أمريكا

استسلام ترامب قريب: الخيبات تتراكم على خطوط النار في معركته السياسية


وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مطلع العام الجاري، واثقًا من قدرته على إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال 24 ساعة.

بعد أكثر من 100 يوم على رئاسته، تغيّرت الصورة إلى حد بعيد؛ فبعدما أعرب ترامب عن خيبة أمله من استمرار روسيا في مهاجمة أوكرانيا، لوّح وزير خارجيته ماركو روبيو بأن الولايات المتحدة قد تنسحب من جهود السلام.

وحث الرئيس الأمريكي روسيا أمس الأحد على وقف هجماتها في أوكرانيا، وفي تصريحات للصحفيين في نيوجيرسي، عبّر ترامب عن خيبة أمله لاستمرار روسيا في مهاجمة أوكرانيا، مؤكدًا أن اجتماعه الفردي مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الفاتيكان يوم السبت سار على ما يرام.

وقال ترامب عن زيلينسكي: “أراه أكثر هدوءًا. أعتقد أنه يفهم الصورة، وأعتقد أنه يريد إبرام اتفاق”.

في غضون ذلك، قال روبيو إن إدارة ترامب قد تتخلى عن محاولاتها للتوسط في اتفاق إذا لم تحقق روسيا وأوكرانيا تقدمًا.

وقال روبيو لبرنامج “واجه الصحافة” على قناة “إن.بي.سي”: “يتعين أن يحدث ذلك قريبًا”. وأضاف: “لا يمكننا الاستمرار في تخصيص الوقت والموارد لهذا الجهد إذا لم يُكتب له النجاح”.

والتقى ترامب وزيلينسكي في كاتدرائية بالفاتيكان يوم السبت، على هامش حضور جنازة البابا فرنسيس، في محاولة لإحياء الجهود المتعثرة لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

كان هذا الاجتماع الأول بين الزعيمين منذ لقاء انتهى قبل موعده بخلاف شديد بين الرئيسين في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض في فبراير/شباط، ويأتي في وقت حرج من المفاوضات الرامية إلى إنهاء الصراع.

وانتقد ترامب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد اجتماعه مع زيلينسكي في الفاتيكان، قائلًا على مواقع التواصل الاجتماعي إنه “لا يوجد سبب” لإطلاق روسيا صواريخ على مناطق مدنية.

وفي مقابلة مسجلة عُرضت في برنامج “واجه الأمة” على قناة “سي.بي.إس” أمس الأحد، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن روسيا ستواصل استهداف المواقع التي يستخدمها الجيش الأوكراني.

وعندما سُئل عن الغارة الروسية على كييف الأسبوع الماضي التي أودت بحياة مدنيين، قال لافروف إن “الهدف الذي هوجم لم يكن مدنيًا قطعًا”، وإن روسيا تستهدف فقط “المواقع التي يستخدمها الجيش”.

رفض أوروبي

في الأسبوع الماضي، رفض المسؤولون الأوكرانيون والأوروبيون بعض المقترحات الأمريكية بشأن كيفية إنهاء الحرب، وقدموا مقترحات متعارضة بشأن قضايا تتراوح من الأراضي إلى العقوبات.

تضمنت المقترحات الأمريكية اعتراف الولايات المتحدة بسيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم، شبه الجزيرة الأوكرانية التي استولت عليها موسكو وضمتها في عام 2014، فضلًا عن الاعتراف الفعلي بسيطرة روسيا على أجزاء أخرى من أوكرانيا.

في المقابل، يؤجل الاقتراح الأوروبي والأوكراني المناقشة التفصيلية حول الأراضي إلى ما بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار.

وقال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس أمس الأحد إن على أوكرانيا عدم الموافقة على الاقتراح الأمريكي، معتبرًا أنه تجاوز الحدود بالتنازل عن مساحات شاسعة من الأراضي مقابل وقف إطلاق النار.

وذكر مايك والتس، مستشار الأمن القومي لترامب، أن الرئيس الأمريكي “عبر عن إحباطه” من بوتين وزيلينسكي، لكنه لا يزال مصممًا على المساعدة في التفاوض على اتفاق.

وأضاف والتس أن الولايات المتحدة وأوكرانيا ستتوصلان في نهاية المطاف إلى اتفاق بشأن المعادن الأرضية النادرة.

وقال تشاك شومر، زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأمريكي، أمس الأحد إنه يشعر بالقلق من أن ترامب “سيستسلم لبوتين”.

وأضاف في برنامج “حالة الاتحاد” على شبكة “سي.إن.إن”: “التخلي عن أوكرانيا، بعد كل التضحيات التي قدمتها، وبعد كل هذه الخسائر في الأرواح، ومع حشد الغرب بأكمله ضد بوتين، سيكون مأساة أخلاقية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى