحاب من لبنان

قال المبعوث الأميركي إلى سوريا توماس باراك إن واشنطن لن تتدخل عسكريا ضد حزب الله. مشددا على أن إسرائيل ستبقى في المناطق التي تحتلها في لبنان. ما يعطي الدولة العبرية ضوءا أخضر لمواصلة عملياتها الهادفة إلى منع الجماعة الشيعية من إعادة بناء بنيتها العسكرية التي لحقت بها أضرار فادحة خلال المواجهة الأخيرة.
ويعكس هذا التصريح إستراتيجية أميركية تفضل الحلول الدبلوماسية .وتجنب الانخراط العسكري المباشر في نزاع قد يتسع إلى حرب إقليمية.
-
حزب الله على الطاولة.. عون يحذر من تداعيات المواجهة المسلحة
-
دعوة للحوار.. حزب الله يسعى لتقريب المسافات مع السعودية
ووصف المبعوث الأميركي الجماعة الشيعية وداعمتها طهران بـ”الأفاعي. التي يجب قطع رؤوسها”، مردفا “يجب أن نقطع رؤوسها ونمنع تمويلها”.
وشدد باراك على ضرورة أن تُظهر الحكومة اللبنانية إرادة واضحة لنزع سلاح حزب الله. لافتا إلى أن الجماعة تزداد قوة عسكريا واقتصاديا، مشيرا إلى أن حوالي 60 مليون دولار تحوَّل لها من خارج لبنان.
ويضع هذا التصريح المسؤولية الكاملة في حصر السلاح على عاتق الدولة اللبنانية. مما يشير إلى أن واشنطن لن تتحرك عسكريًا ما لم تطلب منها بيروت ذلك، وهو أمر مستبعد.
-
مقتل 6 عسكريين بانفجار ذخيرة.. ملف سلاح حزب الله يعود للواجهة
-
لبنان يتمرد على معادلة السلاح: رفض قاطع لتهديدات حزب الله
كما يشير إلى وجود اتفاق ضمني أو “خارطة طريق” بين واشنطن والدولة العبرية تعتمد على مبدأ “خطوة مقابل خطوة”، بمعنى، على الحكومة اللبنانية أن تبدأ في اتخاذ خطوات عملية لنزع سلاح حزب الله. وعندما يحدث ذلك، فإن إسرائيل ستقوم بخطوات موازية، مثل الانسحاب من النقاط الحدودية المتنازع عليها.
ويرسل موقف المبعوث الأميركي رسالة مزدوجة تحمل ضغطا على لبنان من جهة ودعما لإسرائيل من جهة أخرى. وتؤكد على أن واشنطن لن تحارب بالوكالة. وأن على بيروت تحمل مسؤولية سيادته، في حين تضمن الدولة العبرية لنفسها هامشًا من المناورة العسكرية والسياسية للحفاظ على أمنها في ظل بقاء سلاح حزب الله.
وبدأ الجيش اللبناني تنفيذ خطة حصر السلاح بيد الدولة وتركز المرحلة الأولى بشكل خاص على منطقة جنوب نهر الليطاني. حيث يوجد حزب الله بشكل مكثف، على أن تنتهي في غضون ثلاثة أشهر.
-
لبنان بين ضغوط التطبيع وسلاح حزب الله.. مهمة حساسة لمبعوث ترامب
-
كأن لا شأن له.. حزب الله يتجاهل اجتماعًا مصيريًا حول سلاحه
وشدد رئيس الوزراء نواف سلام على حاجة الجيش اللبناني إلى دعم أميركي أكبر بالعتاد والمخصصات المالية لبسط سلطته على كامل الأراضي اللبنانية.
ويرفض الحزب الخطة بشكل قاطع، حيث أكد أمينه العام نعيم قاسم أن الجماعة لن تسلم سلاحها إلا بانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية ووقف عدوانها والإفراج عن الأسرى وبدء إعادة الإعمار.
ويرى الجيش اللبناني أن تنفيذ الخطة يتوقف على انسحاب إسرائيل من النقاط الحدودية التي لا تزال تحتلها في لبنان، ووقف اعتداءاتها. وهذا الربط يعكس تعقيد الموقف ووجود أطراف متعددة. حيث يربط الجيش تنفيذ خطته بشروط مرتبطة بالطرف الإسرائيلي.
وترهن إسرائيل انسحابها من الأراضي اللبنانية بشكل مباشر بمدى تقدم لبنان في تنفيذ خطة نزع سلاح حزب الله.