اخترنا لكم

إكسبو التعافي من الجائحة والعداء والنزوح


ترك إكسبو باريس عام 1889 إرثاً معمارياً للبشرية هو برج إيفل، كشاهد لتخليد الثورة الفرنسية، التي تلتها مساواة الفرنسيين في الطعام الفاخر بأن أصبحت صنوفه المعتادة على الموائد الملكية تباع لعامة الناس في الأسواق.

وأورث إكسبو شيكاغو في 1893، المحتفي بذكرى 400 عام على اكتشاف كولومبوس لأميركا، أول عجلة دوارة ركب الناس غرفها وارتفعت بهم عن الأرض، 9 سنوات قبل تحليق الأخوان رايت بأول طائرة عام 1902، حيث بعث الارتفاع عن الأرض الأمل في تطويع الجبهة الأخيرة للمواصلات في السماء.

حافظ إكسبو سياتل عام 1962 على برج إبرة الفضاء الشهير، كرمز للنهضة الفضائية لمواجهة أميركا والغرب للاتحاد السوفييتي آنذاك، وتحول جناح الصين في إكسبو شنغهاي 2010 – الأغلى في تاريخ معارض الإكسبو بتكلفة 220 مليون دولار أميركي – إلى أكبر متحف للفنون في آسيا. فما المتوقع من أكسبو 2020 (2021) في دبي؟.

قدم كلٌّ من كوفيد-19 واتفاق إبراهيم للسلام وطالبان خدمة جليلة لجهود الإمارات في تنظيم معرض إكسبو 2020 الدولي في دبي، وبسبب نجاح الدبلوماسية التنموية والإنسانية للإمارات في هذه الملفات الثلاث، ستضفي تطورات كل ملف منها قيمة خاصة – لحظية ومستمرة – على تجربة حضور المعرض وذكراه وقيمته التاريخية.

الدول الـ 192 المشاركة ستتنفس الصعداء في هذا المعرض الدولي، ولستة أشهر كاملة، تشهد فيها الإدارة المستدامة والرشيدة للتعايش الآمن مع الجائحة التي هي الآن في وضع المرض الساري الذي يجب قبوله.

وسيكون جناح دولة إسرائيل ماثلاً ودالاً على قيم السلام التي يباركها عقلاء العالم أجمع. وأخيراً وليس آخراً، سيتكرر دليل العون والإغاثة، بعد استقبال 100 ألف لاجئ سوري في 2015، ودعم 133 ألف لاجئ من الروهينغا في 2019، في صورة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية – مقر لوجستيات الإغاثة الأكبر في العالم، والتي تضم شهودا أمميين رسميين على مساعدات الإمارات السابقة لوجهات وشعوب عديدة، والحالية لأفغانستان بعد التطورات الأخيرة.

هذه الظروف مجتمعة تتضافر لتبرز الدليل على أن معالم هذا الإكسبو ليست فنية وثقافية فحسب، تستضيفها دولة في طور انطلاقة التقدم الفائق، وإنما تقف على مقربة من مردود هذه المعالم من سياحة وتجارة وخدمات، شواهد أفعال إنسانية ومردود قيمتها الذي لا يقدر بثمن. الظروف الثلاث سالفة الذكر تضفي أدلة على تحقيق شعار الإكسبو (ربط العقول وصنع المستقبل)، مدفوعة بالتعافي التدريجي من الجائحة، والاحتقان العربي-الإسرائيلي المزمن، والعمل الإغاثي السخي والراقي في أصعب الأوضاع وأخطرها، المقدم للبشرية جمعاء.

نقلا عن سكاي نيوز عربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى