إيران تمنح طالبان 100 مليون دولار سنوياً منذ 2012… ما السبب؟
بعد أن كشفت تقارير صحفية قرب طهران من (طالبان) ومعظم المكونات الأفغانية خلال أعوام الصراع مع الأمريكيين وقبلها، برغم المجاهرة بالعداء بين الطرفين، كشف أيضاً المستشار السابق لوزارة الدفاع الأمريكية كارتر ملكاسيان لقناة (أفغانستان إنترناشيونال): أنّ “النظام الإيراني منح طالبان (100) مليون دولار سنوياً منذ عام 2012”.
ووفقاً لما قاله ملكاسيان، كانت المساعدات الإيرانية لطالبان ضئيلة في العقد الأول من الوجود الأمريكي في أفغانستان، ولكنّها زادت بعد عام 2012 بشكل كبير، بحسب ما نقلته شبكة (إيران إنترناشيونال).
وأشار ملكاسيان إلى أنّ “الحرس الثوري الإيراني زاد مساعداته لطالبان على مستويات مختلفة وبطريقة واضحة قبل (10) أعوام، بنحو أكثر من (100) مليون دولار سنوياً”.
ولم يرد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان على سؤال مراسل قناة (أفغانستان إنترناشيونال) حول هذه المساعدات، على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة. لكن في الأعوام الأخيرة كانت هناك تقارير عن مساعدة النظام الإيراني لطالبان، بما في ذلك الدعم العسكري، والتدريب على صناعة العبوات الناسفة، ومع ذلك، نفت إيران في وقت سابق تقديم المساعدات العسكرية لطالبان.
وأضاف ملكاسيان أنّ “مساعدة النظام الإيراني لطالبان تساوي مساعدة باكستان للحركة، في حين أنّ روسيا لم تساعد الحركة بقدر مساعدة طهران لها”
ووفقاً لما قاله ملكاسيان، فعلى الرغم من أنّ “طالبان حظيت بدعم دولي غير مسبوق، إلا أنّ إيران أصبحت داعماً رئيسياً للحركة على مدار العقد الماضي، وتحدت النفوذ الباكستاني في أفغانستان”.
كما أشار ملكاسيان إلى أنّ “غالبية المساعدات المالية الإيرانية لطالبان كانت تدار من قبل الحرس الثوري الإيراني”، وبناء على ذلك، “قدم الحرس الثوري تدريباً عسكرياً لمقاتلي طالبان بهدف مهاجمة قوات الأمن التابعة للحكومة الأفغانية، والأمريكية”.
وقدّم الحرس الثوري الإيراني كذلك كاميرات للرؤية الليلية، وأدوات مراقبة، وطائرات مسيّرة لقوات طالبان، بما في ذلك لقوات ملّا عبد المنان، في منطقة هلمند، بالإضافة إلى تدريبات على كيفية استخدامها.
يشار إلى أنّ “ملّا عبد المنان نيازي هو مساعد شبكة طالبان المنقسمة، وحاكم هرات وبلخ خلال فترة الحكم السابق للحركة على أفغانستان، وقد اتهم بقتل المئات من المدنيين، معظمهم من الشيعة والهزارة، في محافظة بلخ”.
كما أشار ملكاسيان إلى أنّ “طهران دعت طالبان لفتح مكتب في مدينة مشهد. وأنّ النظام الإيراني حاول ممارسة لعبة مزدوجة في أفغانستان: “من ناحية. لم يرغب في إزعاج الحكومة الأفغانية السابقة، ومن ناحية أخرى كان يحاول منع النشاط العسكري الأمريكي. خاصة في المناطق القريبة من الحدود الإيرانية، من خلال دعم وزيادة هجمات طالبان ضد قوات الأمن الأفغانية”.
وعلى الرغم من هذا الدعم الشامل. فإنّه بعد وصول طالبان إلى السلطة مرة أخرى. كانت هناك توترات لعلاقات النظام الإيراني مع الحركة، ووصلت إلى مستوى التوتر العسكري والصراع بين القوات الحدودية في البلدين.
كذلك أشار بعض المسؤولين في النظام الإيراني إلى أنّ “طالبان تُعدّ حركة أصيلة في المنطقة”.