الشرق الأوسط

إسرائيل تمدّد المنطقة العازلة في غزة.. ورفح تدخل ضمن نطاق الطوق الأمني


تستعد إسرائيل لتحويل منطقة رفح، التي تعادل خُمس مساحة قطاع غزة، إلى جزء من المنطقة العازلة التي تنشئها على طول الحدود التي يمنع الفلسطينيون من الدخول إليها.

وتشمل هذه المنطقة مدينة رفح والأحياء المحيطة بها في قطاع غزة. ولن يُسمح للسكان الفلسطينيين بالعودة إليها، ويجري الجيش الإسرائيلي النظر في هدم جميع المباني فيها.

 وكانت المنطقة، الواقعة بين محور فيلادلفيا على الحدود بين قطاع غزة ومصر جنوبًا وطريق موراج شمالًا والذي أعلن الجيش الإسرائيلي اعتزامه إقامته للفصل بين رفح وخان يونس، موطنًا لحوالي 200 ألف فلسطيني قبل الحرب. إلا أنها في الأسابيع الأخيرة تُركت شبه مهجورة بعد الدمار الواسع الذي ألحقه بها الجيش الإسرائيلي وسلسلة إنذارات وجهها الجيش الإسرائيلي للسكان بإخلاء المنطقة.

فبعد الانسحاب الإسرائيلي الأحادي من وقف إطلاق النار في 18 مارس/آذار. دعا الجيش المدنيين المتبقين إلى الإخلاء والانتقال إلى المنطقة الإنسانية المُخصصة على طول الساحل، حول خان يونس ومنطقة المواصي.

وقالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية: “حتى الآن، امتنع الجيش عن ضمّ مدن كبيرة مثل رفح إلى المنطقة العازلة، ووفقًا لمسؤولين دفاعيين. جاءت خطوة ضمّ رفح بعد قرار الحكومة استئناف الحرب في فبراير/شباط، وعلى خلفية تصريح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل ستسيطر على مساحات واسعة من غزة. ويبدو، من بعض النواحي، أن الجيش يسعى إلى تكرار الأساليب التي استخدمها في شمال غزة بالجنوب”.

وأضافت: “يحمل توسيع المنطقة العازلة إلى هذا الحدّ تداعياتٍ كبيرة، فهي لا تغطي مساحةً شاسعةً فحسب – حوالي 75 كيلومترًا مربعًا أو ما يقارب خُمس مساحة قطاع غزة – بل إنّ فصلها سيُحوّل غزة فعليًا إلى جيبٍ داخل الأراضي الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية. عازلًا إياها عن الحدود المصرية، ووفقًا لمصادر دفاعية، لعب هذا الاعتبار دورًا محوريًا في قرار التركيز على رفح”.

وبحسب المصادر للصحيفة فإن هذه الخطوة تهدف أيضًا إلى خلق أدوات ضغط جديدة على حماس. داخل الجيش، ثمة فهم متزايد بأن إسرائيل من غير المرجح أن تحصل على دعم دولي – بما في ذلك من واشنطن – لحملة مطولة على غزة. وبالمثل، من غير المتوقع أن تُترجم تهديدات وزراء الحكومة الإسرائيلية بمنع المساعدات الإنسانية إلى سياسة فعلية، ونتيجة لذلك، يستعد الجيش لتركيز عملياته في المناطق التي يعتقد أنها قادرة على زيادة الضغط على قيادة حماس. وقد أصبحت رفح، نظرًا لحجمها وموقعها الاستراتيجي على الحدود المصرية، هدفًا جذابًا بشكل خاص”.

قوات إسرائيلية في غزة - أرشيفية

وبحسب الصحيفة فإنه “في إطار استعداداته. يعمل الجيش بالفعل على توسيع مسار موراغ، وهدم المباني على طوله”.

وقالت: “في بعض الأجزاء، سيبلغ عرض المسار مئات الأمتار. وفي مناطق أخرى، قد يتجاوز كيلومترًا واحدًا”.

وأضافت: “وفقًا لمصادر بالجيش، لم يُقرر بعد ما إذا كانت المنطقة بأكملها ستُخصص ببساطة كمنطقة عازلة محظورة على المدنيين – كما حدث في أجزاء أخرى من المنطقة الحدودية – أو ما إذا كان سيتم تطهير المنطقة بالكامل وهدم جميع المباني، مما سيؤدي فعليًا إلى محو مدينة رفح من الوجود”.

ما هي المناطق العازلة؟

مع بدء الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023، أعلن الجيش عن خطط لإنشاء منطقة عازلة على طول حدود قطاع غزة. بزعم إبعاد التهديدات عن التجمعات الحدودية الإسرائيلية بمسافة تتراوح بين 800 متر و1.5 كيلومتر.

وتبلغ مساحة المنطقة العازلة حوالي 60 كيلومترًا مربعًا. أي أكثر من 16% من إجمالي قطاع غزة، وبحلول 7 أكتوبر/تشرين الأول، كانت تضم حوالي ربع مليون فلسطيني.

ووجد تقرير صادر عن مركز الأقمار الصناعية التابع للأمم المتحدة. نُشر في أبريل/نيسان 2024، أنه بحلول ذلك الوقت، كان حوالي 90% من المباني داخل المنطقة العازلة قد دُمرت أو تضررت.

ولكن صحيفة “هآرتس” أشارت إلى أنه “مع ذلك، لا يقتصر النشاط العسكري الجديد في المنطقة على الامتداد بين طريق موراغ وطريق فيلادلفيا. ففي الأسابيع الأخيرة. بدأ الجنود باتخاذ مواقع على طول محيط المنطقة، فيما يبدو أنه خطوة تمهيدية”.

قال ضابط شارك لأكثر من 240 يومًا من الحرب في قطاع غزة. وشارك في عمليات هدم المباني والتطهير على طول المنطقة العازلة وطريق نتساريم: “لم يبقَ شيءٌ لتدميره في المنطقة العازلة”.

وأضاف: “المنطقة بأكملها غير صالحة للسكن. لا داعي لإرسال هذا العدد الكبير من الجنود إلى هذه الأماكن”.

وأعرب هو وجنود آخرون عن إحباطهم الشديد من خطة استئناف العمليات في هذه المناطق.

واشتكى قادة وجنود احتياط للصحيفة من أن “الجيش يُكرر نفس الرسائل. التي استخدمها في بداية الحرب، دون مواجهة الواقع على الأرض”.

وقال جندي من لواء احتياط يخدم حاليًا في قطاع غزة: “لا أصدق أنه بعد عام ونصف، عدنا إلى نقطة البداية”.

وأضاف: “نُرسل لتدمير ما دُمر بالفعل، دون أن يعرف أحد كم من الوقت سيستغرق ذلك، أو ما هو الهدف الفعلي، أو مستوى النجاح العملياتي اللازم للقوات لإتمام المهمة”.

وعندما يتحدث الجنود والقادة عن الحوادث العملياتية. هناك أكثر من حادثة يُمكن الاستشهاد بها كمثال. وقع أعنفها في يناير/كانون الثاني 2024، عندما قُتل 21 جنديًا احتياطيًا في انفجار أثناء هدم مبانٍ في المنطقة العازلة بالقرب من معبر كيسوفيم وسط غزة.

الجيش الإسرائيلي يواصل عمليته البرية

وفي الغضون قال الجيش الإسرائيلي في بيان، الأربعاء: “تواصل قوات الجيش العملية البرية في قطاع غزة”.

وأضاف: “في منطقة رفح تعمق قوات فرقة غزة (143) العملية في منطقة تل السلطان. حيث عثرت القوات على فتحات أنفاق ودمرت بنى تحتية في المنطقة”.

وتابع: “قوات الفرقة 36 تواصل العمل في منطقة رفح. وفي محور موراج في منطقة لم تعمل فيها الجيش في الماضي”.

وأردف: “في شمال قطاع غزة، تواصل الفرقة 252 العمل بالتحرك في منطقة الشجاعية. على مدار اليوم الأخير قضت القوات على مسلحين ودمرت بتعاون مع سلاح الجو مخزون من الوسائل القتالية”.

وأشار إلى أنه “هاجم سلاح الجو أكثر من 45 هدفًا للمنظمات في أنحاء قطاع غزة. لقد استهدف سلاح الجو موقعا لإنتاج وسائل قتالية وموقع إطلاق احتوى على قذائف صاروخية جاهزة للإطلاق نحو إسرائيل ومبان عسكرية ومستودعات أسلحة وخلايا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى