سياسة

اختطاف البوليساريو لفتاة صحراوية يسلط الضوء على جرائم تهريب البشر في تندوف


 قامت ميليشيات بوليساريو باختطاف فتاة صحراوية قاصر تدعى فلايح لدى قيامها بزيارة عائلتها في مخيم تندوف. في عملية احتجاز قسري جديدة تسلط الضوء على جرائم الجبهة الانفصالية في المخيم سيء السمعة الذي تدور خلف أسواره انتهاكات واسعة. 

ووفقا للمعلومات الأولية فإن المدعوة فلاح اتصلت بشخص يدعى حمادة من شركة  ببوتينكون .وهي شركة توصيل طعام وطلبت منه إخراجها وما إن عاد إلى اسبانيا حيث يعيش. اتصل بعائلتها الاسبانية المضيفة وأبلغها بتفاصيل احتجاز فلاح.

وكان الاتفاق على أن تدفع الأسرة ثمن وثائق للفتاة المحتجزة قسرا ما يعني شراء وثائق من الشرطة العسكرية الجزائرية في تندوف وهي الطريقة التي تمكن الصحراويين عادة من التنقل إلى الجزائر. ويصل المبلغ المطلوب إلى 2500 يورو. وفق موقع ‘معلومات أكثر’ الاسباني.

وبحسب ما توافر من معلومات استغلت عصابات بوليساريو تواجد الفتاة الصحراوية فلاح . في حفل زفاف بمخيم تندوف فقامت بإخراجها ووضعها في سيارة .واقتادوها إلى مكان غير معلوم في مدينة وهران الجزائرية. واتفق حمادة على أن تدفع الأسرة الإسبانية ثمن وثائق الفتاة.  

وبحسب الموقع الاسباني، فإن الفتاة الصحراوية موجودة حاليا في وهران في منزل آمن وليس في القنصلية. بينما ينتظر وصول محام إسباني لتقديم التماس للحكومة الاسبانية لإجراء تحريرها. لأنها بحسب السلطات الجزائريةز لا تزال قاصرا حيث أن سن الرشد في الجزائر يصل إلى سن 19 عامًا.

وهددت بوليساريو وأعوانها وقريبة الفتاة شريكي بوتيكون، لوالي سالم دوه وحمادة صالح مولود. بقتل أسرتهما في المخيمات .انتقاما لمشاركتهما في “مظاهرات” اختطاف النساء في المخيمات.

وفي تقريره قال الموقع الاسباني إن السلوك يعدّ مثالا جديدا على نظام الإرهاب .والتسلط الذي تمارسه عصابات بوليساريو المسلحة في مخيمات تندوف .والذي أصبح وحدة تجارية حقيقية لقادتها، بينما يبقون السكان المختطفين في فقر مدقع.

وقال الموقع الاسباني “لقد جرى بالفعل الإبلاغ في العديد من المناسبات بالوضعية الرهيبة التي يعيشها سكان مخيمات تندوف التي على الرغم من أن حقيقة المخيمات تتجلى تدريجيا. لا يزال هناك الكثير مما يتعين القيام به لكشف الوجه الحقيقي لجبهة بوليساريو. مرة واحدة وإلى الأبد”، مضيفا “سلوك بوليساريو يجب علينا بلا شك أن نصفه اليوم بأنه إبادة جماعية.”

وأطلقت والدة الفتاة المخطوفة نداء استغاثة من مخيم تندوف في تسجيل .صوتي ناشدت فيه المساعدة في تحرير ابنتها وتحدثت عن تفاصيل احتجاز فلاح. متهمة شخصا يدعى حمادة ولد الصالح بالوقوف وراء تدبير عملية الاختطاف.

ودعت الصحراويين لعدم الانجرار للعنف وحرق الخيم داخل المخيمات .وبالعمل سلميا على تحرير ابنتها، مشيرة إلى أنها ليست المرة الأولى التي يتورط. فيها ولد الصالح في اختطاف أطفال وبيعهم لأسر اسبانية. وطالبت من له اتصال به أن يعيد ابنتها سلميا.

ويعتقد أن ولد الصالح يمارس هذه الجرائم بغطاء من قادة في بوليساريو. لكن والدة الفتاة لم تشر إلى ذلك بوضوح مخافة تعرضها وعائلتها للانتقام.

وأكد منتدى فورستاين الذي يدعم مقترح المغرب للحكم الذاتي في الصحراء. بعضا من المعلومات التي أوردها الموقع الاسباني وقدم رواية أكثر دقة للواقعة. مؤكدا تورط قيادات في بوليساريو في عملية تجارة البشر واختطاف قصر من مخيم تندوف وبيعهم لعائلات اسبانية.

وذكر المنتدى في تقرير على صفحته بفيسبوك أنه جرى اختطاف الفتاة المدعوة. فيلح من مخيمات تندوف ونقلها للقنصلية الاسبانية بوهران الجزائرية. بعد أن افتضح أمر اختطافها، موضحا ان هذه الواقعة تفضح تورط الجبهة الانفصالية في الاتجار بالبشر في معاناة. الأسر البيولوجية وابتزاز العائلات الأجنبية المتبنية.

وقال “بمناسبة الانفلات الأمني الكبير داخل مخيمات تندوف. وفقدان أجهزة البوليساريو السيطرة على الأوضاع. استغلت شبكة تهريب دولية تعمل بمساعدة بعض قيادات عصابة البوليساريو. الوضع المتردي لاختطاف طفلة صحراوية. لصالح عائلة اسبانية مقابل مبلغ مالي.

وأوضحت أن عملية الاختطاف قام بها شخص له سوابق في المجال. تولى مهمة استعادة الفتاة القاصر والتي كانت تقيم لدى عائلة اسبانية. “وخلال زيارة لعائلتها البيولوجية بالمخيمات. قامت الأم بحرق وثائقها وجواز سفرها لإبقائها معها بصفة نهائية .ولأن العائلة الاسبانية سعت بكل السبل لاستعادة الفتاة، فقد تدخلت قيادة بوليساريو كعادتها للعب على الحبلين فسهلت للمختطف. التراخيص اللازمة لتهريب الفتاة من المخيمات إلى وهران تمهيدا لنقلها إلى اسبانيا قبل أن ينكشف الأمر”.

وأضاف المنتدى الذي يراقب انتهاكات بوليساريو في تندوف أنه “خلال انشغال العائلة في حفل زفاف. قام المدعو حمادة ولد الصالح باختطاف القاصر وهي من مواليد 2006. وتدعى فيلح بنت لعروسي ولد باتي من مخيم العيون بدائرة بوكراع حي 2 ونقلها عبر طائرة من تندوف إلى وهران ليقرر بعد شيوع الخبر نقلها إلى القنصلية الاسبانية بوهران .التي تحفظت عليها إلى حين قدوم محامي سيتولى مرافقتها إلى اسبانيا”.

وذكر ‘فورستاين’ أن جريمة اختطاف فيلح ليست الأولى من نوعها إذ سبقتها .جرائم أخرى لنحو 150 فتاة كن محتجزات داخل المخيمات من طرف عائلاتهن .بإيعاز من قيادة بوليساريو التي تتاجر بالأطفال.

وتجبر الجبهة الانفصالية العائلات البيولوجية على الإبقاء على الأطفال عنوة أو إخفائهم. وعدم التواصل مع العائلات الأجنبية ثم لاحقا تبتز العائلات الأجنبية المضيفة أو المتبنية .وتضغط عليها لتقديم مزيد من الدعم مقابل تسهيل إرجاع الأطفال لأحضانها.

وأكد المنتدى كذلك أن بوليساريو تدفع معاونيها لاختطاف الأطفال من العائلات الأصلية .وبعدها إعادتهم بعد الحصول على ما تريد.

وأوردت أمثلة على عمليات اختطاف تتعلق بملف الفتاة ‘المعلومة تقية حمدة أو المعلومة موراليس دي ماتوس نسبة إلى العائلة الاسبانية المضيفة أو المتبنية للمخطوف .وكذلك ملف الدرجة امبارك سلام  والكورية بدباد الحافظ ونجيبة محمد بلقاسم .وأيضا ملف محجوبة حمدي الداف الذي تسبب في قيام انتفاضة كبيرة داخل مخيمات تندوف.

وأكد المنتدى أيضا أن شبكات الاختطاف تنشط داخل المخيمات وتوجهها قيادة بوليساريو .للدخول في هذه الملفات، حيث حسب المصدر ذاته. يتولى السماسرة والمهربون تهريب. واختطاف الأطفال من عائلاتهم ويتلقون تسهيلات في التنقل والتراخيص لتنفيذ المهمة لإرضاء العائلات الأجنبية والجمعيات الإنسانية، مقابل مبالغ مالية.

وليست هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها فتيات للاختطاف في تندوف ضمن ما يعتقد أنها عمليات تهريب للبشر تمارسها عصابات في المخيم بتواطؤ مع قيادات في بوليساريو. وليست هذه الجريمة الأولى أيضا التي ترتكبها عصابات الجبهة الانفصالية بحق سكان المخيم الذي شهد في أكثر من مناسبة مظاهرات مناوئة للقمع والانتهاكات ونجحت الجبهة في اخمادها بالقوة.

وتعرض نشطاء صحراويون في السابق ممن كشفوا على وسائل التواصل الاجتماعي. الانتهاكات التي تقوم بها بوليساريو. للاعتقال والتعذيب والاحتجاز القسري وهي المممارسات التي كشفتها منتديات تعارض الطرح الانفصالي وتنادي بتخليص سكان المخيمات سيئة الذكر من ارهاب واجرام الجبهة الانفصالية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى