المغرب العربي

«إخوان تونس».. محاولة يائسة لإنقاذ «رأس» الغنوشي


لم يكتف إخوان تونس بعشريتهم الصعبة في الحكم، بل يتحركون في الخارج لتشويه المسار الإصلاحي الحالي وتبييض وجه التنظيم وزعيمه الغنوشي.

وعبر حسابه الشخصي على موقع فيسبوك، دعا القيادي الإخواني والبرلماني الأسبق عن حركة النهضة الإخوانية ماهر المذيوب، اليوم الإثنين، إلى “الضغط من أجل إنقاذ قيادات جماعته” من اتهامات قد تصل عقوبة بعضها إلى الإعدام.

وتابع موضحا: “أناشد البرلمانيين حول العالم التضامن مع راشد الغنوشي وجماعته والضغط على تونس لإطلاق سراحهم”، زاعما أنهم “سجناء رأي وسياسة”.

وأضاف: “أطالب الاتحاد البرلماني العربي والاتحاد البرلماني الدولي والبرلمان الأوروبي ولجنة توم لانتوس لحقوق الإنسان بالكونغرس، بتحمل مسؤوليتهم الأخلاقية تجاه زملائهم البرلمانيين التونسيين المضطهدين والضغط من اجل إطلاق سراح راشد الغنوشي بصفته رئيس مجلس نواب الشعب (جرى تجميده في يوليو/تموز 2021) بتونس”.

وتعليقا على ذلك، يرى مراقبون أن قيادات الإخوان بالخارج تحاول الضغط للإفراج عن الغنوشي قبيل الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، متناسين أن برلمان الإخوان تم حله نهائيا في 30 مارس/آذار 2022، بعد أن تم تجميد نشاطه في 25 يوليو/تموز 2021، إثر مظاهرات شعبية عارمة مطالبة بإسقاط حكم الإخوان.

لكن الرئيس التونسي قيس سعيد، كان حاسما في آخر خطاباته الجمعة الماضي، حيث جدد انتقاده لمحاولات بعض الدول الخارجية التدخل في الشأن الداخلي التونسي، قائلا إن “الحريات في تونس مضمونة أكثر من دولهم، حيث يتم اعتقال المتظاهرين المنددين بحرب الإبادة في غزة”.

كما سبق أن وجه “دعوة إلى عدد من السفراء الأجانب لمطالبة عواصمهم بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لتونس”.

“استقواء بالخارج”

بدوره، قال المحلل السياسي التونسي محمد الميداني، إن “ماهر مذيوب يعد من بين القيادات الإخوانية الموجودة بالخارج التي تدعو للإفراج عن الجماعة رفقة محمد المصمودي وصهر الغنوشي رفيق عبدالسلام”.

وأكد الميداني أن “ما تقوم به القيادات الإخوانية خارج البلاد، يعد تحريضا على أمن تونس وتشويها لصورتها في الخارج، وتحديا لقرارات الرئيس قيس سعيد ولإرادة التونسيين في إنهاء حكم الإخوان بعد 10 سنوات من الفشل”.

وأوضح أن “جماعة الإخوان تبحث عن الاستقواء بجهات خارجية من أجل العودة لمنظومة الحكم والسلطة والنفوذ”، موضحا أن “القوى الأجنبية تتحرك وفق مصالحها والأعراف الدبلوماسية، وليس وفق أهواء الجماعة وتدرك أن منظومة الإسلام السياسي قد لفظها الشعب التونسي”.

وتابع أن عناصر جماعة الإخوان على غرار ماهر مذيوب، “لا تزال تواصل نشاطها بصفتها تحمل عضوية في البرلمان، في حين أنه لا صفة لهم سوى محاولة تشويه صورة تونس بالخارج”.

وحديث مذيوب لم يكن أول محاولة يقوم بها تنظيم الإخوان وحلفائه لتشويه صورة تونس في الخارج، وسبق وأن طالب القيادي المستقيل من حركة النهضة رضوان المصمودي، الولايات المتحدة، بالتدخل وإيقاف المساعدات الإنسانية الموجهة لتونس واللقاحات المضادة لفيروس كورونا.

ومنذ توليه رئاسة البلاد في عام 2019، شدد قيس سعيد في أغلب خطاباته ولقاءاته على مسألة “السيادة الوطنية”، التي اعتبرها “خطا أحمر” لا يمكن تجاوزه، للتعبير عن رفضه للتدخل الأجنبي في القرار التونسي.

ويواجه راشد الغنوشي، الذي يقبع في السجن منذ أبريل/نيسان 2023، عديدا من القضايا من بينها ما يرتبط بالإرهاب والتآمر على أمن الدولة، فيما أصدر القضاء التونسي بحقه 3 مذكرات إيداع بالسجن.

وأكد عدد من محامي هيئة الدفاع عن زعيم حركة النهضة في تصريحات سابقة أن بعض القضايا التي يحاكم فيها الغنوشي قد تصل عقوبتها إلى الإعدام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى