الأمل والألم يتنازعان فلسطين في اليوم الـ80 لحرب غزة
في اليوم الـ80 للحرب المستمرة على غزة يتنازع الأمل والألم القطاع المحاصر الذي يلف الغموض مستقبله في العام الجديد.
وتترقب المنطقة اليوم الإثنين، المؤشرات الصادرة من تل أبيب وغزة بشأن مقترح مصري يرسم نهاية للحرب المستعرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتدرس إسرائيل اقتراحا مصريا من 3 مراحل لإنهاء الحرب بما يشمل عملية كبيرة لتبادل الأسرى والرهائن.
وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن الاقتراح المصري يؤسس لهدنة مدتها بين أسبوع لأسبوعين مقابل إطلاق سراح 40 رهينة، بما في ذلك النساء اللاتي بقين في أسر حماس والرجال الذين تزيد أعمارهم على 60 عامًا أو المرضى.
وتكرس الهدنة للمرحلة الثانية التي تقترح القاهرة أن تشهد صفقة لتبادل جثث الرهائن الذين قتلوا مقابل جثث نشطاء حماس الذين تحتجزهم إسرائيل.
أما المرحلة الثالثة فترسم صفقة “الكل مقابل الكل” – جميع الرهائن المتبقين الذين تحتجزهم حماس بما في ذلك الجنود مقابل إطلاق سراح ستة آلاف أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية.
وأيضا إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي من غزة وتشكيل حكومة تكنوقراط في غزة لن تكون تابعة لحماس وستحظى بدعم الولايات المتحدة ومصر وقطر.
وفي انتظار رد الفصائل الفلسطينية في غزة وحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تواصل إسرائيل قصف قطاع غزة حيث تهدد مجاعة المدنيين بعد ليلة عيد ميلاد حزينة للفلسطينيين في بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة تحت وطأة الحرب المستمرة منذ أكثر من شهرين.
ليلة ميلاد حزينة
وفي ليلة الميلاد، لم يتوقف القصف في القطاع الفلسطيني للحظة. وفي وقت مبكر من الإثنين، أسفر قصف عن مقتل 12 شخصا بالقرب من قرية الزوايدة الصغيرة (وسط)، حسب وزارة الصحة في غزة.
وقالت الوزارة في بيان إن قصفا في خان يونس (جنوب) أودى بحياة 18 شخصا على الأقل. ووجهت إسرائيل نحو خمسين ضربة متتالية لوسط القطاع.
وشهدت نهاية الأسبوع سقوط عدد كبير من القتلى في القطاع المكتظ بالسكان.
وقتل 70 شخصا على الأقل في غارة على مخيم المغازي للاجئين الأحد، حسب مسؤولين في قطاع غزة.
في الجانب الإسرائيلي، قتل أكثر من 15 عسكريا خلال الأيام الثلاثة الماضية. وصباح الإثنين أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جنديين آخرين مما يرفع إلى 156 حصيلة خسائر القوات العاملة على الأرض في غزة.
وقال نتنياهو الأحد “ندفع ثمنا باهظا جدا للحرب، لكن ليس أمامنا خيار سوى مواصلة القتال”.
الفلسطيني المسيحي فادي الصايغ الذي أمضى ليلة الميلاد في قسم غسيل الكلى في أحد مستشفيات خان يونس حيث كثفت إسرائيل عملياتها في الأيام الأخيرة قال إن “في الحرب لا أحد يشعر بروح الأعياد”.
وأضاف هذا اللاجئ الذي بات بعيدا عن عائلته المتبقية في مدينة غزة “كان يجب أن نكون نصلي الآن ونزور الأماكن المقدسة لكننا تحت القصف والحرب، لا يوجد فرحة للعيد، لا شجرة ميلاد، لا زينة، لا عشاء عائلي ولا احتفالات”، مؤكدا “أصلي أن تنتهي الحرب بأسرع وقت”.
وأدى النزاع إلى مقتل 20424 شخصًا في قطاع غزة، معظمهم من النساء والمراهقين والأطفال، حسب آخر تقرير صدر عن وزارة الصحة في القطاع. كما أجبر 1,9 مليون شخص أو 85% من سكان القطاع، على الفرار من منازلهم، حسب الأمم المتحدة.
وتوعدت إسرائيل بالقضاء على حماس بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنته الحركة في في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وأسفر عن 1140 قتيلا.
وفي ذلك اليوم، خطف مسلحو حماس نحو 250 شخصا، لا يزال 129 منهم محتجزين في غزة، حسب إسرائيل.
وقال بطريرك القدس للاتين بييرباتيستا بيتسابالا الذي حضر للاحتفال بعيد الميلاد في بيت لحم بالضفة الغربية وهو يضع كوفية سوداء وبيضاء حول عنقه، الأحد “يجب أن نوقف هذه الأعمال العدائية ونطوي الصفحة”.
في هذه المدينة مهد يسوع المسيح وفقا للتقاليد المسيحية، ألغت البلدية الفلسطينية جزءا كبيرا من احتفالات عيد الميلاد وتسود أجواء من الحزن.
وأمام كنيسة المهد غابت مغارة عيد الميلاد هذا العام وحل محلها “رمز إلى المذبحة” التي يتعرض لها مواطنو غزة، بتمثالين رماديين للسيدة العذراء ويوسف وسط أنقاض وخلف أسلاك شائكة.
وقالت الطالبة نيكول نجار (18 عاما) لوكالة فرانس برس “من الصعب جدا أن نحتفل بأي مناسبة وشعبنا يموت”.
قلب روما في بيت لحم
قال البابا فرنسيس خلال قداس عيد الميلاد في روما “قلبنا هذا المساء في بيت لحم”. منددا بـ”منطق الحرب الخاسر”.
وفي رفح بجنوب قطاع غزةز تنهار إسراء أبو العوف (27 عاما) بعد قصف الأحد على حي سكني لجأت إليه. وقالت لفرانس برس “كفى معاناة. لنتوقف عن جعل هؤلاء الأطفال يعانون. دعونا نتوقف عن فرض هذا المستقبل المؤلم عليهم”.
وما زال الوضع الإنساني في غزة كارثيا. فمعظم المستشفيات هناك خارج الخدمة. وفي الأسابيع الستة المقبلة. يواجه جميع السكان خطر مستوى عال من انعدام الأمن الغذائي. مما قد يؤدي إلى مجاعة، كما تقول الأمم المتحدة.
وصرح رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الأحد أن “تدمير النظام الصحي في غزة هو مأساة”.
وعلى الرغم من تبني مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الجمعة قرارا يدعو إلى تسليم المساعدات الإنسانية “الفورية” و”على نطاق واسع”. لم تسجل زيادة كبيرة في هذا المجال.