إيران وإسرائيل: من التجسس والاغتيالات إلى الحرب المفتوحة

لطالما كانت إسرائيل وإيران خصمان لدودان على مدى عقود لكن المرحلة الحالية تشهد أطول فترة من القتال المباشر والمستمر بينهما.
وبحسب صحيفة «واشنطن بوست»، تعود جذور العداء بين الطرفين إلى ما بعد الثورة الإيرانية عام 1979، حين قطعت طهران علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل.
وفي نفس العام، اقتحم طلاب إيرانيون السفارة الأمريكية في طهران، ما أدى إلى أزمة رهائن استمرت 444 يومًا، وانتهت معها العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران.
ومنذ ذلك الحين، وصفت إيران إسرائيل بـ”الشيطان الصغير” وأعلنت دعمها لتدميرها.
حرب الظل: صراع سري طويل الأمد
رغم التصريحات العدائية العلنية، ظل الصراع بين إسرائيل وإيران يدور في الخفاء. فدعمت إيران جماعات وكيلة مثل حماس وحزب الله في مواجهة إسرائيل.
بينما نُسبت لإسرائيل عمليات اغتيال وهجمات إلكترونية استهدفت البرنامج النووي الإيراني.
إلا أن هجمات حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وما أعقبها من حرب غزة، دفعت الصراع إلى العلن، مع مواجهة مفتوحة بين إيران ووكلائها من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى.
جدول زمني للصراع
شهد العام 2010 اكتشاف هجوم إلكتروني مدمر استهدف منشأة نطنز النووية الإيرانية عبر فيروس “ستاكسنت”، ما أدى إلى تدمير أكثر من 10 في المائة من أجهزة الطرد المركزي. وأشارت تقارير إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل كانتا وراء الهجوم.
يوليو 2015: توقيع الاتفاق النووي الإيراني
توصلت إيران إلى اتفاق نووي مع الولايات المتحدة وقوى عالمية أخرى، يقضي بتقييد برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات. لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعتبر الاتفاق “خطأ تاريخيًا فادحًا”.
أبريل 2018: إسرائيل تتهم إيران بالكذب
أعلن نتنياهو تمكن إسرائيل من الحصول على وثائق تثبت كذب إيران بشأن برنامجها النووي، إلا أن تقارير لاحقة أكدت عدم وجود أدلة على خرق إيران للاتفاق النووي.
مايو 2018: انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران.
أغسطس 2019: ضربات تستهدف حلفاء إيران
نفذت هجمات بطائرات مسيرة وحربية، اتُهمت إسرائيل بالوقوف وراءها، ضد قوات موالية لإيران في لبنان وسوريا والعراق، مع تأكيد إسرائيلي محدود للمسؤولية.
نوفمبر 2020: مقتل عالم نووي إيراني
قُتل محسن فخري زاده، أحد أبرز العلماء النوويين الإيرانيين، في كمين قرب طهران، واتهمت إيران إسرائيل بتنفيذ العملية.
أبريل 2021: هجمات على منشآت وسفن إيرانية
تعرضت سفينة إيرانية لانفجار في البحر الأحمر، وأعقب ذلك هجوم على منشأة نطنز النووية أدى إلى انقطاع الكهرباء وتضرر أجهزة الطرد المركزي. وردت إيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة.
مايو 2022: مقتل ضابط في الحرس الثوري
قُتل العقيد حسن صياد خدائي أمام منزله في طهران في هجوم يحمل بصمات عمليات سابقة نُسبت لإسرائيل.
أكتوبر 2023: هجمات حماس وبداية حرب غزة
نفذت حماس هجومًا واسعًا على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ورغم نفي إيران ضلوعها المباشر، إلا أن تقارير أكدت دعمها العسكري والمالي لحماس. وتصاعدت الهجمات من جماعات موالية لإيران، وردت إسرائيل بتكثيف ضرباتها ضد أهداف إيران ووكلائها.
أبريل 2024: تبادل الضربات المباشرة
قُتل عضوان بارزان في الحرس الثوري الإيراني في غارة نسبت لإسرائيل بدمشق، وردت إيران بإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة تجاه إسرائيل، التي شنت لاحقًا غارة داخل الأراضي الإيرانية.
31 يوليو 2024: مقتل إسماعيل هنية في طهران
استهدفت غارة إسرائيلية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، وأكدت إسرائيل مسؤوليتها عن العملية بعد عدة أشهر.
27 سبتمبر 2024: مقتل حسن نصر الله في بيروت
نفذت إسرائيل عملية أسفرت عن مقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله في بيروت ضمن هجوم واسع ضد الحزب في لبنان.
1 أكتوبر 2024: إيران ترد بإطلاق صواريخ على إسرائيل
أطلقت إيران نحو 180 صاروخًا باليستيًا على إسرائيل انتقامًا لمقتل نصر الله.
26 أكتوبر 2024: إسرائيل تهاجم أهدافًا إيرانية
استمرارًا للهجمات المتبادلة بين البلدين، شنّت إسرائيل ضرباتٍ على أهداف عسكرية إيرانية، وذكرت وكالة أنباء فارس الإيرانية أن الأهداف شملت “عددًا من القواعد العسكرية” في الغرب والجنوب وفي طهران.
لكن الهجمات لم تستهدف إنتاج النفط الإيراني أو المنشآت النووية..
أبريل/مايو 2025: محادثات نووية أمريكية إيرانية
أعلن ترامب عن محادثات نووية مع إيران وهدنة مع الحوثيين، محذرًا إسرائيل من مهاجمة إيران أثناء استمرار الحوار.
يونيو 2025: تصعيد عسكري واسع ومستمر
شنت إسرائيل هجمات على منشآت نووية وعسكرية إيرانية، ما أسفر عن مقتل قادة وعلماء بارزين، وردت إيران بضربات صاروخية متبادلة.
وتوسعت إسرائيل في استهداف منشآت طاقة ومصانع داخل إيران، فيما تصاعدت حصيلة الضحايا من الجانبين، وسط تهديدات أمريكية بالتدخل.
ويأتي هذا التصعيد مع تراجع نفوذ إيران في المنطقة، مع سقوط حليفها بشار الأسد في سوريا وتلقي حزب الله ضربات قاسية في لبنان.