سياسة

أنقرة تضرب معاقل “العمال الكردستاني”.. هل تنهار فرص إنهاء الصراع؟


شنت القوات التركية خلال الأيام الأخيرة 14 غارة استهدفت معاقل لحزب العمال الكردستاني في شمال العرق، فيما يبدو أن أنقرة لا تقيم وزنا للدعوة التي أطلقها عبدالله أوجلان مؤسس الحزب وحث خلالها إلى إلقاء السلاح وحل التنظيم، ما أحيى آمالا بإنهاء الصراع الذي امتد على أكثر من 4 عقود. 

وأشارت منظمة “سي بي تي” الأميركية في تقرير الجمعة  إلى أن “الجيش التركي نفذ 14 هجوما وقصفا على الإقليم المتمتع بحكم ذاتي، شملت دهوك والسليمانية وأربيل”. 

وبحسب المصدر نفسه فقد نفذت القوات التركية تلك الضربات باستخدام المدفعية والطائرات المروحية، مشيرا إلى أن مقاتلي حزب العمال الكردستاني ردوا مرتين على القصف التركي، فيما لم تسفر الغارات عن أي خسائر بشرية.

وطالبت تركيا الخميس حزب العمال الكردستاني بإلقاء السلاح فورا ودون شروط بعد أسبوع من دعوة زعيمه التاريخي عبدالله أوجلان إلى حله.

ووجهت أنقرة هذا النداء إلى كل مقاتلي الحزب الذين انكفأوا إلى قواعد خلفية في جبال إقليم كردستان بشمال العراق، أو الملتحقين بقوات سوريا الديموقراطية ”قسد“.

وكان الحزب الذي تصنفه أنقرة تنظيما إرهابيا قد أعلن في الأول من الشهر الجاري تجاوبه مع دعوة زعيمه التاريخي أوجلان المسجون في تركيا منذ 26 عاما، معلنا وقف إطلاق نار مع أنقرة، في خطوة أحيت الآمال بطي صفحة تمرد دام أربعة عقود وخلف ما لا يقل عن 40 ألف قتيل.

وقال الحزب في بيان ‘لن تقوم أيّ من قواتنا بتنفيذ عمليات مسلحة، ما لم تُشن الهجمات ضدنا”، بينما شدد على أنه “لا بدَّ من ضمان تحقيق الظروف السياسية الديمقراطية والأرضية القانونية أيضاً لضمان النجاح”.

وحذر الرئيس التركي رجب طيبا أردوغان في وقت سابق من أن أنقرة ستواصل عملياتها العسكرية ضد المتمردين إذا ‘لم يتم الوفاء بهذا التعهد’.

وبينما تجاوز الصراع الحدود التركية منذ عقود، يطالب العراق بانسحاب الجيش التركي ومقاتلي حزب العمال الكردستاني من أراضيه، في حال التوصل إلى اتفاق سلام.

وقال مستشار الأمن الوطني العراقي قاسم الأعرجي “لا نريد حزب العمال الكردستاني على أراضينا ولا الجيش التركي“، مشددا على أن بغداد تتمسلك بانسحاب أي قوات أجنبية.

ولفت الى أن ‘القوات التركية موجودة في العراق بذريعة وجود حزب العمال الكردستاني، موضحا أن أنقرة “أكّدت في أكثر من اجتماع أن ليست لديها أي أطماع بالأراضي العراقية”.

ويعدّ الأكراد أكبر أقلية في تركيا، وينتشرون في دول عدة في المنطقة خصوصا العراق وسوريا وإيران، حيث تمثلهم أحزاب سياسية وزعامات تقليدية، لا يرتبط كثير منها بالحزب.

وأطلقت تركيا عملية جوية في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 ضد المواقع الكردية في شمال العراق ومنذ عام 2016، نفذت ثلاث عمليات كبيرة في سوريا وأنشأت منطقة عازلة على طول حدودها في شمال شرق البلاد، حيث تتواجه الفصائل الموالية لتركيا مع ”قسد”.

وعملت أنقرة على استدراج بغداد إلى حرب ضد حزب العمال الكردستاني، بينما أبدت الحكومة العراقية استعدادها للتضييق على مقاتلي الحزب، خاصة بعد أن صنفته العام الماضي منظمة محظورة.

ونشبت في السنوات القليلة الماضية خلافات بين الجارتين حول عمليات عسكرية عبر الحدود نفذتها تركيا ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني الذين يتمركزون في منطقة جبلية بشمال العراق.

وتحسنت العلاقات منذ العام الماضي بعد اتفاق البلدين على إجراء محادثات رفيعة المستوى حول المسائل الأمنية، وبعد زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لبغداد في أبريل/نيسان حيث قال حينها إن العلاقات دخلت مرحلة جديدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى