من وجهة نظر تاريخية، منذ تأسيس حركة الإخوان الإرهابيين على يد “حسن البنا” وحتى يومنا هذا، مشروعهم واحد لا يتغير.
من أجل زعزعة بلدانهم التي يعيشون فيها، ونشر الفكر الضال، وتأجيج الشعوب على قياداتها، مستخدمين جميع الوسائل الممكنة، في تفكيرهم السقيم، لا ينظرون لحجم الخسائر الكبيرة التي تتكبدها بلدانهم جراء أفعالهم عبر نشر الفوضى، والخروج على مَن يقود بلدانهم حتى لو كلّف الأمر تدمير البلاد وموت العباد.
ومما لا شك فيه، في سبيل تحقيق أهدافهم الشيطانية، نجدهم على أتم الاستعداد للتعاون مع أي عدو متربص بأوطانهم، والشواهد على ذلك كثيرة، شعارهم الذي رضعوه منذ تأسيس حركتهم الإرهابية “الوطن هو الوثن”! لا يوجد لديهم الحد الأدنى للانتماء لمن يقود أوطانهم، في الوقت نفسه نجدهم ينتمون إلى مرشدهم، الذي يبايعونه على السمع والطاعة، حتى لو كان مرشدهم يعيش في دولة ليست دولتهم.
وتفسيراً لذلك، لقد كشفت أحداث ما سمي “الربيع العربي” للجميع خطورة الإخوان الإرهابيين بوضوح، وكشفت كيف قاموا بتأجيج الشعوب العربية ضد قياداتها، عبر شعاراتهم الزائفة، فكانت النتائج كارثية على عالمنا العربي، حيث ما زالت تدفع المنطقة فاتورة حرب ليس سببها العدو الخارجي، بل سببها هو عدو يعيش بالداخل بيننا لا ينتمي للوطن الذي يعيش فيه، بل ينتمي لما يطلبه منه رموز الإخوان الإرهابيين، فهم يشكلون قنبلة موقوتة انفجرت بشكل موحد في عدة بلدان عربية.
وفي واقع الأمر، تاريخ حركة الإخوان الإرهابيين حافل بكل ما هو ضد أوطانهم، نجدهم عندما تزداد الضغوط عليهم يختبئون لمدة زمنية إلى أن تسمح لهم الظروف بإعادة ظهورهم، والعودة لممارسة سلوكهم المشين، الذي رضعوه جيلاً بعد جيل من مرشدهم.
وانطلاقاً مما سلف، لو قمنا حالياً بتتبع أماكن النزاعات السابقة والفوضى التي مرت بها بلدان عربية، لنجد بصمات الإخوان الإرهابيين كانت ظاهرة للعيان، وهذا ليس بغريب على مَن سخّروا أنفسهم وغدروا بأوطانهم في سبيل إرضاء مرشدهم، الذي يحركهم كيفما شاء مثل “الريموت كنترول” لتحقيق أهدافهم المشبوهة، و لا يعترف بكل الدول العربية، وهم في سبيل ذلك لا يبالون حتى لو جاء المستعمر الأجنبي لاحتلال أوطانهم نظير إذا كان ذلك طريقاً في توسعهم، وهنا تكمن خطورتهم.
وفي هذا الإطار، الإخوان الإرهابيون أينما ذهبوا واستقروا في بلدان أخرى جروا معهم الخراب والدمار والإرهاب، ذهبوا إلى أوروبا التي منحتهم الجنسية والحياة الرغيدة وكل سبل الراحة التي كانوا يطالبون بها أوطانهم عبر شعاراتهم السقيمة، ويقزمون أوطانهم التي ولدوا فيها، نجدهم بعد أن ذهبوا إلى أوروبا والتي منحتهم كل سبل الحياة الرغيدة يتآمرون عليها وينشرون فكرهم الضال عبر غسل أدمغة الشباب هناك.
ولا بد من الإشارة إلى أن بعض الحكومات الأوروبية انتبهت إلى خطورة الإخوان الإرهابيين ومنهجهم القائم على سفك الدماء، خاصة بعد كشف عدة دول أوروبية مثل النمسا وغيرها خلايا خطيرة تتبع الإخوان الإرهابيين، وأصبحت تلاحقهم وتضع رموزهم بالسجون.
إن زمن الشعارات الزائفة، التي كان ينتهجها رموز الإخوان الإرهابيين، ولّى بلا رجعة، لقد باتت الشعوب العربية أكثر وعياً ولا تنطلي عليهم مثل هذه الخزعبلات، خاصة بعد أن تبين أن مشروع الإخوان أشد خطراً على دول وشعوب المنطقة.
خلاصة القول، إذا كان الفساد آفة المجتمعات، فإن الإخوان سرطانها، وكلما انتشر أكثر ازدادت خطورته إلى أن يتمكن من الجسم، لذلك لا مكان لكل مَن ينتمي إلى فكر الإخوان الإرهابيين في عالمنا العربي.