سياسة

إغلاق المعهد الإسلامي في فرنسا.. الإخوان أمام خسارة كبيرة


في ضربة هي الأقوى للإخوان، أعلن وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو، حل المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية، متهمًا إياه بـ”شرعنة الجهاد”.

القرار الذي صادق عليه مجلس الوزراء جاء بعد أشهر من الجدل استند لتقرير رسمي صدر في مايو/أيار الماضي، حذر من تغلغل التيار الإخواني في المؤسسات والمجتمع الفرنسي.

وأكد ريتايو عبر منصة “إكس”، أن المعركة ضد “المد الإخواني” متواصلة، مشيدًا بأجهزة الدولة التي “تتصدى يوميًا لمحاولات تمرير الأجندة الإخوانية للإسلام السياسي في فرنسا”.

وأوضح مرسوم الحل، أن المعهد يتهم بالتحريض على العنف ضد أشخاص، والدعوة إلى الكراهية والتمييز على أساس الدين أو الأصل أو الميول، فضلًا عن أفعال يُشتبه في ارتباطها بالإرهاب داخل فرنسا وخارجها.

انعكاسات محتملة

وهذا القرار الفرنسي يتجاوز حدوده الداخلية، ويحمل صدى مباشرًا في أفريقيا، حيث تحاول جماعة الإخوان منذ عقود ترسيخ نفوذها عبر الجمعيات التعليمية والخيرية. 

كما أن كثيرا من الطلبة الأفارقة، خاصة من المغرب العربي ومنطقة الساحل، مرّوا عبر هذا المعهد قبل العودة إلى بلدانهم، حاملين شهادات دينية مؤثرة في مجتمعاتهم المحلية، وفقاً لصحيفة “لوموند” الفرنسية.

خطوة مهمة لكن غير كافية

من جانبه، قال أوليفييه روي، أستاذ في معهد الجامعة الأوروبية بفلورنسا المتخصص في الحركات الإسلامية العابرة للحدود، وعلى رأسها جماعة الإخوان وتنظيمات الإسلام السياسي إن السياسات الفرنسية تميل إلى التركيز على “البعد المؤسساتي” في مواجهة الإسلام السياسي (مثل حل جمعيات ومعاهد) لكنها غير كافية في ظل تغلغل الإخوان في جذور المجتمع الفرنسي.

وأضاف روي أن الإخوان يشكلون “تهديدًا استراتيجيًا طويل الأمد للجمهوريات الأوروبية لأنهم يسعون – عبر المؤسسات الثقافية والدينية – إلى فرض نفوذ أيديولوجي تدريجي داخل المجتمع”.

ورأي أن خطابهم العلني المعتدل يخفي مشروعًا سياسيًا شموليًا، كما أن خطر الإخوان لا يكمن في العنف المباشر (على غرار الجهاديين)، بل في “التمكين الصامت” الذي يُمهّد لشرعنة الانفصال المجتمعي على المدى الطويل.

وأيد الباحث الفرنسي، فكرة الرقابة على معاهد وجمعيات الإخوان، بل واعتبر أن بعض أشكال الحلّ أو الحلول الإدارية هي ضرورة لحماية النموذج الجمهوري الفرنسي، موضحاً أن الإخوان يعملون تحت غطاء مؤسسات تعليمية أو ثقافية، بينما يهدفون إلى تشكيل “نخب دينية” تابعة لمشروعهم السياسي العالمي.

لكن روي يرى أيضا، أن الحل الأمني والإداري وحده غير كافٍ، بل يجب أن يترافق مع مشروع “إسلام مدني فرنسي” يندمج في قيم الجمهورية، ويقطع الطريق على الخطاب الأيديولوجي العابر للحدود.

تأييد سياسي 

ورحبت شخصيات من اليمين الفرنسي بالقرار، وعلى رأسها النائبة الأوروبية، ماريون مارشال، زعيمة حزب الهوية والحريات، بالمصادرة الرسمية للمعهد، واعتبرت ذلك “أكبر هزيمة للإخوان في فرنسا”. 

وقالت في رسالة مصورة على منصة إكس عبارة: “منذ التسعينيات، كان هذا المعهد يدرب النخب الإخوانية الطامحة لفرض الشريعة في فرنسا وأوروبا. واليوم، بفضل تعبئتنا، أغلق نهائيًا”.

وتابعت: “لن يُعاد فتح المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية (IESH)… إنها أكبر هزيمة في تاريخ جماعة الإخوان المسلمين في فرنسا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى