سياسة

إسرائيل والضفة: سيناريو ‘7 أكتوبر جديد’ واحتمالات انقلاب الأدوار

في ظل التوترات المستمرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية، تثار تساؤلات حول إمكانية حدوث "7 أكتوبر جديد" مع انقلاب الأدوار. التصعيد الأمني والعسكري في المنطقة يزيد من تعقيد الأوضاع، مع مخاوف من اندلاع مواجهات واسعة النطاق قد تعيد تشكيل المشهد السياسي والعسكري. التطورات الأخيرة تفتح الباب أمام سيناريوهات غير متوقعة، حيث تتداخل الأدوار بين الطرفين وسط محاولات لإعادة ترتيب الأولويات والتحالفات في الساحة الفلسطينية والإسرائيلية.


إسرائيل تواصل عمليتها العسكرية بشمال الضفة الغربية، في خطوة يُعتقد أنها تستبق «7 أكتوبر جديداً» لكن بأدوار مختلفة.

واليوم الثلاثاء، تواصل القوات الإسرائيلية عمليتها لليوم السابع على التوالي، والتي تسببت بدمار واسع وقتل خلالها 28 شخصا على الأقل، وفق أرقام وزارة الصحة الفلسطينية.

وعاودت القوات دخول مخيم طولكرم مساء الإثنين بعد أيام من تركيزها عمليتها في مدينة جنين ومخيمها.

وأحصت وزارة الصحة سقوط 31 قتيلا ونحو 130 إصابة في الضفة الغربية “منذ الأربعاء الماضي” مع بدء العملية.

وتشمل هذه الحصيلة 28 قتيلا بنيران إسرائيلية في مناطق بشمال الضفة، آخرهم طفلة في السادسة عشرة من العمر لقت حتفها ظهر اليوم، في بلدة كفر دان غرب جنين.

كما تضم ثلاثة قتلى سقطوا في مدينة الخليل ومحيطها بجنوب الضفة.

ووفق أرقام وزارة الصحة، سقط العدد الأكبر من القتلى (18) في مخيم جنين والأطراف الشرقية من المدينة.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي مساء الإثنين أنه قتل 14 ناشطا واعتقل 25 آخرين في جنين منذ بدء العملية.

وأفاد صحفي في وكالة فرانس برس الثلاثاء بأن العديد من أحياء جنين استحالت ركاما وأتربة.

وأغلقت محال تجارية أبوابها، بينما بدت الشوارع مقفرة وخلت من المارة، فيما لوحظ عدد ضئيل من المركبات تتجول إلى جانب سيارات الإسعاف، إضافة إلى آليات وجرافات تابعة للجيش الإسرائيلي.

وبحسب بلدية جنين، فقد دمر الجيش الإسرائيلي 70% من الطرق والشوارع الرئيسية في المدينة.

«7 أكتوبر جديد»؟

ويعتقد مراقبون أن إسرائيل تخشى حدوث سيناريو «7 أكتوبر/تشرين الأول» في الضفة الغربية.

وبررت تقارير إعلامية إسرائيلية هذا الطرح الذي يرسم صورة استباقية للهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر/تشرين أول الماضي، بالحديث عن وجود «دعم إيراني بالأموال والأسلحة للضفة الغربية».

ونقلت التقارير عن مصدر إسرائيلي قوله إن «إسرائيل رصدت بالأشهر الأخيرة ارتفاعا في الجهود الإيرانية لتحويل الضفة إلى ساحة قتال حقيقية»، وهو ما لم تعقب عليه طهران حتى الساعة 17 بتوقيت غرينتش.

وفي هجومها على جنوب إسرائيل قبل أشهر، احتجزت حماس 251 رهينة لا يزال 97 منهم في غزة، من بينهم 33 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم ماتوا.

ضربة جوية في طولكرم 

والأربعاء الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي بدء عملية “المخيمات الصيفية” بهدف “مكافحة الإرهاب” في شمال الضفة الغربية، ودفع بآلياته إلى جنين وطولكرم وطوباس ومخيماتها.

وبعد زهاء يومين، انسحبت القوات الإسرائيلية من طوباس وطولكرم وركزت عملياتها في جنين، لكن العمليات استؤنفت في مخيم طولكرم الإثنين.

وشاهد صحفي في فرانس برس الثلاثاء آليات عسكرية إسرائيلية بينها جرافات تجوب شوارع طولكرم، فيما أفاد شهود عن قيام هذه الآليات بعمليات “تخريب وتدمير لشوارع مخيم طولكرم”.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا) إن القوات الإسرائيلية فرضت حظر التجوال على مخيم طولكرم.

من جهته، أفاد الجيش بأن إحدى طائراته استهدفت خلية مسلحة “أطلقت النار على قوات الأمن خلال عملية مكافحة الإرهاب” في طولكرم.

وأكد مصدر طبي في مستشفى طولكرم الحكومي لفرانس برس مقتل فتى وإصابة خمسة مواطنين آخرين خلال الاقتحام الأخير لمخيم طولكرم.

وأوضح أن الفتى يبلغ 15 عاما “أصيب بالرصاص في رأسه، ووالده أيضا من بين المصابين… برصاصة في خاصرته”.

كما أفادت جمعية إسعاف الهلال الأحمر مساء الإثنين بإصابة إحدى مسعفاتها “بشظايا في الوجه”.

اقتحام جامعة بيرزيت

في غضون ذلك، أعلنت جامعة بيرزيت شمال مدينة رام الله أن القوات الإسرائيلية اقتحمت حرم الجامعة فجر الثلاثاء.

وأوضحت أنها “اعتدت على الحرس الجامعي وعبثت بمحتويات مجلس الطلبة في الجامعة وصادرت جزءا من ممتلكاته”، معتبرة ذلك “جريمة جديدة تضاف إلى سجل طويل من الانتهاكات… بحق المؤسسات التعليمية الفلسطينية”.

وتشهد مدينة الخليل في جنوب الضفة إغلاقا تاما منذ الأحد في أعقاب الهجوم الذي وقع قرب بلدة ترقوميا وأدى إلى مقتل ثلاثة من عناصر الشرطة الإسرائيلية.

كما قتل ثلاثة فلسطينيين بينهم المهاجم المشتبه به بتنفيذ إطلاق النار، بنيران إسرائيلية.

وتصاعدت أعمال العنف في الضفة الغربية بعد اندلاع الحرب في غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وقتلت القوات والمستوطنون الإسرائيليون أكثر من 637 فلسطينيا منذ هجوم حماس، وفقا للأمم المتحدة.

وقتل ما لا يقل عن 23 إسرائيليا في هجمات فلسطينية خلال الفترة نفسها، وفقا لمسؤولين إسرائيليين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى