تركيا

افتتاح معبر أبو الزندين بين تركيا وسوريا: رهانات المصالح المتضاربة


 لا تزال المصالح المتضاربة بين القوى المسيطرة على شمال حلب تعطل افتتاح معبر أبو الزندين بريف حلب بعد اتفاق روسي تركي، حيث شهدت مناطق تسيطر عليها الفصائل الموالية لتركيا انقساما بين موالين لتركيا من جهة، وآخرون يعارضون افتتاح المعبر ما دفع الشرطة المدنية والعسكرية (المعارضة) لاستقدام تعزيزات إلى ريف حلب الشرقي، وانتشرت عند مداخل ومخارج مدينة الباب في الريف الشرقي، وأغلقت كافة الطرق المؤدية إلى المعبر.

وخرج عدد من أبناء المدينة بمسيرة في مدينة الباب شرق حلب تؤيد فتح معبر أبو الزندين، ورفعوا الأعلام التركية تأييدا للموقف التركي. بينما خرج عدد آخر من الأهالي في مظاهرة مسائية، طالبوا خلالها بإسقاط النظام وتحسين الوضع المعيشي والاقتصادي لسكان المدينة، وأعربوا عن رفضهم للتطبيع مع الحكومة السورية.

وفي ساحة فيوتشر وسط مدينة إعزاز يستمر “اعتصام الكرامة” عبر تجمع مواطنون للتعبير عن رفضهم لافتتاح المعبر والخطو باتجاه التطبيع مع دمشق باتفاق روسي-تركي.

وأبو الزندين الذي أغلق عام 2020، استُخدم سابقا كنقطة لتبادل الأسرى والمعتقلين بين المعارضة والنظام، لكنه لم يأخذ يومًا شكل معبر رسمي، في حين يجري الحديث اليوم عن كونه معبرًا تجاريًا وإنسانيًا بين الضفتين.

وبعد 24 ساعة من افتتاحه الأسبوع الماضي، تعرض المعبر لقصف مدفعي لم تتبناه أي جهة وتسبب بإغلاقه، فيما تستمر الآن احتجاجات رافضة مع تعزيزات عسكرية للفصائل في.

ويقع المعبر في قرية أبو الزندين شمال حلب، ويفصل القرية عن مزارعها الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية، وهو معبر تجاري ويقع على الطريق الدولي إم فور.

واللافت أن الحكومة المؤقتة التي تمثل الجسم الإداري للمعارضة الموالية لتركيا، لم تصدر أي بيان حول افتتاح المعبر ولم تعلن موقفاً بالرفض أو القبول. ولم تعلق دمشق أيضاً على أنباء افتتاح المعبر حتى الآن.

ولم تتضح تفاصيل آلية نقل الشحنات بين مناطق سيطرة المعارضة ومناطق سيطرة الحكومة، كما لم تتحدث أي جهة عن آليات التفتيش وطبيعة الشحنات التي ستنقل، والمخاطر الأمنية التي ستحيط بسائقي هذه الشاحنات في حال كانوا من سكان المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة.

وقالت مصادر متابعة في ريف حلب إن بعض الفصائل تطالب بإيراد مالي لقاء فتح المعبر ويبدو أن تركيا لا تقبل بهذا الأمر، لذلك فهي تحرض على الاحتجاجات، بينما حصلت فصائل أخرى على وعود مقابل حماية المعبر والوقوف ضد الاحتجاجات الرافضة له.

وفي مدينة حلب، تحدث متابعون للشؤون الأمنية في المنطقة عن رفض إيراني لافتتاح أبو الزندين بسبب إبعادها عن عملية المصالحة بين أنقرة ودمشق، ورجّح أن تكون فصائل إيرانية هي من استهدفت المعبر من أجل تعطيله.

وقبل افتتاح المعبر كانت الحكومة السورية قد أزالت الحواجز من الجانب الذي تسيطر فيه على الطريق، واتبعت فصائل المعارضة ذات المسار، متحدية الدعوات الرافضة، التي وصلت أيضا إلى حد إقدام مسلحين وأشخاص على اقتحامه.

كما اعترض مسلحون ومدنيون قبل أن تشيّد “خيمة الاعتصام” الشاحنات المحملة بالبضائع، عندما كانت بصدد العبور من مناطق سيطرة فصائل المعارضة في ريف حلب باتجاه الأراضي الخاضعة لسيطرة الحكومة.

وكان افتتاح المعبر في البداية خطوة أولى تذهب باتجاه عبور الشاحنات المحملة بالبضائع من وإلى مناطق سيطرة النظام السوري، وسادت توقعات بأن يتم الانتقال في مرحلة لاحقة إلى فتحه أمام عبور المدنيين، كما حصل في عام 2019.

وقبل خمس سنوات شهد المعبر عبور البضائع والمدنيين أيضا، وأجرت فصائل المعارضة والنظام السوري ومن خلاله عدة صفقات تبادل، برعاية الدول الراعية لمسار “أستانة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى