سياسة

الإخوان في أضعف حالاتهم: خبير يطالب بمواصلة المواجهة الشاملة للحسم


مع استمرار الأزمات السياسية والاقتصادية التي تواجهها بعض الدول العربية. تبرز قضية التعامل مع مخططات جماعة الإخوان المسلمين كواحدة من أهم التحديات التي تتطلب حسمًا على مختلف المستويات.

خلال الفترة الحالية، تعمل العديد من الحكومات العربية على تعزيز خططها الرامية لمواجهة نفوذ الجماعة في المجالات السياسية والاجتماعية. والحد من تأثيرها في القضايا الإقليمية والدولية.

التصدي الفكري والتوعوي

أحد أهم الأساليب التي تُستخدم لمواجهة الإخوان هي حملات التوعية المجتمعية. تقوم المؤسسات الثقافية والإعلامية في عدة دول بتوضيح مخاطر الأيديولوجيا التي تروج لها الجماعة،.بهدف تقويض خطابها الذي يسعى لاستقطاب الشباب واستغلال الأزمات. كما تم التركيز على إنتاج مواد تعليمية وإعلامية تشرح القيم الوطنية وتدعم مفهوم الدولة المدنية، في مقابل الفكر الذي يحاول الإخوان الترويج له. والذي يعتمد على الولاءات العابرة للحدود الوطنية.

تعزيز التشريعات القانونية

في كثير من الدول، اتخذت الحكومات خطوات تشريعية صارمة لتجريم الانتماء لجماعة الإخوان أو الترويج لأفكارها. وتشمل هذه القوانين تجفيف منابع التمويل التي تعتمد عليها الجماعة، سواء من الداخل أو الخارج.

على سبيل المثال، عززت بعض الدول قوانين مكافحة الإرهاب وتمويله. مما جعل من الصعب على الجماعة العمل بشكل علني أو سري في الأراضي التي كانت تشكل فيها قاعدة لنشاطها.

المواجهة الأمنية والاستخباراتية

الأجهزة الأمنية والاستخباراتية تلعب دورًا رئيسًا في مواجهة مخططات الإخوان. يتم ذلك من خلال رصد تحركات الجماعة وأعضائها، سواء على المستوى المحلي أو الدولي، وتفكيك شبكاتها التنظيمية.

في بعض الدول، شهدت الفترة الأخيرة إحباط محاولات لزعزعة الأمن أو اختراق مؤسسات الدولة من قبل عناصر تابعة للإخوان، وهو ما يعكس فعالية هذه الإجراءات.

التحالف الإقليمي والدولي

العديد من الحكومات العربية تعمل بشكل متزايد على التنسيق الإقليمي لمواجهة الإخوان كجزء من استراتيجية شاملة للتصدي للتطرف والإرهاب، وعلى الصعيد الدولي. يتم التعاون مع الحكومات الغربية لتوضيح مخاطر الجماعة. لا سيما فيما يتعلق بتسللها إلى المجتمعات الغربية ومحاولتها استغلال الديمقراطية لتعزيز نفوذها.

الاستثمار في التنمية المجتمعية

أحد المحاور المهمة في مواجهة الإخوان هو معالجة الأسباب التي تستغلها الجماعة لكسب النفوذ، مثل الفقر والبطالة. تعمل الحكومات على تعزيز خطط التنمية وتوفير فرص العمل للشباب. مما يقلل من مساحة تأثير الجماعة التي تستفيد من الأزمات الاجتماعية للتغلغل في المجتمعات.

المرحلة القادمة: الحسم أم التكيف؟

مع تصاعد الوعي بمخاطر جماعة الإخوان، يبدو أن المرحلة الحالية تتسم بإصرار دولي وإقليمي على تقويض نفوذ الجماعة بشكل حاسم. ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر في قدرة الدول على تحقيق توازن بين الأمن والاستقرار. وبين الحرية والتنمية، دون منح الجماعة فرصة لإعادة ترتيب صفوفها أو استغلال الأزمات المستقبلية.

في هذا السياق، يتوقع المراقبون أن تشهد الفترة المقبلة تصعيدًا في الجهود الرامية لتفكيك شبكة الإخوان على المستويين المحلي والعالمي. بالتوازي مع بناء مجتمعات أكثر قوة واستقلالية في مواجهة الأفكار الهدامة.

أكد الباحث  في شؤون الجماعات المتطرفة إبراهيم ربيع أن جماعة الإخوان تواجه حاليًا واحدة من أضعف مراحلها على المستوى التنظيمي والفكري. مشيرًا إلى أن الجهود العربية والإقليمية لمحاصرة نفوذها حققت نجاحات ملموسة في السنوات الأخيرة.

وفي تصريح أوضح ربيع أن “الإخوان تعرضوا لضربات متتالية. أفقدتهم القدرة على التحرك بحرية كما كان في السابق. تم تجفيف معظم مصادر تمويلهم وتعزيز القوانين التي تجرم نشاطاتهم في العديد من الدول، وهو ما أربك خططهم طويلة الأمد”.

التفكيك الفكري ضرورة ملحة

وأضاف ربيع: “نجاح مواجهة الإخوان لا يقتصر على الجانب الأمني فقط. بل يتطلب تفكيك خطابهم الفكري الذي يروج لأفكار مضللة تستهدف الشباب. الجماعة تعتمد على استغلال الدين لتحقيق مكاسب سياسية، وهو أمر يتطلب تعزيز خطاب ديني مستنير يكشف زيف شعاراتهم”.

تحركات مكشوفة ومحدودة

وأشار إلى أن الإخوان باتوا يلجأون لتحركات محدودة ومكشوفة. سواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو من خلال استغلال الأزمات في بعض الدول. وقال: “الجماعة تحاول استثمار أي فراغ سياسي أو أزمة مجتمعية لتقديم نفسها كبديل. لكن وعي المجتمعات بحقيقتهم يجعل هذه المحاولات أقل تأثيرًا مما كانت عليه في الماضي”.

دور الإعلام والمجتمع المدني

وفيما يتعلق بدور الإعلام والمجتمع المدني، أكد ربيع: “الإعلام يلعب دورًا حيويًا في كشف مخططات الجماعة وارتباطاتها الخارجية، خصوصًا مع الدول التي تدعمهم مثل تركيا وقطر. كما أن المجتمع المدني يجب أن يكون شريكًا في نشر التوعية المجتمعية ضد هذه الأفكار”.

أفق المواجهة

واختتم ربيع حديثه قائلًا: “الإخوان يعيشون مرحلة احتضار سياسي وفكري. لكن هذا لا يعني الاسترخاء أو التهاون. المواجهة يجب أن تكون شاملة ومستدامة، سواء أمنيًا أو فكريًا أو اقتصاديًا. لضمان قطع الطريق أمام أية محاولة للجماعة لإعادة ترتيب صفوفها أو استغلال أي ثغرات”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى