الخليج العربي

الأمير محمد: السعودية مع قطر قلباً وقالباً.. وغزة ستبقى أرضاً فلسطينية


 دعا ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اليوم الأربعاء إلى تحرك عربي وإسلامي ودولي لمواجهة العدوان الإسرائيلي على قطر، مطالبا باتخاذ إجراءات لإيقاف الاحتلال وردعه عن ممارساته في زعزعة استقرار المنطقة، مشددا على موقف الرياض الداعم لغزة أرضا فلسطينية.

وفي خطاب متلفز أمام مجلس الشورى السعودي، قال الأمير محمد “نرفض وندين اعتداءات سلطة الاحتلال الإسرائيلية في المنطقة وآخرها العدوان الغاشم على الدوحة”، مضيفا “سنكون مع قطر الشقيقة في كل ما تتخذه من إجراءات بلا حد، ونسخّر كافة إمكانياتنا لذلك”.

وتُظهر هذه الدعوة موقفاً سعودياً أكثر حدة تجاه الممارسات الإسرائيلية، فبعد أن كانت المملكة تركز على جهود الوساطة والتهدئة، يأتي هذا التطور ليؤكد على ضرورة اتخاذ خطوات عملية وحاسمة لردع إسرائيل.

ويعكس هذا التحول قناعة الرياض بأن السياسات الإسرائيلية، وخاصةً في غزة، تشكل تهديداً مباشراً للأمن والاستقرار الإقليمي.

والثلاثاء، أعلنت قطر أن “إسرائيل شنت هجوما جبانا استهدف مقرات سكنية لعدد من أعضاء المكتب السياسي لحماس بالدوحة”، وسرعان ما أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان، أنه هاجم بواسطة سلاح الجو قيادة الحركة في العاصمة القطرية بالتعاون مع جهاز الأمن العام “الشاباك”.

وأعلنت حماس نجاة وفدها المفاوض، بقيادة رئيسها بغزة خليل الحية، من محاولة الاغتيال، ومقتل مدير مكتبه جهاد لبد، ونجله همام الحية، و3 مرافقين هم عبد الله عبدالواحد، ومؤمن حسونة، وأحمد المملوك، وعنصر الأمن القطري بدر الحميدي.

وتابع ولي العهد السعودي “ندين استمرار الاعتداءات الغاشمة على الشعب الفلسطيني الشقيق في غزة والإمعان في ارتكاب جرائم التجويع والتهجير القسري”.

جهود المملكة المكثفة أثمرت تزايد عدد الدول المعترفة بدولة فلسطين

وشدد على أن “أرض غزة فلسطينية، وحق أهلها ثابت لا ينتزعه عدوان ولا تلغيه تهديدات، وموقفنا ثابت هو حماية الحق والعمل الجاد لمنع انتهاكاته”.

ولفت ولي العهد السعودي إلى مبادرة السلام العربية التي أطلقتها المملكة عام 2002، قائلا “قمنا بتفعيلها دوليا عبر منظور حل الدولتين”، مشيرا إلى أنها تشكل اليوم مسارا غير مسبوق لتحقيق الدولة الفلسطينية.

وأضاف “لقد أثمرت جهود المملكة المكثفة تزايد عدد الدول المعترفة بدولة فلسطين، وما حققه المؤتمر الدولي لتنفيذ حل الدولتين في نيويورك من حشد لم يسبق له مثيل يعزز التوافق الدولي من أجل تنفيذ هذه المبادرة”.

وتابع “إذ نشكر كل الشركاء الإقليميين والدوليين المشاركين على إسهاماتهم الإنسانية الفعالة، نكرر الدعوة للدول الأخرى للمشاركة في هذه المرحلة”.

وبين 28 و30 يوليو/تموز الماضي، عقد في نيويورك “مؤتمر حل الدولتين” برئاسة السعودية وفرنسا، وبمشاركة رفيعة المستوى وحضور فلسطين وغياب أميركي، لدعم مسار الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية.

وصدر عن المؤتمر “إعلان نيويورك” بشأن التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين، ودعا إلى الاعتراف بدولة فلسطين، ومنحها عضوية كاملة بالأمم المتحدة، بدلا من الوضع القائم منذ عام 2012، وهو “دولة مراقب غير عضو”.

وإثر ذلك، أعلنت عدة دول بينها بريطانيا وفرنسا وأستراليا وكندا وبلجيكا، اعتزامها الاعتراف بفلسطين، خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المقررة بين 9 و23 سبتمبر/أيلول الجاري.

ومن أصل 193 دولة عضوا بالمنظمة الدولية، يعترف 149 بلدا على الأقل بالدولة الفلسطينية التي أعلنتها القيادة الفلسطينية في المنفى عام 1988.

وفي الشأن السوري، أكد ولي العهد السعودي أن بلاده اتخذت “مواقف محورية ونفذت مبادرات متعددة، بدءا من النجاح في رفع العقوبات الدولية عن سوريا الشقيقة، ومساندة جهودها لضمان وحدة أراضيها وإعادة بناء اقتصادها. ونأمل أن يتحقق الاستقرار في لبنان واليمن والسودان”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى