سياسة

إصابة جنود أميركيين في هجوم على قاعدة عين الأسد


قال مسؤولون أميركيون إن ما لا يقل عن خمسة جنود أصيبوا في هجوم على قاعدة عسكرية في العراق أمس الاثنين وذلك وسط حالة تأهب في الشرق الأوسط لموجة جديدة محتملة من الهجمات من إيران وحلفائها بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس إسماعيل هنية والقائد العسكري الكبير في جماعة حزب الله اللبنانية فؤاد شكر الأسبوع الماضي.

وأفاد مصدران أمنيان عراقيان بأنه تم إطلاق صاروخين من طراز كاتيوشا على قاعدة عين الأسد في غرب العراق. وذكر أحد المصدرين أن الصاروخين سقطا داخل القاعدة. ولم يتضح ما إذا كان الهجوم مرتبطا بتهديدات إيران بالرد على اغتيال هنية.
وذكر المسؤولون الأميركيون، الذين تحدثوا شريطة عدم نشر هوياتهم أن أحد الجنود أصيب بجروح خطيرة. وذكروا أن عدد الجرحى يستند إلى معلومات أولية يمكن أن تتغير.
وقال أحد المسؤولين إن “العسكريين بالقاعدة يجرون تقييما للأضرار بعد الهجوم”.

العسكريون بالقاعدة يجرون تقييما للأضرار بعد الهجوم

وأعلنت السلطات الأمنية العراقية الثلاثاء أن الاعتداء على قاعدة عين الأسد الجوية بمحافظة الأنبار مساء أمس الاثنين، حصل بصاروخين انطلقا من داخل قضاء حديثة. كاشفا التوصّل إلى معلومات عن مرتكبيه والشروع في ملاحقتهم لتقديمهم للعدالة.
وقالت قيادة العمليات المشتركة في بيان نقلته خلية الإعلام الأمني (تابعة لوزارة الدفاع). أنه عند “الساعة 21:00 (18 ت.غ) من 5 آب/أغسطس 2024، حصل اعتداء على قاعدة عين الأسد الجوية العراقية في محافظة الأنبار. والتي يتواجد في بعض أقسامها عدد من مستشاري التحالف الدولي”.
وأضافت أن الاعتداء نفذ “بواسطة صاروخين انطلقا من عجلة حمل من داخل قضاء حديثة (بالأنبار)”.

وتابعت “شرعت قطعاتنا الأمنية بالتحرّك الفوري، وضبطت العجلة من نوع كيا. وبداخلها 8 صواريخ من أصل 10 كانت مُعدّة للإطلاق، وتم تفكيكها تحت السيطرة من قبل مفارز المعالجة الهندسية”.
وأكدت “التمسك بسيادة العراق واستقلاله، والرفض القاطع لأي اعتداء من داخل العراق أو خارجه، على الأراضي والمصالح والأهداف العراقية، ومن أية جهة تنفذ هذا الاعتداء أو الخرق أو تساعد عليه”.
ورفضت القيادة “كل الأعمال والممارسات المتهوّرة التي تستهدف القواعد العراقية. والبعثات الدبلوماسية، وأماكن تواجد مستشاري التحالف الدولي. وكل ما من شأنه رفع التوتر في المنطقة، أو جرّ العراق إلى أوضاع وتداعيات خطيرة، أو الإضرار بمصالح الدولة”.

كما كشفت أنها من خلال العمل الاستخباري والأمني. توصلت إلى “معلومات مهمة عن مرتكبي هذا الاعتداء، وحاليا يتم ملاحقتهم لتقديمهم إلى العدالة”.
وتوعدت بـ “محاسبة المقصّرين المسؤولين عن القاطع ومقترباته، من القادة والآمرين والضبّاط”.
وجددت قيادة العمليات المشتركة تأكيد “المُضيّ في بذل كل الجهود للحفاظ على أمن العراق واستقراره” مشددة على أنها “لن تقبل بأن تكون الأرض العراقية ساحة لتصفية الحسابات وخلط الأوراق والانجرار إلى ويلات الحروب وتداعيات الصراعات”.

واغتيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران الأسبوع الماضي. في هجوم أثار تهديدات بالانتقام من إسرائيل. واتهمت إيران إسرائيل بقتله لكن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها.

وقتل أيضا القائد العسكري الكبير في جماعة حزب الله اللبنانية فؤاد شكر في غارة إسرائيلية على بيروت الأسبوع الماضي. وأدت عمليتا الاغتيال إلى تأجيج المخاوف من تحول الصراع في غزة إلى حرب أوسع نطاقا في الشرق الأوسط.
وقالت إيران إن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية اغتيال هنية بسبب دعمها لإسرائيل.
وأفاد بيان صادر عن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) .بأن وزير الدفاع لويد أوستن ونظيره الإسرائيلي يوآف غالانت اتفقا في مكالمة هاتفية أمس الاثنين على أن الهجوم على القاعدة يمثل “تصعيدا خطيرا”.
ونفذت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي ضربة في العراق. استهدفت أفرادا قال مسؤولون أميركيون إنهم مسلحون كانوا يستعدون لإطلاق طائرات مسيرة وشكلوا تهديدا للقوات الأميركية وقوات التحالف.

وتراقب الولايات المتحدة الوضع تحسبا لوفاء إيران بتعهدها بالرد على اغتيال هنية في طهران، وهو حلقة في سلسلة عمليات قتل لشخصيات كبيرة في الجماعة الفلسطينية المسلحة مع احتدام الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة.
وقال البنتاغون إنه سينشر مقاتلات إضافية وسفنا حربية تابعة للبحرية في الشرق الأوسط. في الوقت الذي تسعى فيه واشنطن إلى تعزيز الدفاعات في أعقاب التهديدات بالرد من إيران وحليفتيها حماس وحزب الله.
ويعد العراق حليفا نادرا لكل من الولايات المتحدة وإيران. ويستضيف 2500 جندي أميركي ولديه فصائل مسلحة مدعومة من إيران مرتبطة بقواته الأمنية. وشهد العراق هجمات انتقامية متزايدة منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في أكتوبر/تشرين الأول.

وقالت مصادر عراقية إن بغداد تريد أن تبدأ قوات التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة في الانسحاب في سبتمبر أيلول وإنهاء عمل التحالف رسميا بحلول سبتمبر/أيلول 2025. مع احتمال بقاء بعض القوات الأميركية بصفة استشارية تم التفاوض عليها مؤخرا.
وتواجه بغداد صعوبة في كبح جماح الجماعات المسلحة، المدعومة من إيران. والتي هاجمت القوات الأميركية في العراق وفي سوريا المجاورة عشرات المرات منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وتحدث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يوم الأحد مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.
وقال مسؤول عراقي إن بلينكن طلب من السوداني المساعدة في تهدئة التوتر الإقليمي من خلال المساهمة في إقناع إيران بتخفيف ردها على الضربة الإسرائيلية في طهران التي أدت إلى مقتل هنية الأسبوع الماضي.

والجنرال مايكل “إريك” كوريلا، قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي. موجود حاليا في الشرق الأوسط. وقال أحد المسؤولين الأميركيين إن كوريلا يتحدث مع الحلفاء لضمان التنسيق في حالة شن هجوم إيراني على إسرائيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى