سياسة

أين تتجه بوصلة الإخوان؟


بعد إلقاء القبض على الإخواني الكويتي حاكم المطيري في تركيا، والتضييق على العشرات من الإعلاميين التابعين للجماعة، ووقف معاملات الحصول على الجنسية التركية، بدأ الإخوان يستشعرون بالخطر الذي يقترب منهم جراء التغييرات التي طرأت على سياسة نظام العدالة والتنمية الحاكم برئاسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ممّا دفعهم للبحث عن ملاذات يمكن أن تكون آمنة.

الكثير من عناصر الإخوان ممّن  يحملون جنسيات أخرى لم يكن لديهم مشاكل في مغادرة تركيا، إلا أنّ الآلاف منهم يبحثون في الوقت الراهن عن ملاذات آمنة للجوء إليها، ويواجهون مشكلة فقدانهم أوراقهم الثبوتية أو انتهاء مدة صلاحيتها.

ووفق ما نقلت صحيفة (العين). فإنّ أفغانستان إحدى الساحات المرشحة لتكون ملاذاً آمناً لعناصر (الإخوان) خلال الفترة المقبلة، وخاصة مع تضييق تركيا الخناق على التنظيم. المدرج على قوائم الإرهاب في كثير من البلدان هو وكوادره.

قادة تنظيم الإخوان أولوا وجوههم شطر أفغانستان، فأجرى وفد من التنظيم زيارة هي الثانية من نوعها إلى أفغانستان، أمطروا فيها حكومة طالبان برسائل غزل. وقدّموا فيها مؤلفات مكتوبة لقادة حركة طالبان.

زيارة لم يوضح قادة تنظيم الإخوان، وعلى رأسهم عضو مجلس الأمناء بالاتحاد العالمي .لعلماء المسلمين الإخواني محمد الصغير، علناً أهدافهم منها. إلا أنّها حملت الكثير من الرسائل في توقيتها ومضمونها.

ووفق ما أوردت (العربية)، فقد التقى الإخوان خلال الزيارة قيادات طالبان. ووزير دفاع الحركة محمد يعقوب بن الملا عمر، ووزير داخلية طالبان سراج الدين حقاني. ونائب رئيس الوزراء للشؤون الإدارية في الحكومة الأفغانية المولوي عبد السلام حنفي. ووزير خارجية الحركة أميرهان متقي، وقيادات أخرى.

وبحث وفد الجماعة والاتحاد نقل استثمارات الإخوان والتعاون الاقتصادي. فضلاً عن الترتيب لملاذات جديدة لقادة وعناصر الإخوان الملاحقين أمنياً.

ويقول مراقبون: إنّ الزيارة التي جاءت في أعقاب ملاحقة المطيري في تركيا. كانت بمثابة رحلة استكشافية من عناصر تنظيم الإخوان لإمكانية وضع أفغانستان في قائمة أولوياتهم  كملاذ آمن.

وأوضح المراقبون أنّ انتهاج تركيا سياسة التقارب مع مصر وبلدان الخليج أفقد التنظيم الإرهابي. منصة مهمّة، كان يتخذها منبراً للهجوم على حكومات تلك البلدان. ممّا جعل عناصره يعيشون حالة رعب، خوفاً من تسليمهم إلى البلدان التي ارتكبوا فيها أعمالاً إرهابية. أو استمرار ملاحقتهم في أنقرة.

وقد استندت الجماعة لفكرة نقل عناصرها إلى أفغانستان إلى العلاقة الوثيقة .التي جمعتها مع طالبان، وتقديم الجماعة دعماً مادياً وإغاثياً وإنسانياً لها. فضلاً عن وجود فرع للإخوان هناك.

وأتت تلك الزيارة بعدما قرر التنظيم الدولي للجماعة البحث عن ملاذات جديدة للعناصر الملاحقين أمنياً في دولهم ونقلهم إلى أفغانستان وطاجكيستان والبوسنة. وهي الدول التي بدأ التنظيم التغلغل فيها مؤخراً، وقام بشراء عقارات ومبانٍ سكنية وشركات وضخ استثمارات فيها تمهيداً لنقل عناصره إليها. بعد التضييق عليهم في تركيا ودول أوروبية أخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى