الشرق الأوسط

الإخوان في خدمة المشروع الصهيوني: التهجير مقابل النفوذ


حذّر الكاتب والصحفي الأردني فارس الحباشنة ممّا وصفه بـ “المشروع الحقيقي لجماعة الإخوان المسلمين”، الذي بات يتقاطع بوضوح مع المخطط الإسرائيلي والأمريكي لتفكيك الدولة الوطنية في مصر والأردن، من خلال استغلال الغضب الشعبي تجاه ما يحدث في غزة، وتوجيهه لخدمة أجندات خارجية.

وفي مقالة رأي نشرها عبر صحيفة (الدستور) الأردنية، قال الحباشنة: إنّ التظاهرات التي نظمت أمام السفارة المصرية في تل أبيب لم تكن عفويّة، بل جاءت بتحريض مباشر من المعلق الإسرائيلي المعروف إيدي كوهين، الذي دعا عبر مواقع التواصل إلى محاصرة السفارات المصرية في أوروبا والعالم العربي، بحجة إغلاق معبر رفح ومنع دخول المساعدات إلى غزة.

وأشار الحباشنة إلى أنّ الجماعة، عبر فروعها ومشتقاتها في المنطقة، وعلى رأسها ما يُسمّى بـ “اتحاد الأئمة في الداخل الفلسطيني”، تسعى لتحميل مصر مسؤولية الحصار، وتبرئة إسرائيل من جرائمها بحق الفلسطينيين، واصفًا تلك الممارسات بأنّها “رسائل ناعمة”، يسعى الاحتلال  من خلالها للتنصل من مسؤوليته التاريخية عن الإبادة الجماعية في القطاع.

وأضاف الحباشنة أنّ المظاهرات التي يقودها الإخوان وحلفاؤهم تستهدف رموز الدول لا الأنظمة السياسية، متسائلًا عن غيابهم التام عن محيط الكنيست ووزارة الدفاع الإسرائيلية، رغم أنّ إسرائيل هي الطرف المباشر في العدوان.

وأكد أنّ جماعة الإخوان، من خلال تحركاتها الإقليمية، أصبحت الأداة الأكثر فاعلية في تمرير مشروع “الوطن البديل” وتهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء، ومن الضفة الغربية إلى الأردن، مشيرًا إلى أنّ هذا المخطط يمثل خطرًا وجوديًا على البلدين على حدٍّ سواء.

واعتبر أنّ ما يجري من محاولات تشويه للمواقف الرسمية المصرية والأردنية، خاصة في ما يتعلق بفتح المعابر أو دعم غزة، يدخل في سياق أجندة سياسية تستغل القضية الفلسطينية لإضعاف الدول المستقرة، وتمرير مشاريع تهدد نسيجها الوطني.

وأضاف: “الإخوان المسلمون اليوم لا يخفون أجنداتهم، بل يعرضونها على العلن، ويتقاطعون بوضوح مع مصالح الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية، خصوصًا بعد أن انفضح دور بعض قادة حماس المقيمين في الخارج، الذين فقدوا البوصلة السياسية وتورطوا في التدخل في شؤون الدول العربية تحت عباءة الإخوان”.

ودعا الحباشنة في ختام مقالته القوى الوطنية في الأردن ومصر إلى تحديد موقف صريح من المشروع الإخواني، دون غموض أو تقية، مؤكدًا أنّ “المعركة لم تعد داخل حدود غزة، بل باتت جزءًا من مشروع إقليمي يسعى لتصفية القضية الفلسطينية وتفكيك الدولة الوطنية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى