إسرائيل تتوعد حزب الله بتصعيد عسكري شامل بعد هجوم الضاحية
قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الجمعة إن تل أبيب ستواصل “تسلسل الإجراءات في المرحلة الجديدة” من الحرب مع “حزب الله” حتى تحقيق هدف “إعادة سكان الشمال إلى منازلهم” وذلك بعد الغارة التي أدت لمقتل عدد من القادة العسكريين للحزب في الضاحية الشمالية.
-
فوضى وشكوك.. «الشحنات الملغومة» تربك حسابات حزب الله
-
تقارير تكشف: حزب الله خطط لاغتيال وزير دفاع إسرائيلي سابق
ويأتي التصريح في أعقاب إجراء غالانت تقييما أمنيا للوضع بمشاركة رئيس الأركان هرتسي هاليفي وضباط كبار بالجيش وفق ما ذكرت القناة 12 الإسرائيلية.
وأضاف وفق ما نقلت عنه القناة “حتى بالضاحية في بيروت، سنواصل ملاحقة عدونا من أجل حماية مواطنينا، وسيستمر تسلسل الإجراءات في المرحلة الجديدة حتى تحقيق هدفنا: العودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم”.
وفي وقت سابق الجمعة، شنت إسرائيل غارة جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت أسفرت عن مقتل 31 على الأقل منهم 3 أطفال و7 نساء بحسب وزير الصحة اللبناني فراس اللبناني فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه “قضى” خلال الغارة على إبراهيم عقيل الذي قال إنه رئيس منظومة العمليات في “حزب الله” والقائد الفعلي لقوة الرضوان، إضافة إلى عدد آخر من قادتها.
-
الهجوم الصامت: انفجارات أجهزة البيجر تكشف الثغرات الأمنية لحزب الله
-
رد حزب الله المحتمل على عملية «بيجر».. خبيران يرسمان التوقعات
ونعى حزب الله 15 عنصرا قتلوا بسبب الضربة الاسرائيلية بينهم قياديان على الأقل وفق ما أكد مصدر مقرب من الحزب بينما تحدثت مصادر أخرى عن 16 قتيلا من قادة الحزب.
وبعد نعيه قائد قوة الرضوان قوة النخبة في حزب الله ابراهيم عقيل، نعى الحزب في بيانات متتالية 14 عنصرا، بينهم القيادي أحمد محمود وهبي الذي “تولى مسؤوليّة وحدة التدريب المركزي”.
إسرائيل لن تتراجع عن موقفها بعد اغتيال قادة كبار بجماعة حزب الله
ووصفت الجماعة المدعومة من ايران في بيان وهبي بأنه “قاد العمليّات العسكريّة لقوّة الرضوان على جبهة الإسناد اللبنانيّة منذ بداية معركة طوفان الأقصى وحتى مطلع العام 2024” ثم تولى “مسؤوليّة وحدة التدريب المركزي”، مضيفا أنه “ارتقى شهيدًا على طريق القدس إثر عملية اغتيال إسرائيلية غادرة بتاريخ 20/09/2024 في ضاحية بيروت الجنوبيّة”.
من جانبه قال غالانت ان “إسرائيل لن تتراجع عن موقفها بعد اغتيال قادة كبار بجماعة حزب الله اللبنانية في بيروت”.
بدوره، قال هاليفي تعقيبا على الغارة الإسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت، “قادة حزب الله الذين قتلناهم اليوم خططوا للسابع من أكتوبر/تشرين الاول على الحدود الشمالية لسنوات، ووصلنا إليهم وسنصل إلى كل من يهدد أمن مواطني دولة إسرائيل”، بحسب القناة ذاتها.
-
واشنطن تشدد الخناق على مصادر تمويل حزب الله بالعقوبات
-
بعد صواريخ حزب الله: صحيفة أمريكية تكشف الخطوة التالية لإيران
من جانبه قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجمعة، إنّ أهداف بلاده “واضحة” وأفعالها “تتحدث عن نفسها”، في أول تصريح له بعد الغارة مضيفا في بيان مقتضب “أهدافنا واضحة وأفعالنا تتحدث عن نفسها”.
وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، أن المبنى المستهدف في الغارة الإسرائيلية أُصيب بـ4 صواريخ.
من جانبه، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، خلال اجتماع حكومي الجمعة، إن استهداف إسرائيل مرة أخرى للضاحية الجنوبية لبيروت، يثبت مجددا أنها “لا تقيم وزنا لأي اعتبار إنساني وقانوني وأخلاقي”، واعتبر أنها “ماضية في ما يشبه الإبادة الجماعية”.
-
نيويورك تايمز: إسرائيل وحزب الله يحاولان احتواء التصعيد وردع الحرب الإقليمية
-
إيران تقلل من قدرة إسرائيل على الردع بعد هجمات حزب الله
يأتي ذلك فيما قال البيت الأبيض في بيان الجمعة، إن واشنطن “لم تتلق” إخطارا مسبقا من إسرائيل بخصوص الغارة على الضاحية الجنوبية لبيروت مضيفا “لا نزال نؤمن بأن الحل الدبلوماسي في الشرق الأوسط أفضل طريق”، ناصحا الأميركيين بـ”عدم السفر إلى لبنان”.
وبدوره عبر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن اليوم الجمعة عن قلقه من التصعيد بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية في مكالمته الهاتفية السادسة مع نظيره الإسرائيلي في أقل من أسبوع وحث على التوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة. وركز على الحل الدبلوماسي في بيان جاء عقب إشارة غالانت إلى بداية مرحلة جديدة من الحرب.
-
حزب الله يخفي خسائره باستعراض قوة من الأنفاق تحت الأرض
-
ما هي الأسلحة التي سيستخدمها حزب الله في مواجهة حرب مفتوحة مع إسرائيل؟
وحذر مجلس الأمن الدولي، الجمعة، من التصعيد عقب تفجيرات أجهزة اتصال في لبنان والغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، داعياً جميع الأطراف إلى ضبط النفس.
وهذا الهجوم الثالث الذي تشنه إسرائيل على الضاحية الجنوبية لبيروت، المعقل الرئيسي لـ”حزب الله” في لبنان، منذ بدء موجة الاشتباكات المتبادلة الحالية قبل قرابة عام.
إذ سبق أن اغتالت إسرائيل في 2 يناير/كانون الثاني الماضي، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، وفي 30 يوليو/تموز الفائت، اغتالت القيادي البارز في “حزب الله” فؤاد شكر.
-
الهجوم الصامت: انفجارات أجهزة البيجر تكشف الثغرات الأمنية لحزب الله
-
حزب الله أم إسرائيل.. من يشعل الشرارة الأولى للحرب؟
ويأتي الهجوم في ظل “موجة جديدة” من التصعيد الإسرائيلي على لبنان، حيث أعلن غالانت، مساء الخميس، دخول الحرب مع حزب الله “مرحلة جديدة”.
-
مستقبل غامض لنازحي الجنوب اللبناني وسط تصاعد التوتر بين حزب الله وإسرائيل
-
تفاقم الأزمة بين وزير الدفاع وقائد الجيش وسط تصاعد التوترات بين حزب الله وإسرائيل
وتمثلت ملامح هذا التصعيد في تفجيرات أجهزة الاتصالات في أنحاء بيروت يومي الثلاثاء والأربعاء ما أوقع 37 قتيلا وأكثر من 3 آلاف و250 جريحا، إلى جانب تصعيد الغارات الجوية على جنوب لبنان وبلدات أخرى في العمق، وأخيرا استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت مجددا.
وتواجه القيادة السياسية في إسرائيل ضغوطا داخلية على خلفية التأخر في إعادة مستوطني الشمال إلى منازلهم بأمان، ما دعاها قبل أيام إلى وضع هذا الأمر على قائمة أهداف الحرب.
فيما يؤكد أمين عام “حزب الله” حسن نصرالله، أن الطريق الوحيد لإعادة مستوطني الشمال وقف الحرب على غزة.
وبحسب وسائل إعلام عبرية، جرى إجلاء نحو 120 ألف إسرائيلي من الشمال والجنوب منذ بداية الحرب على غزة إلى فنادق في أنحاء مختلفة بإسرائيل.
ومنذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها “حزب الله“، مع الجيش الإسرائيلي قصف يوميا عبر “الخط الأزرق” الفاصل، ما أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.
وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أميركي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الاول، ما خلف أكثر من 136 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.