سياسة

إسرائيل تضرب التمويل الرقمي… مصادرة مئات المحافظ المرتبطة بإيران


 أعلنت الحكومة الإسرائيلية أن الهيئة المعنية بمكافحة تمويل الإرهاب أمرت بمصادرة 187 محفظة عملات مشفرة قالت إنها تخص الحرس الثوري الإيراني.

ويكشف مصادرة هذا العدد الكبير من المحافظ عن قدرات استخباراتية إسرائيلية متقدمة للغاية في تتبع المعاملات المالية المشفرة. ولطالما اعتُبرت العملات المشفرة وسيلة يصعب تتبعها، ولكن هذه الخطوة تظهر أن إسرائيل قد طورت أدوات وتقنيات قادرة على كشف شبكات التمويل المعقدة لأذرع إيران.

وتتيح العملات الرقمية المشفرة لمستخدميها إرسال الأموال حول العالم دون استخدام النظام المالي السائد. وتعمل تقنية “بلوك تشين” أو سلسلة الكتل المرتبطة بها على إنشاء سجل للمعاملات يحدد هوية المرسلين والمستقبلين فقط من خلال عناوين محافظهم التي تتألف من سلسلة من الحروف والأرقام.

ولم تذكر هيئة المقر الوطني لمكافحة الإرهاب الاقتصادي التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية كيفية رصدها هذه المحافظ أو حجم الأموال التي شملها أمر المصادرة.

وقالت إليبتيك، وهي شركة متخصصة في تحليل تقنية “بلوك تشين” الاثنين إن هذه المحافظ تلقت في السابق ما قيمته 1.5 مليار دولار من العملة المشفرة تيثر أو العملة المستقرة “يو.إس.دي.تي” المرتبطة بها.

وأضافت الشركة أنه لم يتسن التحقق مما إذا كانت المعاملات التي بلغت قيمتها 1.5 مليار دولار، وتمت في الغالب في الاثني عشر شهرا الماضية، مرتبطة مباشرة بالحرس الثوري الإيراني.

وأوضحت “إليبتيك” أنه “من غير الممكن التحقق مما إذا كانت جميع هذه المعاملات مرتبطة مباشرة بالحرس الثوري الإيراني لأن بعض العناوين ربما تكون تحت سيطرة خدمات العملات الرقمية، وقد تكون جزءا من البنية التحتية للمحفظة والتي تستخدم لتيسير المعاملات للعديد من العملاء”.

وتدل هذه العملية على أن الصراع بين إسرائيل وإيران لم يعد يقتصر على المواجهات العسكرية المباشرة أو الحرب بالوكالة، بل امتد إلى الفضاء السيبراني، وتحديدًا في مجال الحرب المالية.

ويأتي هذا الإجراء في سياق تشديد العقوبات الدولية على إيران، ما دفعها إلى البحث عن طرق بديلة للتحايل على النظام المالي العالمي التقليدي.

وتشكل العملات المشفرة، وخاصة عملة “تيثر” التي ذكرت بعض التقارير أنها استخدمت في هذه المحافظ، خيارًا جذابًا للحرس الثوري، فيما تضرب مصادرتها شريانًا حيويًا لتمويل الحرس الثوري، مما يعيق قدرته على تنفيذ أنشطته.

ويعمل التشكيل العسكري الأقوى في إيران بمعزل عن القوات المسلحة لكنه يعتبر جزءا من الدولة الإيرانية. وتعد إسرائيل طهران أكبر تهديد لها في الشرق الأوسط وتتهمها بتمويل عمليات مسلحة في المنطقة، وهو ما تنفيه الجمهورية الإسلامية.

وقالت “إليبتيك” إنه من بين 187 محفظة “أدرجت تيثر 39 محفظة في القائمة السوداء” في 13 سبتمبر/أيلول، مما يعني أن ما قيمته 1.5 مليون دولار من العملات الرقمية التي تحتفظ بها تلك العناوين قد جُمدت.

وقال توم روبنسون المؤسس المشارك لإليبتيك إن باقي المحافظ لم يبق بها “سوى القليل جدا”. ولم يعلق متحدث باسم “تيثر” مباشرة على أمر المصادرة أو على النتائج التي توصلت إليها إليبتيك لكنه قال إن “تيثر تتعاون بانتظام مع عدد من وكالات إنفاذ القانون، ومنها المقر الوطني لمكافحة الإرهاب الاقتصادي التابع لوزارة الدفاع الإسرائيلية، لتجميد الأموال غير المشروعة”.

ويحذر أعضاء بجهات تنظيمية والبرلمان في دول بأنحاء العالم منذ فترة طويلة من دور العملات الرقمية في التمويل غير المشروع.

وفي سياق متصل ذكرت وزارة الخزانة الأميركية اليوم الثلاثاء أن الولايات المتحدة أصدرت عقوبات جديدة متعلقة بإيران تستهدف أفرادا وكيانات تقول واشنطن إنهم يمولون الحرس الثوري الإيراني، بعضهم في هونغ كونغ.

وأضافت الوزارة أن المستهدفين ساعدوا في تنسيق تحويلات مالية، جزء منها من بيع النفط الإيراني، لصالح فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني ووزارة الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيرانية.

وقالت الوزارة في بيان إن “مثل هذه الشبكات من ‘بنوك الظل’ الإيرانية، التي تديرها جهات تيسير مالي غير مشروعة لكنها تحظى بالموثوقية لدى طهران، تسيء استخدام النظام المالي الدولي وتتهرب من العقوبات عن طريق غسل الأموال عبر شركات الواجهة الخارجية والعملات المشفرة”.

وتحظر العقوبات الأميركية على الأفراد والشركات بشكل عام الدخول في أي معاملات تجارية مع المستهدفين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى