في تصريح مضحك أكثر منه غريب، لوزير الدفاع التركي خلوصي أكار قال فيه “أبو ظبي ارتكبت أعمالاً ضارة في ليبيا وسوريا” بل وتوعدها بالقول “سنحاسبها في المكان والزمان المناسبين”. وأضاف الملاك الطاهر أكار في نص مقابلة نشرتها وزارة الدفاع التركية “يجب سؤال أبو ظبي ما الدافع لهذه العدائية، هذه النوايا السيئة، هذه الغيرة”.
قبل تحليل الخلفيات والدوافع التي جعلت تركيا تتعثر دبلوماسيا بهذا التصريح الذي يدل على لخبطة سياسية واضحة. ولكي لا تنطلي علينا حيلة الاتراك المكشوفة أود أن أذكر بمساعي أردوغان التوسعية و التي تتجلى واضحة من خلال العمليات العسكرية بالعراق و كذا بناء قواعد عسكرية تركية بأراضيها. نقل الاف المرتزقة لصالح ميليشيات طرابلس بل وتقديم السلاح لحكومة الوفاق رغبة في الاستيلاء على خيرات الشعب الليبي.ادخال ارهابيين الى سوريا عبر الحدود التركية لضم أجزاء من شمالها والتدخل العسكري فيها مع اقامة العديد من نقاط المراقبة لضمان التواجد.
ناهيك عن سياسة التعطيش في سوريا والعراق عبر بناء سدود تركية على نهري دجلة والفرات. مخطط الوطن الأزرق الذي يهدف الى الهيمنة على بحر ايجة -الاسود-شرق المتوسط.التنقيب عن الغاز في المياه القبرصية عبر ارسال سفن تنقيب تابعة للبحرية التركية.توقيع اتفاقية الحدود البحرية مع حكومة الوفاق بشكل غير مفهوم للمتابعين وذلك لعدم وجود حدود بحرية مشتركة بين تركيا وليبيا. واللائحة طويلة من الامثلة التي تدل بالواضح الملموس عن طموح الديكتاتور في استرجاع الامبراطورية العثمانية ذات الاديولوجية العرقية المغلفة برداء ديني مزعوم.
لا يخفى على أحد ما تعيشه تركيا من تعاظم لأزمات داخلية بعد حكم الفرد الواحد والحزب الواحد لما يقرب من عقدين من الزمان،سواء سياسيا-اقتصاديا أو حقوقيا. قطاعات واسعة من الشعب التركي تعاني من التسلط المفرط و الاحتكار اللاأخلاقي لأتباع و زبانية النظام التركي .و التصريح السابق لوزير الدفاع التركي يبرهن على محاولة تصدير الازمة الداخلية الى الخارج عبر تسويق تركيا كمنقدة و قائدة. اما على المستوى السياسة الخارجية تشهد أنقرة منعطفات حادة على جبهات متعددة تدفع بعلاقاتها مع كثير من القوى الإقليمية الدولية إلى التدهور السريع, نتيجة خطابات
حكومة الرئيس رجب طيب إردوغان, التي تتجاوز في كثير من المناسبات القواعد الدبلوماسية المتعارف عليها في علاقات الدول. و هذه النوعية من الخطابات غالبا ما تكلّف تركيا خسائر كبيرة سواء من حيث عزلتها الإقليمية والدولية أو من ناحية استمرار المطبات التي تعصف باقتصادها.
عذرا تركيا فالعالم العربي له ناسه و سيادته,فاحتلالكم لأراضينا ليس عنا ببعيد و لن نقبل أن تعاد الكرة مرتين. الأحرى بكم أن تهتموا بشؤونكم الداخلية و تتصالحوا مع ضحاياكم عسى أن يتذكركم شعبكم بما هو خير. فواقع الحال يقول العكس تماما.
كتب لموقع Im Arabic معاذ الخلوفي