الشرق الأوسط

إسرائيل تراقب الحوثيين عن كثب.. تنامي القوة العسكرية يثير القلق


رصدت المؤسسة الأمنية في إسرائيل تقدما ملحوظا في قدرات الحوثيين العسكرية في اليمن، لا سيما الدفاعية منها، وفق إعلام عبري، وهو ما أكدته تقارير سابقة حذرت من تحول المتمردين إلى رقم صعب.

ويدفع هذا التطور الدولة العبرية إلى البحث عن طرق جديدة تتجاوز منطق الردع الدفاعي إلى منطق هجومي أكثر فعالية، فيما يشير هذا الرصد إلى أن الهجمات الحوثية المستمرة، رغم الضربات الإسرائيلية والأميركية المتكررة، تدل على وجود ثغرات استخباراتية.

كما يبرز تحدياً لمنظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، مثل القبة الحديدية، في التعامل الفعال مع أنواع معينة من المسيرات أو الصواريخ التي يطورها الحوثيون بدعم إيراني.

ويعكس هذا التقرير اعترافاً حقيقياً بأن المتمردين لم يعودوا مجرد جماعة محلية، بل تطوروا إلى فاعل إقليمي يمتلك قدرات تهدد أمن الدولة العبرية بشكل مباشر. ويتمثل هذا التهديد في امتلاك الجماعة المدعومة من إيران صواريخ باليستية ومجنحة وطائرات مُسيَّرة بعيدة المدى قادرة على الوصول إلى العمق الإسرائيلي.

وقالت صحيفة “يديعوت أحرنوت” “في الأشهر الأخيرة، رصدت المؤسسة الأمنية تقدمًا ملحوظًا في قدرات الحوثيين في اليمن، سواء في التصنيع الذاتي للطائرات المسيرة والصواريخ المتطورة بعيدة المدى، بالاعتماد على المعرفة الإيرانية وبمساعدة مهندسين محليين، أو في استخدام الأنفاق لإنتاجها وتخزينها”.

وتابعت “رصد الجيش الإسرائيلي تقدمًا في نموذج الدفاع الذاتي لصالح الحوثيين، من خلال إنشاء مصانع في باطن الأرض، في مناطق نائية، ومشاريع سرية”.

وأضافت ” في المقابل أنشأت شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي وحدتين جديدتين لمواجهة تحدّي الحوثيين، والذي يشمل أيضًا تدريب عناصر على غزو إسرائيل من الشرق”.

وأوضحت أن “تهديد المتمردين لا يقتصر على إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة، فالجيش الإسرائيلي يتابع عن كثب خطة طوفان الأقصى بنسخة صنعاء”، معتبرة أنها “نموذج من هجوم حماس على قواعد عسكرية إسرائيلية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في عملية واسعة النطاق ستبدأ من الأردن أو سوريا، أو من كليهما في وقت واحد”.

ونقلت عن الجيش الإسرائيلي قوله “لا نريد أن نصل إلى وضع يمتلك فيه الحوثيون يومًا ما آلاف الصواريخ الدقيقة، ما يشكل تهديدًا وجوديًا لإسرائيل”.

ويهاجم الحوثيون إسرائيل بصواريخ وطائرات مسيّرة، ويستهدفون سفنا مرتبطة بها أو متجهة نحوها، ويقولون إن هجماتهم تأتي ردا على الحرب الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة منذ عامين.

وبشأن الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مواقع تابعة للحوثيين، قالت الصحيفة، إن “هذا أكبر هجوم على اليمن حتى الآن، حيث أُلقيت أكثر من 65 قنبلة على أهداف حوثية”، مستدركة “ومع ذلك، لا يزال الهدف بعيد المنال”.

ومساء الخميس، شن الجيش الإسرائيلي غارات على العاصمة صنعاء، استهدفت مناطق سكنية ومحطة كهرباء، ما أدى إلى مقتل 8 أشخاص وإصابة 142 آخرين، وذلك غداة هجوم حوثي بطائرتين مسيرتين استهدف مدينة إيلات جنوب إسرائيل.

وعقب ذلك، ذكرت هيئة الإسعاف الإسرائيلية “نجمة داود الحمراء”أن 50 إسرائيليا أصيبوا جراء سقوط المسيرة في قلب المنطقة السياحية بإيلات، بينهم 3 في حالة خطرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى