الإخوان على حافة الانهيار.. معركة الحسم تلوح في الأفق

قال الكاتب والباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، علاء سالم: إنّ “جماعة الإخوان تواجه واحدة من أكبر أزماتها الوجودية منذ تأسيسها، مع تزايد المطالب الغربية بتصنيفها كمنظمة إرهابية، وتفكيك شبكاتها السياسية والمالية، خصوصًا داخل الولايات المتحدة وأوروبا”.
وأكد سالم في مقالة نشرها عبر صحيفة (الأهرام) أنّ الجماعة باتت تعاني من انهيار تدريجي في حواضنها الآمنة التقليدية، لا سيّما في العواصم الغربية التي كانت ملجأً لعناصرها بعد تراجع حضورها السياسي بالمنطقة.
-
بعد 14 عامًا… خبراء يكشفون جرائم الإخوان في مصر ويستذكرون آثارها
-
الإخوان.. كواليس قفز الإخوان في مصر إلى السلطة
وأوضح سالم أنّ مصر تنبهت مبكرًا لخطورة الجماعة، خصوصًا عقب عام 2013، وأدركت أنّ الجماعات العقائدية القائمة على توظيف الدين في السياسة، تشكّل خطرًا على الدولة الوطنية الحديثة.
وأضاف: “التجربة المصرية كانت حاسمة، وأثبتت أنّ الجماعة لا تعترف بالديمقراطية إلا كوسيلة مرحلية للوصول إلى السلطة، ثم تعمل على تفكيك الدولة من الداخل”.
وأشار سالم إلى أنّ الغرب بدأ بدوره يدرك هذا الخطر المتصاعد، لا سيّما بعد صدور تقارير استخباراتية موثقة عن تغلغل التنظيم داخل مؤسسات تعليمية ودينية وثقافية وسياسية في كل من فرنسا والولايات المتحدة، وهو ما دفع بصناع القرار في الكونجرس الأمريكي إلى التحرك لمواجهة التنظيم تشريعيًا.
وأوضح أنّ مشروع قانون النائبة الجمهورية نانسي ميس، الذي يطالب بتصنيف الجماعة كـ “منظمة إرهابية أجنبية”، يمثل نقطة تحول، حيث يعتمد على توصيات أمنية وقانونية واضحة تتهم الجماعة بالتحريض على العنف وتهديد الأمن العالمي.
وعلّق سالم على التغيّر في الموقف الفرنسي، قائلاً: إنّ “فرنسا أزاحت الغطاء عن أنشطة الجماعة السرّية، وأكدت تقاريرها الاستخباراتية أنّ الجماعة تسيطر على 7% من المساجد، وتُمارس أنشطة تهدد قيم الجمهورية”.
وأضاف سالم أنّ الجماعة تواجه لأول مرة أزمة بقاء حقيقية، في ظل تصاعد الدعوات لتجفيف منابع تمويلها، وفرض عقوبات مالية، وتضييق الخناق على أنشطتها العلنية والسرّية داخل أوروبا والولايات المتحدة.
وختم سالم مقالته بالإشارة إلى أنّ تمرير التشريع الأمريكي، إذا تحقق، سيمنح مصر والدول العربية مساحة أكبر لتقليص نفوذ الجماعة ومواجهة حملاتها التحريضية، محذرًا من “الركون إلى سقوط التنظيم دون متابعة الفكر الذي تأسس عليه، والذي يمكن أن يعيد إنتاج نفسه عبر أشكال وتيارات جديدة”.