سياسة

أوكرانيا على مفترق الطرق.. كيف ستنتهي الحرب؟


نهاية الحرب في أوكرانيا تتوقف على طرح حلول لثلاث قضايا رئيسية: تبادل الأراضي، والضمانات الأمنية، والردع النووي.

هذا ما أكده موقع «ناشيونال إنترست» الأمريكي، مشيرًا إلى أنه بينما عادة ما تبدأ مفاوضات السلام باجتماعات الخبراء من الدول المعنية، إلا أن جهود إنهاء حرب أوكرانيا بدأت من مستوى القادة.

ففي مساعيه للتسوية السلمية في أوكرانيا، اعتمد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نهج «دبلوماسية القمم»؛ فاستقبل منتصف الشهر الماضي نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا.

وبعد أيام التقى في البيت الأبيض نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعددا من قادة أوروبا، بالإضافة إلى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته.

وبحسب الموقع الأمريكي، فإن الحجة كانت أن ترامب وحده يملك النفوذ والمبادرة اللازمين لدفع القيادات السياسية في أوكرانيا وروسيا وحلف شمال الأطلسي وأوروبا نحو الانخراط في مفاوضات جادة لوقف إطلاق النار، ثم اتفاق سلام لاحق.

لكن الحقيقة أن بدء الحروب أسهل من إيقافها، وكلما طال أمدها وارتفعت تكاليفها على الشعوب وقيمها، ازدادت مقاومة القادة والشعوب للموافقة على السلام، وفقا لما ذكره موقع «ناشيونال إنترست» الأمريكي.

تحديات على طريق صانع السلام

وفي المستقبل، يمكن تصنيف التحديات التي تواجه جهود صنع السلام في أوكرانيا إلى فئتين:

  • الأولى: تتعلق بإمكانية «تبادل الأراضي» بين أوكرانيا وروسيا
  • الثانية: تتعلق بالضمانات الأمنية التي يقدمها الناتو سواءً كتحالف أو من قبل الدول الأعضاء.

وفيما يتعلق بتبادل الأراضي، هناك حديث واسع عن مطالبة روسيا الواضحة بسيطرة كاملة على منطقة دونباس، بما في ذلك أجزاء دونيتسك التي تحتلها القوات الأوكرانية حاليًا ولم يتضح بعد ما الذي ستُقدمه روسيا في المقابل.

شكل نهاية الحرب

وفي حالة التنازل عن دونباس، ستكون آليات تحرك القوات معقدة لكلا الجانبين، وقد يتطلب خط سيطرة جديد في شرق أوكرانيا قوة حفظ سلام متعددة الجنسيات لمراقبته.

وبالنسبة للضمانات الأمنية لأوكرانيا ما بعد الحرب، يدور النقاش داخل حكومات الناتو وفيما بينها حول مدى شمولية هذه الضمانات الأمنية وإلزاميتها.

وتُلزم المادة الخامسة من ميثاق الناتو جميع الأعضاء التحالف لدعم أي دولة معرضة لهجوم عسكري من طرف خارجي، ونظرًا للتفاوت بين القدرات العسكرية للأعضاء فإن التهديد الفعلي باستخدام القوة العسكرية ضد روسيا أو استخدامها يقع بشكل أساسي على عاتق الدول ذات الميزانيات العسكرية والقوات المسلحة الأكبر نسبيًا بما يشمل الولايات المتحدة.

ضمانات أمن أوكرانيا

ومن المرجح أن يشمل ضمان الأمن لأوكرانيا بعد الحرب الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا، من بين دول أخرى، في التزام بنشر قوات عسكرية ودعم البنية التحتية في أوكرانيا.

قد يكون أي «وجود بري أمريكي» موضوعًا حساسًا، لكن الحقيقة أنه بدون الدعم العسكري الأمريكي داخل أوكرانيا وخارجها، فإن أي رادع أمني بعد الحرب سيفتقر إلى المصداقية.

وبالفعل، لدى الولايات المتحدة حوالي 84,000 جندي منتشرين في أوروبا؛ لذا من الممكن تمركز لواء أمريكي أو أكثر في أوكرانيا أو بالقرب منها إلى جانب قوات الناتو الأخرى.

ومن المؤكد أن الولايات المتحدة ستوفر حصةً كبيرةً من القوة الجوية اللازمة لردع أي هجمات أخرى على الأراضي الأوكرانية، بالإضافة إلى الدفاعات الجوية والذخيرة والصواريخ بعيدة المدى، ومعدات القيادة والتحكم والاتصالات والدعم الاستخباراتي.

الردع النووي

ويرتبط بضمان الأمن مسألة أهمية الأسلحة النووية ودور الردع النووي في العلاقة بين أوكرانيا وروسيا، وبين الأخيرة والناتو.

وحاليا، يتجاوز عدد الأسلحة النووية الروسية غير الاستراتيجية أو التكتيكية العملياتية عدد الأسلحة الأمريكية المنتشرة في أوروبا، والتي يُفترض أنها متاحة لحلف الناتو.

ويتعين على أي تسوية سلمية دائمة لأوكرانيا أن تعالج -أيضًا- مشكلة احتمال استخدام روسيا للقوة النووية ضدها في المستقبل، وكذلك ضد حلف الناتو كوسيلة لإضعاف دعمه لها وبالتالي لا ينبغي السماح لروسيا بنشر أسلحة نووية على أراضي أي دولة جوار أخرى لأوكرانيا مثل بيلاروسيا.

وينبغي أيضا إعادة النظر في مسألة انتهاء معاهدة القوى النووية المتوسطة، وينبغي أن تناقش روسيا والناتو مسألة العودة إلى النظام سابق في مسرح العمليات الأوروبي.

كما ينبغي على الولايات المتحدة، والناتو، إعلان أوكرانيا منطقة خالية من الأسلحة النووية، وأنه لا ينبغي لها تحت أي ظرف من الظروف أن تصبح دولة نووية.

في المقابل، ينبغي على روسيا أن تتخلى عن التلويح بالسلاح النووي ضد أوكرانيا، وأن تتذكر أن الناتو يمتلك درعًا نوويًا رادعًا يشمل أوكرانيا، ليس كدولة عضو، بل كشريك استراتيجي، بحسب الموقع الأمريكي.

وأكد التقرير، أنه على رؤساء الدول ومستشاريهم العسكريين معالجة العديد من المخاوف قبل أن يصبح التوصل إلى تسوية سلمية ناجعة للحرب بين روسيا وأوكرانيا ممكنًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى