أمريكا

إدارة ترامب تبرر القصف الإيراني.. وملف سري يثير الجدل حول النتائج


في الوقت الذي تؤكد فيه واشنطن “نجاح” ضرباتها الجوية ضد إيران، تكشف تسريبات استخباراتية عن رواية مغايرة تثير جدلا واسعا

فقد هاجم مسؤولون في إدارة الرئيس دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، تقييما استخباراتيا أوليا تم تسريبه بشأن الأضرار التي لحقت بمنشآت إيران النووية جراء الضربات الجوية الأمريكية التي وقعت ليل الأحد الماضي، ووصفها الرئيس بأنها “نجاح هائل”.

ويوم أمس، كشف تقرير حصري لشبكة “سي إن إن” عن تقييم قالت إنه “استخباراتي أمريكي أولي” خلص إلى أن الضربات على المنشآت النووية الإيرانية “ربما لم تدمر المكونات الأساسية للبرنامج النووي لطهران”.

كما خلص التقييم المسرّب إلى أن “إيران قادرة على إعادة تشغيل برنامجها النووي في غضون شهر إلى شهرين”. وفق “سي إن إن”.

ترامب يدافع عن الضربات

البيت الأبيض من جهته، أقرّ بوجود التقييم لكنه لم يتفق مع نتائجه.

كما نفى الرئيس ترامب ما أوردته شبكة “سي إن إن” من أن تقييما استخباراتيا أمريكيا أوليا يشير إلى أن الضربات التي استهدفت منشآت إيران النووية لم تدمر المكونات الأساسية لبرنامجها النووي.

ووصف ترامب، الموجود حاليا في هولندا لحضور قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) هذا الأسبوع، الضربات بأنها “واحدة من أنجح الضربات العسكرية في التاريخ”، مضيفا أن “المواقع النووية في إيران تم تدميرها بالكامل”.

وانتقد الرئيس كلا من “سي إن إن” وصحيفة “نيويورك تايمز”، لما وصفه بـ”محاولة للتقليل من شأن” الضربات.

كما رفضت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارولين ليفيت تقرير شبكة “سي إن”، واعترفت بوجوده لكنها وصفته بأنه “خاطئ تماما”.

وقالت على منصة “إكس”: “التقييم مصنف سري للغاية، ومع ذلك تم تسريبه لسي إن إن، من قبل شخص مجهول وضعيف المستوى داخل مجتمع الاستخبارات”.

وأضافت ” تسريب هذا التقييم المزعوم محاولة واضحة لتشويه سمعة الرئيس ترامب، وتشويه سمعة الطيارين المقاتلين الشجعان الذين نفذوا مهمة محكمة التنفيذ للقضاء على البرنامج النووي الإيراني”.

وجادلت ليفيت قائلة: “الجميع يعلم ما يحدث عندما تُسقط أربع عشرة قنبلة، وزن كل منها 30 ألف رطل، على أهدافها بدقة: تدمير كامل”.

ماذا يتضمن التقييم المسرّب؟

ويركز التقييم على الأضرار التي لحقت بمنشأة فوردو، وهي منشأة مدفونة تحت الجبال جنوب طهران، والتي قُصفت بـ 14 صاروخا خارقا.

وتشير التقارير إلى أن وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية قدّرت أن مداخل المنشأة انهارت نتيجة للضربة، وأن بعض البنية التحتية دمرت، لكن الإيرانيين ما زالوا قادرين على الحفر أو إصلاح أو إعادة بناء الموقع.

ويتكوف يقدم كشفا بالضربات

من جانبه، اعتبر المبعوث الخاص ستيف ويتكوف، أن أيَّ تلميح إلى أن الولايات المتحدة لم تحقق أهدافها العسكرية في إيران “سخيف تماما”.

وقال ويتكوف في تصريحات لقناة “فوكس نيوز”: “لقد اطلعت على جميع تقارير تقييم الأضرار، ليس فقط من حكومتنا، بل من حكوماتٍ أخرى، ولن أخوض في أيِ أمر سريٍ للغاية، لكن دعوني أؤكد لكم ما حدث هنا”.

وأكد ويتكوف أن منشأة التحويل في أصفهان – اللازمة لبدء عملية تخصيب اليورانيوم – كانت “المنشأة الوحيدة في إيران القادرة على القيام بذلك” و”دُمّرت بالكامل” في الهجوم الجوي.

وأوضح أنها “فوق الأرض. لقد ضُربت بقذيفة خارقة للتحصينات وزنها 30 ألف رطل، ولم تصمد أمام تلك الضربة – لذا لا توجد لديهم فرصة للتحويل، وهذا يعني أنهم لا يستطيعون استخدام الأسلحة، حتى لو خُصِّبوا بنسبة 90%”.

وتابع ويتكوف “هناك مفاعلان آخران في نطنز، أحدهما تحت الأرض والآخر فوقها، نعلم أننا دمّرنا المفاعل تحت الأرض، أما المفاعل فوق الأرض، الذي سبق أن استهدفه الإسرائيليون، فقد وُجهت إليه ضربة إضافية لضمان تدميره التام”.

أما منشأة فوردو شديدة التحصين، فقال إنها “آخر منشأة تخصيب عاملة تم إسقاط 12 قنبلة خارقة للتحصينات عليها”، مؤكدا “لا شك أنها اخترقت الغطاء الواقي، ووصلت إلى عمق كبير، وتم تدميرها بالكامل”.

وانتقد ويتكوف تسريب تقييم وكالة استخبارات الدفاع ووصفه بأنه “تصرف فاضح وخيانة”، ودعا إلى إجراء تحقيق للعثور على المسؤول عنه ومحاسبته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى