أوكرانيا تكشف عن صاروخ «فلامينغو» بعيد المدى بقدرات تتجاوز «توماهوك» الأمريكي
في نقلة نوعية لقدرات كييف الصاروخية، أعلنت أوكرانيا تطوير جديد صاروخ بعيد المدى قالت إنه قد يغيّر معادلات الحرب مع روسيا.
الصاروخ، الذي يحمل اسم “فلامينغو”، والذي تنتجه شركة الصناعات الدفاعية الأوكرانية “فاير بوينت”، يتمتع بقدرات غير مسبوقة في ترسانة كييف، بحسب صحيفة ديلي إكسبريس.
وبحسب التقارير، يبلغ مدى الصاروخ نحو 3000 كيلومتر – أي ما يقارب ضعف مدى صاروخ توماهوك الأمريكي الشهير – فيما تصل حمولته القتالية إلى 1150 كيلوغرامًا، ما يجعله من أضخم الصواريخ في فئته على مستوى العالم.
وتشير المصادر إلى أن القوات الروسية تعرضت في الأسابيع الأخيرة لهجمات مكثفة من هذا الصاروخ، الذي يُعتقد أنه استخدم في ثلاث ضربات دقيقة على قاعدة روسية، تسببت في تدمير ست مركبات إنزال عسكرية وخلفت فوهات بقطر تسعة أمتار.
كما أوردت صحيفة إكسبرس الأمريكية أن فلامينغو استخدم مؤخرًا في استهداف مصافي نفط روسية.
دقة عالية وكلفة منخفضة
تؤكد الشركة المصنعة أن الصاروخ يتمتع بدقة إصابة مذهلة لا تتجاوز 14 مترًا عن الهدف المحدد، وهي دقة تضعه ضمن الأكثر تطورًا في فئته. لكن أكثر ما يلفت الانتباه هو تكلفته المنخفضة للغاية مقارنة بنظرائه الغربيين، إذ لا تتجاوز خُمس تكلفة صاروخ توماهوك الذي يبلغ سعره نحو 2.1 مليون دولار.
وتم تطوير “فلامينغو” باستخدام قطع خردة ومواد منخفضة التكلفة، وهو ما دفع بعض المحللين إلى وصفه بـ”صاروخ ساحة الخردة. كما يعتمد الصاروخ على محرك خارجي مكشوف يتيح مرونة في التثبيت، فيما يتكون رأسه الحربي من قنبلة سوفياتية قديمة من طراز فاب-1000، وهو ما يمكّن أوكرانيا من الاستفادة من مخزونها الكبير من هذه القنابل الجوية.
تسمية بالصدفة
أما الاسم غير المألوف “فلامينغو”، فجاء بمحض الصدفة؛ إذ تقول الشركة إن أول نسخة تجريبية خرجت من المصنع بلون وردي نتيجة خطأ في الطلاء، لكن الاسم الطريف أصبح لاحقًا الاسم الرسمي للسلاح الجديد.
تنتج “فاير بوينت” حاليًا صاروخًا واحدًا يوميًا، لكنها تخطط لرفع وتيرة الإنتاج إلى سبعة صواريخ يوميًا بنهاية العام، وهو معدل – في حال تحققه – قد يتجاوز إنتاج الولايات المتحدة وروسيا معًا من صواريخ الكروز.

وللمقارنة، يبلغ مدى صاروخ توماهوك الأمريكي نحو 1600 كيلومتر برأس حربي يزن 450 كيلوغرامًا، ويشتهر بقدرته على التحليق المنخفض لتفادي أنظمة الرادار بدقة تصل إلى 4 أمتار.
لكن تكلفته العالية تجعل استخدامه محدودًا، إذ لا تشتري البحرية الأمريكية أكثر من 40 صاروخًا سنويًا.
“سلاح خارق” في خدمة كييف
يرى محللون عسكريون أن “فلامينغو” يمنح أوكرانيا ميزة استراتيجية جديدة في مواجهة التفوق الروسي، بفضل مزيج من القوة التدميرية والدقة والمدى والكلفة المنخفضة.
وفي ظل تردد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تزويد كييف بصواريخ أمريكية الصنع، يبدو أن أوكرانيا وجدت في الصاروخ سلاحها المحلي الفتاك الذي يمكن أن يغير ميزان الردع في الحرب الدائرة.
باختصار، يمثل “فلامينغو” – الصاروخ الوردي الذي وُلد من خطأ في الطلاء – رمزًا لتحول الحرب الأوكرانية نحو الابتكار المحلي، وسلاحًا قد يكتب فصلًا جديدًا في معركة السماء الطويلة مع موسكو.
