أمريكا

إصابة غرينجر بالخرف تجدد الجدل حول صحة أعضاء الكونغرس وكبر السن


عادت النقاشات حول عمر وصحة أعضاء الكونغرس للظهور، بعد الكشف عن إقامة النائبة كاي غرينجر في منشأة مخصصة لرعاية مرضى الخرف.

وذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية، أن كاي غرينجر البالغة من العمر 81 عامًا، تغيبت عن التصويت في مجلس النواب، ما أثار حالة من الجدل حول اختفائها الغامض والمفاجئ، لأنها أحد الأعضاء الجمهوريين بالكونغرس الذي يملكون فيه أغلبية ضئيلة.

وأقامت غرينجر خلال مدار الأشهر الماضية، في منشأة في فورت وورث، التي توفر رعاية خاصة بمرضى فقدان الذاكرة، وأفادت تقارير أن إيجار إقامتها يبلغ حوالي 4000 دولار شهريًا، تشمل خدمات مميزة ومرافق ترفيهية.

وأكدت الإدارة أن هذه المنشأة هي مقر إقامتها الحالي، بعد العثور عليها تتجول على غير هدى في الشوارع العامة بمنطقتها.

وأكد المسؤولون غياب غرينجر عن الكونغرس منذ يوليو/تموز الماضي، ما أثار انتقادات حادة، حيث لم تُسجل لها أي مشاركات تصويتية في جلسات حاسمة، من بينها مناقشات حول سقف الديون وإغاثة الكوارث.

وصرح رئيس الحزب الجمهوري في مقاطعة تارانت، بو فرينش، قائلًا: غيابها يحرم منطقتها من التمثيل في قضايا تؤثر على حياة الملايين، نحن بحاجة إلى قادة قادرين على أداء واجباتهم.

ومن جانبه، قام كارلوس تورسيوس المراسل المحلي، بالتحقيق حول اختفاء غرينجر من الساحة السياسية، ليكتشف أن مكاتبها في واشنطن ومقاطعتها كانت أشبه بـ«مكاتب أشباح»، دون أي استجابة للمكالمات أو تواجد موظفين.

وفي نهاية المطاف، أشارت إفادة أحد الناخبين إلى أن غرينجر تقيم في دار للرعاية، وهو ما أكده موظفو المنشأة.

تجدد النقاشات 

غياب غرينجر بسبب أمراض الشيخوخة، دفع النائب رو خانا (ديمقراطي – كاليفورنيا) للدعوة في منشور على منصة إكس (تويتر سابقاً)، إلى وضع حدود زمنية للخدمة في الكونغرس قائلاً إن غياب غرينجر “يكشف المشكلة في الكونغرس الذي يكافئ الأقدمية والعلاقات بدلاً من الكفاءة والأفكار.”

أما النائب توماس ماسي (جمهوري – كنتاكي)، فقد أعرب عن قلقه عبر منشور على منصة إكس، بشأن “أعضاء الكونغرس الذين يعانون من الخرف وما زالوا يصوتون.”

وأشار مصدر مطلع في الكونغرس إلى أن غرينجر كانت ستتخذ استعدادات مختلفة لو كانت تعلم أنها ستصبح غير قادرة على التصويت في نهاية الجلسة، لافتاً إلى التقدم غير المتوقع لمرضها.

دورها وغيابها عن التصويت

تخلت غرينجر عن منصبها كرئيسة للجنة المخصصات في أبريل/نيسان، وستتقاعد في 3 يناير/كانون الثاني، عند انتهاء ولايتها.

لكن غيابها أثار الانتباه عندما لم تشارك في التصويت يوم الجمعة لتجنب إغلاق الحكومة، رغم دورها السابق في اللجنة المسؤولة عن تمويل الحكومة.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني، كانت غرينجر حاضرة في مبنى الكابيتول عندما أُزيح الستار عن صورتها لتكريم عملها الطويل كعضوة في لجنة المخصصات. قائلة في بيانها يوم الأحد إنه بينما كانت في واشنطن الشهر الماضي، تمكنت من عقد “اجتماعات نيابة عن ناخبيها، والتعبير عن امتنانها لفريق عملها، والإشراف على إغلاق مكتبها في واشنطن.”

لكن رغم إطلاع القيادة على وضعها، قال عدة أعضاء في مجلس النواب من كلا الحزبين لموقع أكسيوس، إنهم لم يكونوا على علم بوضع غرينجر المعيشي حتى هذا الأسبوع.

ويُذكر أن كاي غرينجر كانت أول امرأة تتولى منصب عمدة ولاية فورت وورث الأمريكية وأول عضوة جمهورية تمثل تكساس في الكونجرس، وخلال مسيرتها التي استمرت نحو 30 عامًا، لعبت دورًا بارزًا كرئيسة لجنة المخصصات في مجلس النواب وساهمت في تأمين تمويلات عسكرية ضخمة.

بهذا، تودع كاي غرينجر الحياة السياسية بطريقة لم تكن متوقعة، تاركة إرثًا مليئًا بالإنجازات والتساؤلات حول دور السياسة في التعامل مع كبار السن.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى