حصري

استيلاء الدعم السريع على مراكز الجيش ومعداته


يؤشر اندلاع اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. في عدد من المواقع في العاصمة الخرطوم وفي قاعدة مروي الجوية.

فوسط أنباء عن سقوط قتلى وجرحى على فشل الوساطات المحلية والدولية في تطويق الخلافات. بين الطرفين مما يزيد المخاوف من انزلاق البلاد الى حرب واسعة.

وقد اعلنت قوات الدعم السريع في بيان “السيطرة على القيادة العامة للقوات المسلحة اضافة لرئاسات الفرق في ولايات دارفور وعدد من الولايات جاري حصرها”.

كما اكدت كذلك السيطرة على الملاحة الجوية في كل السودان و انضمام عدد من كبار الضباط في الجيش. وعلى رأسهم المفتش العام للقوات المسلحة الفريق دكتور مبارك كوتي كمتور. مشيرة الى أن هناك عدد كبير من الضباط من القوات المسلحة مصابين.

كما تحدثت عن الاستيلاء على القاعدة الجوية بجبل الأولياء و معسكر سوبا الباقير الذي يضم أكثر من 60 دبابة. وكميات كبيرة من الأليات والمعدات العسكرية والسيطرة على مقر التصنيع الحربي قري و مقر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.

كما أعلنت تحديد مخبأ عدد من القيادات العسكرية من بينها البرهان وكباشي ومحمد عثمان الحسين مشيرة الى أنه جاري العمل للقبض عليهم.

واكدت أسر واحتجاز 42 قناص بأسلحتهم وجميعهم يتبعون الى مجموعة الإسلاميين يقودها قيادي يدعى أسامة عبد الله تقاتل الى جانب قيادة القوات المسلحة.

وأفادت قوات الدعم السريع أن رعايا مصر في أمن وامان. وأننا مستعدون لتسليمهم إلى قيادتهم متى ما هدأت الأحوال الأمنية.

وصباح السبت كشفت هذه القوات ، إنها “تفاجأت بقوة كبيرة من القوات المسلحة تدخل إلى مقر تواجد قواتها في أرض المعسكرات سوبا جنوب الخرطوم. وتضرب حصارًا على القوات المتواجدة هناك ثم تنهال عليها بهجوم كاسح بكافة انواع الاسلحة الثقيلة والخفيفة”.

وأكد البيان الذي نشرته قوات الدعم السريع على صفحتها على فيسبوك أنها “أجرت اتصالات مع كل من الآلية الرباعية. ومجموعة الوساطة ممثلة في مالك عقار مني اركو مناوي وجبريل ابراهيم وأطلعتهم على الأمر”.

وأهابت بالشعب السوداني وبالرأي العام الدولي والإقليمي الى ادانة هذا المسلك الذي وصفته بالجبان. كما دعت الشعب السوداني إلى التماسك في هذه اللحظة التاريخية الحرجة، وفقا للبيان.

ووصف قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو المعروف ب “حميدتي”، قائد الجيش بأنه مجرم واتهم الجيش بتنفيذ انقلاب. مشددا على ان قواته لن تتوقف إلا بعد أن يسيطر على كل قواعد الجيش.
وقال في تصريح اعلامي إن قواته أجبرت على الدخول في مواجهة بعد اندلاع اشتباكات مع الجيش في أنحاء البلاد بعد أيام شهدت توترا بين القوتين.

واضاف “لن نتوقف إلا بعد السيطرة على كل مواقع الجيش لا أستطيع أن أحدد متى ينتهي القتال فالحرب كر وفر”.

في المقابل قال البرهان إن الجيش يسيطر على القصر الرئاسي ومقر قيادة الجيش والمطار بعد اندلاع المواجهات.

وياتي ذلك بعد ان اتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بمهاجمة عدة قواعد تابعة له.

وقال الناطق باسم الجيش العميد نبيل عبدالله “هاجم مقاتلون من قوات الدعم السريع عدة معسكرات للجيش في الخرطوم ومناطق متفرقة في السودان”. مضيفا “الاشتباكات مستمرة والجيش يؤدي واجبه في حماية البلاد”. 

واستبعدت القوات المسلحة السودانية اليوم السبت إمكانية إجراء مفاوضات أو حوار مع قوات الدعم السريع شبه العسكرية في البلاد.

وقالت القوات المسلحة على صفحتها على فيسبوك “لا تفاوض ولا حوار قبل حل وتفتيت ميليشيا حميدتي المتمردة”.

وبدأت الاشتباكات في أرض المعسكرات حيث مقر الدعم السريع بضاحية سوبا، شرق الخرطوم، بالأسلحة الثقيلة وفقًا لمقاطع فيديو بثها ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي.

وتوسع نطاق الاشتباكات لتشمل محيط قيادة الجيش وشارع المطار ومنطقة جبرة بالخرطوم. فيما أسرع الدعم السريع إلى إغلاق جسر شمبات في الخرطوم بحري.

وتحدث شهود عيان عن وقوع اشتباكات في منطقة كافوري في الخرطوم بحري.

كما وقعت اشتباكات بين الجيش والدعم السريع في قاعدة مروي الجوية، شمالي السودان فيما انتشرت القوات والآليات العسكرية للجيش في عدة مناطق وشوارع رئيسية بالخرطوم.

وأشارت شبكة “السودان الآن” عبر صفحتها على فيسبوك اليوم السبت. إلى تصاعد أعمدة الدخان من داخل قاعدة مروي الجوية. وسط اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في القاعدة والعاصمة الخرطوم.

وأعلنت قوات الدعم السريع في وقت لاحق السبت. سيطرتها على القصر الرئاسي ومقر إقامة قائد الجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان ومطار الخرطوم الدولي. كما سيطرت على مطارين آخرين في مدينة مروي والأبيض في الجنوب.

وقالت في بيان “إزاء الهجوم الذي شنته قوة من القوات المسلحة صباح اليوم على قواتنا المتواجدة في أرض المعسكرات بسوبا وجراء هذا التعدي. الذي تصدت له قوات الدعم السريع بكل بسالة وتضحية فقد تمت السيطرة الكاملة على المواقع التالية. القصر الجمهوري. وبيت الضيافة، والقبض على القوة المهاجمة، والسيطرة على مطار الخرطوم ومروي  والأبيض، والسيطرة على عدد من المواقع بالولايات”.

ونشرت وسائل إعلام عربية صورا لعربات تشتعل فيها النيران وسحب دخان كثيف تزامن مع دوي انفجارات ضخمة .

ونقلت شبكة “رصد” السودان عن شهود دعوتهم جميع المواطنين بولاية الخرطوم. أخذ الحيطة و الحذر وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى.

وافادت الخطوط الجوية السعودية، اليوم السبت، أن طائرتها من طراز ايرباص(إيه330) بالرحلة رقم (إس في458). قد تعرضت لحادث في مطار الخرطوم الدولي قبل إقلاعها متجهة إلى الرياض في الساعة 30ر7 بالتوقيت العالمي من صباح اليوم.

وأكدت الخطوط الجوية، في بيان لها أن فريق الطوارئ لديها تعامل مع الحادث. مشيرة إلى أنه تم تعليق جميع الرحلات من وإلى السودان حتى إشعار آخر.

وحسب البيان، تعمل فرق العمل جنباً إلى جنب مع كافة السلطات ذات العلاقة وعلى رأسها سفارة المملكة العربية السعودية لدى السودان. للحصول على مزيد من المعلومات حول هذا الحادث.

وأشار إلى أنه سيتم توفير مزيد من المستجدات حول هذا الحادث عبر منصات “السعودية” في مواقع التواصل الاجتماعي.

ونشرت قوات الدعم السريع مقطعا مصورا. اليوم السبت قالت إنه لجنود مصريين “استسلموا” لها في مدينة مروي بشمال البلاد.

ولم يتضح سبب وجود جنود مصريين في مروي اليوم، لكن القوات المصرية والسودانية. تجري بشكل دوري مناورات عسكرية مشتركة في شمال السودان في أعقاب التوتر الدبلوماسي مع إثيوبيا.

وظهر في المقطع المصور عدد من الرجال يرتدون ملابس عسكرية. ويجلسون على الأرض ويتحدثون مع أفراد من قوات حميدتي باللهجة المصرية.

وعقب ذلك قال المتحدث باسم الجيش المصري العقيد غريب عبدالحافظ اليوم السبت إن الجيش يتابع عن كثب الوضع في السودان وينسق مع السلطات السودانية المعنية لضمان تأمين القوات المصرية.
وجاء في البيان “تتابع القوات المسلحة المصرية عن كثب الأحداث الجارية داخل الأراضى السودانية. وفى إطار تواجد قوات مصرية مشتركة لإجراء تدريبات مع نظرائهم فى السودان جارى التنسيق مع الجهات المعنية فى السودان لضمان تأمين القوات المصرية”.

وقتل ثلاثة مدنيين في المعارك حيث قالت نقابة الأطباء في بيان على فيسبوك “قتل شخصان في مطار الخرطوم” وقتل شخص آخر في الأبيض (بشمال كردفان في وسط السودان). 
وأضافت النقابة أن تسعة أشخاص على الأقل أصيبوا من بينهم ضابط في الجيش في أم درمان.

وقال شهود إن اشتباكات اندلعت اليوم السبت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.

واحتدمت التوترات الأمنية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. بعد أن حشدت الأخيرة فجر الأربعاء الماضي حوالي مئة مركبة عسكرية حول منطقة قاعدة مروى الجوية.

وتنبع التوترات الحالية بين الجيش والقوات شبه العسكرية من الخلاف حول كيفية دمج قوات الدعم السريع في الجيش. وما هي السلطة التي يجب أن تشرف على العملية. الاندماج هو شرط أساسي لاتفاق السودان الانتقالي غير الموقع، بحسب أسوشيتد برس.

ونقلت مواقع التواصل الاجتماعي في السودان خبر إيقاف الرحلات الجوية وإنزال الركاب من الطائرات في الخرطوم.

وقال شاهد عيان إن مذيعا ظهر على شاشة تلفزيون السودان الرسمي لفترة وجيزة. وقال إن اشتباكات تدور هناك فيما سُمعت أصوات إطلاق نار في الخلفية.

وتعليقا على الاحداث قال وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن اليوم السبت إن الوضع في السودان “هش”. لكنه أصر على أنه لا تزال هناك فرصة لاستكمال الانتقال إلى حكومة يقودها المدنيون.

وأضاف خلال تصريحات من العاصمة الفيتنامية هانوي أن بعض اللاعبين “ربما يحاولون عرقلة التقدم” في السودان.

دعا مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم السبت جميع القوى في السودان إلى وقف العنف فورا. وكتب على تويتر أن جميع موظفي الاتحاد الأوروبي في السودان في أمان.

كما دعت مصر كافة الأطراف السودانية بممارسة أقصى درجات ضبط النفس حماية لأرواح ومقدرات الشعب السوداني الشقيق، وإعلاءً للمصالح العليا للوطن. مؤكدة في بيان صحفي اليوم السبت إنها تتابع بقلق بالغ تطورات الوضع في السودان على إثر الاشتباكات الدائرة هناك.

وفي وقت سابق، قال وسطاء في بيانين، الجمعة، وفي ساعة مبكرة، السبت. إن قائد الجيش السوداني وقائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية مستعدان لاتخاذ خطوات لتهدئة التوتر بين قواتهما.

وأدى الخلاف بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى تأخير التوقيع النهائي على اتفاق مع الأحزاب السياسية وتشكيل حكومة مدنية.

وقالت مصادر مقربة للبرهان ودقلو الجمعة إنهما ما زالا على خلاف حول من سيتقلد منصب القائد العام للجيش خلال فترة الاندماج التي ستمتد عدة سنوات. وتقول قوات الدعم السريع إن القائد ينبغي أن يكون الرئيس المدني للدولة وهو ما يرفضه الجيش.

وبرز الخلاف بين القوات الخميس عندما قال الجيش إن التحركات الأحدث لقوات الدعم السريع حدثت دون تنسيق وبشكل غير قانوني.

وجاء الحشد العسكري لقوات الدعم السريع في منطقة مروي بعد توتر متصاعد في العلاقة مع الجيش يعمل فلول البشير على تأجيجه منذ فترة. وفي ظل طموحات ليست خافية من قبل البرهان للاستحواذ على السلطة وعدم تمكين القوى المدنية منها.

وحذر الجيش السوداني مما وصفه بتحشيد قوات الدعم السريع في الخرطوم وأماكن أخرى دون موافقة قيادة الجيش أو التنسيق معها، واصفا ذلك بـ”تجاوز للقانون”.

وقالت قوات الدعم السريع إن وجودها في مروي بالولاية الشمالية جاء ضمن وجودها في بقية الولايات ومنسجما مع مهامها وواجباتها التي تمتد حتى صحراء دارفور. وقدمت شهداء وجرحى لتحقيق الأمن والطمأنينة للمواطنين.

ودحض بيان لها ما روجته بعض وسائل التواصل الاجتماعي من مزاعم قالت إن قوات الدعم السريع “قامت بأعمال حربية تجاه مطار مروي”، وهو ما وصفه البيان بأنه معلومات “كاذبة ومضللة”.

وتضطلع قوات الدعم السريع، وهي قوات قومية، بعدد من المهام والواجبات التي يكفلها لها القانون. وتعمل بتنسيق مع قيادة القوات المسلحة وبقية القوات النظامية الأخرى في تحركاتها.

وأزعجت حرب البيانات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قوى داخلية وخارجية وحركات مسلحة عديدة. خوفا من حدوث انفلات أمني في ظل الاستنفار الذي ظهرت بوادره خلال اليومين الماضيين، ما دفعها إلى القيام بتحركات مكوكية لتطويق الأزمة.

وأعلن ثلاثة من رؤساء الحركات المسلحة الخميس بذل مساع بين الجيش وقوات الدعم السريع لإنهاء التوتر ونزع فتيل الأزمة الأمنية، هم: رئيس حركة جيش تحرير السودان مني أركو مناوي، ورئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم، ورئيس الحركة الشعبية – شمال، مالك عقار.

وقالت مصادر لصحيفة “الديمقراطي” السودانية الخميس إن السعودية “اقترحت سحب قوات الدعم السريع من مروي، على أن يُعالج لاحقاً الوجود العسكري المصري بالقاعدة الجوية السودانية”.

في إشارة إلى تمركز طائرات مصرية في قاعدة مروي ضمن مناورات “نسور النيل” التي يجريها جيشا البلدين. غير أن بقاءها فترة طويلة فسح المجال لشكوك في إمكانية انحيازها لطرف على حساب آخر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى